واصلت استهداف عين العرب.. وفرضت هدنة بين ميليشياتها و«النصرة» شمال حلب … تركيا مصممة على التدخل عسكرياً شرقي الفرات
| حلب- خالد زنكلو
أوغلت تركيا في تعنتها الرامي إلى حجز موطئ قدم لها في مناطق شرقي نهر الفرات، وجددت أمس قصفها للقرى الواقعة في محيط مدينة عين العرب، التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة أميركياً، للمرة الثانية خلال 3 أيام بعد التلويح ببدء عملية عسكرية أنهت التجهيز لها.
وقالت مصادر ميدانية في «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية والتي تشكل أغلبية عناصر «قسد» لـ«الوطن»، أن الجيش التركي واصل استهدافه لقرى غرب عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي على الضفة الشرقية للفرات حيث أطلق وابلاً من قذائف الهاون على قرية كور، أدت إلى إصابة مدنيين بجروح ودمار واسع في ممتلكاتهم بعد يومين من إطلاقه قذائف مدفعية على قرى أشمة وزور مغار وشارخلي، في الجهة ذاتها.
وأشارت المصادر إلى أن «حماية الشعب» ردت بالمثل باتجاه منصات إطلاق القذائف ودارت اشتباكات استمرت لساعات في مسعى تركي لفتح جبهة جديدة بعد سيطرته على عفرين غربي النهر نهاية آذار الفائت، الهدف منها إشغال «قسد» عن محاربة «داعش» ورده عن البلدات التي استعاد السيطرة عليها مطلع الأسبوع الجاري شرقي دير الزور عند الحدود السورية العراقية.
وأوضحت بأن تركيا عاجزة عن التوغل شرقي الفرات باتجاه عين العرب وتل أبيض ورأس العين والحسكة وصولاً للحدود العراقية، لاختلاف الظروف الموضوعية التي يأتي في مقدمتها وجود قوات وقواعد أميركية في تلك المناطق، لدعم «قسد» في حربها ضد «داعش» ومنعه من العودة إليها كأولوية لا تسمح بتعكير الأتراك لأجندتها، بحسب الخطة الأميركية التي أعلن عنها الفريق الجديد المكلف بالشأن السوري.
وكشفت المصادر أن لدى «قسد» شرقي الفرات، «تطمينات» أميركية بعدم السماح لتركيا بالتشويش على عملياتها ضد «داعش» أو السيطرة على مناطق فيها، ولفتت إلى أن ما يحدث هو صدى لفشل أنقرة في استمالة واشنطن لتطبيق «خريطة الطريق» المتفق عليها حول منبج.
على صعيد آخر وضعت تركيا كل ثقلها لوقف المعارك التي دارت أول من أمس بين ميليشياتها متمثلة بـ«الجبهة الوطنية للتحرير» من جهة و«هيئة تحرير الشام»، غطاء «جبهة النصرة»، وأرغمت الطرفين المتصارعين على وقف إطلاق النار بعد خسارة الأولى لبلدة كفر حمرة الواقعة ضمن «المنطقة المنزوعة السلاح» لمصلحة الثانية.
وبيّن مصدر معارض مقرب من «الوطنية للتحرير» لـ«الوطن» أن الاتفاق ينص على تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي جرت، وفي مقدمتها مقتل قياديين اثنين لدى «النصرة» مع تسليم المشتبه فيهم في قتلهما لدى طرف ثالث يجري الاتفاق عليه وإطلاق سراح أسرى الجانبين بشكل فوري وتحييد قرية تقاد، شمال غرب حلب وإخلائها من أي وجود عسكري من الفريقين.
ورأى المصدر أن اتفاق الهدنة مصيره الفشل، وأن المعارك ستتجدد لأن «النصرة» ماضية في مخططها لقضم مناطق سيطرة ميليشيات تركيا في ريفي حلب الشمالي والغربي، لتثبيت وجودها كقوة كبرى في المنطقة بدل تصفية تلك الميليشيات كما في سابق عهدها، وبما يعزز من موقفها الرافض للانسحاب من «منزوعة السلاح» ويحول دون إرغامها على التقيد ببنود اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في ظل غياب الميليشيات الوازنة والمنافسة لها في المنطقة.