ثقافة وفن

المسرح ساعدني في كسر الحاجز بيني وبين الجمهور … يمن عثمان لـ«الوطن»: أسعى لتطوير أدواتي والتعلم من الآخرين وسعيدة بما قدمته حتى الآن وأسعى للمزيد

| وائل العدس

هي فارسة وممثلة وعارضة أزياء، تدرس الترجمة الإنكليزية في جامعة دمشق، وعملت سابقاً عدة أعمال إدارية، ولديها عدة مشاركات تطوعية خلال الحرب الإرهابية على سورية.
بدأت مسيرتها الفنية في مسرح الطفل، ثم اقتحمت عالم الدراما فشاركت في العديد من الأعمال الدرامية منها «مرايا 2011» و«بقعة ضوء 13» و«وهم» و«أحلام شفيق وخليل» و«دبل فيس» و«فلاش سوري كتير».
الممثلة يمن عثمان حلت ضيفة على «الوطن» من خلال الحوار التالي:

لنبدأ من الموسم الدرامي 2019، حدثينا عنه.
أول الأعمال المؤكدة هي «مرايا 2019»، وهذا يكفيني، لأن الوقوف أمام فنان كبير بفنه وأخلاقه شرف كبير لأي فنان، وقد تحقق حلمي بالمشاركة في هذه السلسلة الكوميدية الناقدة للمرة الثانية بعدما افتتحت مسيرتي الفنية بها.
وغير ذلك، عندي أكثر من مشاركة في سورية وخارجها، لكنني لن أفصح عنها لأنني لم أوقع عليها بشكل رسمي.

باعتبارك تشغلين أكثر من مهنة، ماذا عن الدراما؟
الدراما لي تحدٍ جديد ومهم، أسعى دائماً لتطوير أدواتي والتعلم من الآخرين، ويوماً بعد يوم أشعر بأنني أؤدي أدواري بشكل أفضل، لكنني سعيدة بما قدمته حتى الآن وأسعى للمزيد.
وأعتبر نفسي محظوظة جداً بشكل عام، وبالرغم من صغر أدواري التي قدمتها إلا أنني تلقيت ردود أفعال إيجابية على أدواري.

ما الذي يقدمه لك الفن؟
لا أريد أن يكون الفن لي مجرد مهنة، بل أريد منه أن يكون رسالة، وإذا كان التمثيل يتحول مع الزمن إلى مهنة، فأنا أحاول ألا يكون مهنتي بل مجرد شيء أحبه، لا مهنة أجمع منها نقوداً فقط.

من خلال أعمالك نلاحظ توجهك للأعمال الكوميدية؟
النص الكوميدي غير متوافر بشكل كبير، وأنا أؤمن بالكوميديا التي تنطلق من النص ومن ثم المخرج والأجواء التي يوضع بها الممثل كي يكون مبدعاً ويخرج أفضل ما لديه، أي كوميديا الموقف وليس التهريج.
لكن ليس هناك نجم كوميدي وآخر تراجيدي، عندما يملك الممثل حضوره وربما خفة ظله، ستضعه ضمن القالب الصحيح، طبعا إضافة إلى النص الجيد والمخرج المتمكن من أدواته، كوميديا الموقف هي الحقيقية التي من الممكن أن نعيشها بصدق فليس هناك حزن أو سعادة مستمرة، والكوميديا كالحياة ساعة لك وساعة عليك.

حدثينا عن بداياتك في عروض الأزياء؟
بدأت في هذه المهنة عام 2008، لكني أعتبر أن انطلاقتي الحقيقية بدأت عام 2015 بعرض ضخم بعنوان «ابتسامة الياسمين» في خان أسعد باشا للمصممة منال عجاج وخبيرة الماكياج روز عربجي بالتعاون مع وكالة «سورية توب مودل»، تضامناً مع الأطفال السوريين المصابين بمرضى السرطان.
هذا العرض شهد أولى إطلالاتي في عالم الأزياء أمام جمهور كبير من فنانين وإعلاميين ورجال أعمال ودبلوماسيين وناشطين في مجال الأزياء والجمال.
بعد ذلك شاركت في العديد من العروض المهمة، أبرزها عرض «آلهة الياسمين» في بيروت للمصممة السورية العالمية منال عجاج، وأسابيع الموضة في سورية ولبنان، وعروض أزياء خريجي المعهد العالمي للأزياء «إسمود» بدمشق.

ما مميزات الفتاة لتكون عارضة أزياء؟
الثقة بالنفس مهمة جداً لترى في نفسها عارضة، إضافة إلى تمتعها بجاذبية خاصة وكاريزما لافتة بحيث تجذب أنظار الجمهور.
كما يجب أن تكون سريعة البديهة وأن تكون على دراية بالاتكيت الخاص بطريقة المشي والتمايل، وعليها مواكبة صيحات الموضة وامتلاك شخصية جريئة وشجاعة.

هل ساعدك الوقوف على خشبة المسرح في عروض الأزياء؟
نعم، ساعدني ذلك في كسر الحاجز بيني وبين الجمهور، بالوقوف أمامه بإطلالة واثقة ومميزة ومهنية، لأن عروض الأزياء نوع من الارتجال المرتبط بالعمل المسرحي الذي كنا نقوم به، فالترابط موجود بالحضور المباشر أمام جمهوري المسرح والأزياء.
لكن عروض الأزياء تعتمد على الإطلالة والجمال، على حين تلعب الموهبة وإتقان تفاصيل الشخصيات الدور الأهم في نجاح الممثل.

كيف تحافظين على جسدك الرشيق؟
أنا حريصة على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وتناول الغذاء الصحي المناسب لطبيعة جسمي، وأوازن بينهما للحفاظ على قوامي وبشرتي، كما أنني أحافظ على راحتي النفسية لأنها أهم عامل في المحافظة على شكل الجسم من الترهل، ولذلك أنا مبتسمة دائماً.

ما أهم المشاكل التي واجهتك في عروض الأزياء؟
يظن الناس أن مهنة عرض الأزياء سهلة ومسلية وتدخل على العارضات مبالغ طائلة، ولكن الحقيقة على عكس ذلك تماماً، إذ يصعب على الفتيات أن يتخذن من هذا العمل مهنة أو حرفة يسترزقن منها إلى الأبد.
ورغم ذلك نواجه مشاكل رئيسية وهي عدم شيوع ثقافة عروض الأزياء وأهميتها في المجتمع، لكني أحمد اللـه أنني لم أتعرض لمشاكل خاصة كما تعرض لها بعض العارضات من سقوط على المنصة أو سقوط ملابسهن، وفي حال تعرضي لذلك أتعامل بشكل احترافي ومهني في تلك الحالات.

من مثلك الأعلى في عالم الأزياء والدراما؟
يشبهني البعض بالعارضة العالمية كيندل جينر فيما يتعلق بقوامها ومشيتها.
وفي التمثيل تعجبني أنجلينا جولي بمواقفها الإنسانية والمهنية، وفي سورية أفضل منى واصف ونادين خوري وياسر العظمة ودريد لحام وبسام كوسا وأيمن زيدان وحسام تحسين بيك بأسمائهم الكبيرة.

هل تتابعين عروضاً عالمية وبما تتميز عنا؟
طبعاً أتابع بشكل دائم، وأكثر متابعاتي على شاشة LBC وتحديداً فقرة الموضة CATWALK.
العروض العالمية تكون دائمة الحضور بشكل دوري، وتتميز بدعم مادي كبير واهتمام إعلامي وإدارة تنظيمية أكثر مهنية، أما عروضنا فإنها تفتقر لبعض هذه التفاصيل، وقليل ما تبرز دور العارضات في نجاح تلك العروض.

ماذا عن الارتباط والزواج؟
لم ألتق فارس أحلامي ذا المكانة الاجتماعية والمستوى العلمي والثقافي الذي أتمناه، الذي يتفهم ظروف عملي الخاصة كعارضة أزياء.
أريد بناء علاقة على العقل والثقة وإلا فلا خير في وجودها، وثقتي بنفسي عالية جداً ولذلك لا يمكن لأي شخص أن أسلّمهُ قلبي بسهولة، فالناحية الروحية تهمني أيضاً في بناء عائلة تحت سقف واحد.

وماذا عن العائلة؟
أنتمي إلى عائلة مؤلفة من أمي التي اهتمت بكل تفاصيل حياتنا لبناء عائلة سعيدة ومترابطة، أما أبي ففارقته الحياة بعد أن أسس لنجاح عائلتي، وكان داعماً أساسياً وسنداً لي في حياتي لأحقق ما أتمناه، وسأكمل مسيرتي كما لو كان إلى جانبي، ولديَّ أخان وأخت يملكون كل تفاصيل حياتي وأسراري ونعمل يداً واحدة لنبقى تحت ظل ما بناه والدي قبل رحيله، وقد تميز كل منا في عمله ومجتمعه الخارج عن إطار منزلنا.

ما طموحك المستقبلي؟
مهنياً، طموحي كوني فارسة أن أشارك في بطولات عالمية، أما كعارضة أزياء فأتمنى الوصول للشهرة العالمية ورفع علم بلدي بكل نجاح.
اجتماعياً، أتمنى بناء عائلة كما فعل والداي حيث بقي الحب بينهما بلا نهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن