ومن الحبّ ما قتل!
| غانم محمد
عندما نتحدث عن منتخبنا الوطني ننقسم فريقين.. عندما نقيّم عمل أي مؤسسة رياضية نقف على ضفّتين متقابلتين.. عندما نتفرّج على الدوري الإثيوبي لا نلتقي عند جزئية واحدة!
هل هذا الاختلاف المستمرّ حالة طبيعية أم إنه يعبّر عن حالة من تعمّد التخبّط وتشتيت الأفكار وربما اللامبالاة؟
سنترك كلّ شيء خلف ظهورنا ونبقى مع منتخبنا الأول الذي يقف على بعد شهرين فقط من النهائيات الآسيوية ونتساءل معكم: هل من المفيد الآن الحديث عن أحقية هذا اللاعب أو ذاك بـ(شارة الكابتن)، وهل أنجزنا كلّ شيء ولم تبقَ إلا هذه الجزئية لنعلن جاهزيتنا الكاملة للمنافسة على لقب كأس آسيا، أم إن المسألة (وأتوقعها كذلك) مجرّد فقاعات إعلامية القصد منها تغطية قصور عمل في أماكن أساسية تخصّ هذا المنتخب واستحقاقه القادم؟
هناك صراع لم يعد خافيّاً على أحد بين اتحاد الكرة ممثلاً برئيسه السيد فادي دباس والجهاز الفني للمنتخب ممثلاً بالألماني بيرند شتانغه حول الدور والصلاحيات الممنوحة، وصراع بين ثقافتين الأولى محلية الصنع تُخضع كل شيء إلى معايير الشخص صاحب القرار، والثانية مستوردة مستندة إلى عراقة ألمانية في عالم التدريب، يحاول شتانغه إنباتها في تربة غير مهيّأة لذلك بكل أسف، ومع مضيّ الأيام سريعة نحو موعد النهائيات الآسيوية نخشى أن يسدد منتخبنا فواتير الاختلافات بين هذين الأمرين..
اعتدنا أن نجد في اتحاد الكرة من يستأثر بكلّ شيء حتى لا تُنسب بسمة إلا له، وحتى لا تخرج همسة إلا بإذنه، وأن تبقى كل التفاصيل طوع بنانه، ولكن ما دامت هذه القناعات لم تحصد أي نجاح سابق، وما دام القائمون على كرتنا يبحثون عن نجاح ما يضمن استمرارهم لدورة انتخابية قادمة لماذا كل هذا (العكّ)، ولماذا لا يتركون شتانغه يعمل وفق قناعات يفترض أنهم بحثوها معه قبل تثبيته مدرباً لمنتخبنا الأول؟
نقول قولنا هذا، ونستغفر اللـه لنا ولكم متمنّين للمنتخب كل التوفيق في استغلال ما تبقّى من وقت لرفع جاهزيته إلى الحدود الدنيا المقبولة التي تضمن على أقلّ حدّ عدم (البهدلة).