عربي ودولي

إيران: إعادة فرض العقوبات الأميركية سقوط أخلاقي وسياسي لواشنطن

اعتبرت الخارجية الإيرانية إعادة فرض العقوبات بمنزلة سقوط أخلاقي وسياسي للإدارة الأميركية، وأكدت أن إيران لن تسمح لإدارة الرئيس دونالد ترامب بتحقيق أهدافها غير المشروعة.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان أمس إن: «إعادة فرض العقوبات تشكل انتهاكا للاتفاق النووي ولقرار الأمم المتحدة وقرار محكمة العدل الدولية، وهي تشكل تحدياً واضحاً لإرادة أغلبية دول العالم وتتعارض مع المبادئ الإنسانية والأخلاقية».
وقللت من تأثير هذه العقوبات الجديدة التي سيسري تنفيذها اعتباراً من يوم غد الإثنين، مؤكدة أنه لن تكون للعقوبات الأميركية سوى تداعيات سلبية بسيطة على الاقتصاد الإيراني.
وقالت الوزارة في بيان أمس: إن إعادة فرض الحظر غير القانوني من قبل أميركا على إيران تعتبر انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد على لزوم إنهاء جميع أشكال الحظر على إيران وفق بنود الاتفاق النووي كما تعد انتهاكاً للحكم الصادر من قبل محكمة العدل الدولية قبل فترة وتتناقض مع الإرادة الصريحة لمعظم دول العالم.
كما أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أن الولايات المتحدة الأميركية هُزمت في تحديها مع إيران طوال 40 عاماً لافتاً إلى أن واشنطن استخدمت كل الإجراءات ضد طهران لكنها فشلت.
بدوره أكد كبير مستشاري المرشد الأعلى في إيران اللواء يحيي صفوي أن لأميركا سجلاً أسود في التعامل مع إيران ولكن قدراتها بدأت بالتلاشي ولن تستطيع العودة إلى هيمنتها على مصير ومستقبل الشعب الإيراني.
من جهته قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي: إن القدرات الإيرانية العسكرية المتطورة ذات طابع دفاعي وردعي مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني الإرهابي الذي يتلقى الدعم من أميركا وبريطانيا وفرنسا وبعض أنظمة الخليج لم يدخر أي جهد للنيل من إيران.
وفي اتهام لواشنطن بالوقوع تحت تأثير الضغوط الإسرائيلية، أعلنت الخارجية الإيرانية، أنه: «على الرغم من القوة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة إلا أنها تفتقر إلى الاستقلال السياسي وتتبع أنظمة أجنبية في سياساتها الخارجية».
بدوره أعرب الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا وألمانيا عن تنديدهم وأسفهم الشديدين لتجديد العقوبات.
ونقلت «فرانس برس» عن بيان مشترك باسم الجهات الأربع قوله: «بصفتنا موقعي الاتفاق التزمنا بالعمل وخاصة الإبقاء على عمل شبكات مالية مع إيران وعلى ضمان استمرار الصادرات الإيرانية من النفط والغاز».
وأشار البيان الذي حمل توقيع منسقة شؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ووزراء الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان والألماني هايكو ماس والبريطاني جيريمي هانت إلى أهمية حماية المبادلات التجارية «المشروعة» التي يقوم بها الأوروبيون مع إيران.
بدورهم أكد المسؤولون الأوروبيون التزامهم بالحفاظ على القنوات المالية مع إيران واستمرار صادرات النفط والغاز الإيراني مشددين على أهمية التزام وزراء المالية بالإضافة إلى وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث وأعضاء آخرين لتنفيذ الآلية المالية الخاصة وأعلنوا أن الآلية سيتم تسجيلها وتشغيلها رسمياً في الأيام القادمة.
هذا وأدانت وزارة الخارجية الروسية بشدة العقوبات الأميركية الجديدة على إيران، مشيرة إلى أن هذه العقوبات تضرب مرة أخرى اتفاق الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، أمس: «تهدف الموجة الجديدة للعقوبات ضد إيران، التي أعلنتها واشنطن، إلى تقويض الجهود المتتابعة التي يبذلها المشاركون في خطة العمل الشاملة المشتركة من أجل الحفاظ على هذا الاتفاق. ويثير خط واشنطن الهادف إلى إفشال الآليات القانونية الدولية في مجال حظر الانتشار النووي والمراقبة على الأسلحة، خيبة أمل عميقة وقلقاً متزايداً». وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران، بأن العقوبات الجديدة ضدّها ستستمر إلى حين «خضوعها»، وقبولها باتفاق جديد يناسب واشنطن ويقطع طريق طهران نهائياً نحو صنع أسلحة نووية.
وهدد ترامب مرة أخرى البلدان والشركات التي لا توقف تعاملها مع إيران تماشياً مع الإجراءات والعقوبات الأميركية، وقال في بيانه «يتعين على الحكومات والشركات أن تسأل نفسها ما إذا كان استمرار الصفقات مع إيران يستحق المخاطرة!؟».
وسيبدأ سريان مفعول الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية، اعتباراً من غد الإثنين، وتشمل القطاع المصرفي، والطاقة، والشحن، وبناء السفن في إيران وبنك إيران المركزي.
من جهة أخرى تم أمس في إيران تدشين خط الإنتاج التسلسلي للطائرة الإيرانية المقاتلة «كوثر» المصنعة محلياً، وتسليم أول نموذج منها لسلاح الجو الإيراني.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن