ناشئات سلتنا في الهند تألقن بين كبار القارة الآسيوية
| مهند الحسني
ما بين الرضى من النتائج الرقمية الموضوعة في إطارها النظري، والحالة التي نفضّلها لسلتنا الوطنية، انتهت مشاركتنا في بطولة آسيا للناشئات تحت 18سنة، التي اختتمت مساء يوم السبت في مدينة بنغكلور الهندية، لكن الحديث عنها لم ينته بعد، نظراً لما حملته من نتائج تركت الكثير من الانطباعات لكون هذا المنتخب ما زال في بوتقة الاهتمام، ودائرة الضوء بعدما خالف التوقعات، وقلب الأمور رأساً على عقب بأدائه ونتائجه في هذه البطولة.
حقيقة
لم تكن لاعبات منتخبنا تحلمن بأن يعدن إلى أرض الوطن بأي من الميداليات البراقة، ولم يشطح بهن الخيال لأن يفكرن حتى بتحقيق فوز وحيد، لكون التوقعات التي سبقتهن إلى الهند أكدت بأنهن الحلقة الأضعف بالمجموعة حسب تحضيراتهن المتواضعة، لكن بالأداء الجماعي، والقوة الدفاعية، والتركيز الهجومي، والروح الكفاحية، قلب منتخبنا كل الموازين، وحقق مالا يتوقعه حتى أشد المتفائلين بإمكاناته، ووصلت لاعباته إلى درجة الإقناع والإمتاع، وقدمن مستويات قوية ذكرتنا بسلتنا الأنثوية أيام الخوالي.
هذا من ذاك
كنا جميعاً جناة على اتحاد السلة من حيث إخفاقاته في إعداد منتخب للرجال يحفظ ماء وجهنا في البطولات والاستحقاقات، ولم يكن أحد يدرك بأن سلتنا، وما خسرته في كوادرها من لاعبين ومدربين كان كافياً لتراجعها على صعيد منتخب الرجال، إضافة إلى موضوع الخدمة الإلزامية الذي ساهم في إبعاد الكثير من اللاعبين، لكن منتخب الناشئات هذا لم يتأثر بموضوع الخدمة الإلزامية، ولم يهاجر العدد الكبير من لاعباته أسوة بهجرة اللاعبين الكبيرة، ومع ذلك نجح الاتحاد عندما توافرت مقومات العمل الصحيحة لديه في أن يبدع، ويحقق نتائج مشرقة، وهذا ما يوصلنا إلى نتيجة مفادها أن سوء منتخبات الرجال ليس مشكلة إدارية، ولا حتى مالية، وإنما هي مشكلة فنية تتعلق بالأسباب التي ذكرناها في السطور السابقة، فالاتحاد الذي أعد هذا المنتخب ونجح في تسجيل نتيجة طيبة، هو نفسه الاتحاد الذي أخفق منذ توليه لمهامه في إعداد منتخب للرجال.
المطلوب
لا شك أن هذا المنتخب بعد مشاركته هذه قد أفرز مواهب جديدة أكدت علو كعبها، بأنها مشروع لنجمات سلوية واعدة لا محالة في حال توافرت لهن المناخات الملائمة، لذلك على اتحاد السلة المحافظة على هذا المنتخب، وتأمين كل السبل لضمان استمرارية تحضيراته ليكون جاهزاً عند أي استحقاق جديد.
وعندما نجد الجواب الشافي والصحيح، سنعترف بأن سلتنا بخير، أما الآن فإن كل ما يمر عليها ما هو إلا نسمة طيبة سرعان ما تختفي، وهذا مالا نتمناه أبداً.
شكر خاص
تستحق لاعبات منتخب ناشئات السلة أن نرفع لهن القبعة احتراماً لهن، بعدما تركن بصمة مشرقة، وانطباعاً طيباً للسلة السورية، لديهن أخطاء لكنهن غطينها بإخلاصهن، ومحبتهن للقميص الذي ارتدينه، وهو مزين باسم الوطن الغالي.
ناشئاتنا في الهند أبين إلا أن يكن بين الكبار، وهذا هو الانتصار بحد ذاته، انتصار الإرادة والفكر السلوي لا عجز المحاولة وهشاشة الموقف، زعلنا لأنهن خسرن أمام منتخب كازاخستان في الدور نصف النهائي، لكننا لم ولن ننسى ما حققن قبلها حين أسعدن الجميع بتصدرهن المجموعة بعد ثلاثة انتصارات.
لهؤلاء اللاعبات الصغيرات الكبيرات نقول: حافظن على ما فعلتن، لأنكن إن لم تفعلن ذلك فلن يفعله غيركم، ولا تقفن كثيراً عند خسارتكن أمام كازاخستان لأن الرياضة فوز وخسارة.
بورك ما فعلتن، وشكراً لأنكن أفرحتن في زمن القحط السلوي، شكراً لأنكن تفوقتن على ظروف الإعداد وشح المباريات الودية، وضعف الإمكانات، شكراً لأنكن تجاوزتن الفوارق الفنية بينكن، وبين باقي المنتخبات المشاركة، وبدا إصراركن واضحاً على إسعاد عشاق السلة السورية، شكراً لأنكن لم تربطن العطاء بمقابل مادي، ولأنكن وضعتن الوطن بأعينكن، ودافعتن عن رايته كأحسن ما يكون الدفاع، شكراً لأنكن قدمتن الدرس البليغ للاتحاد السلة علّه يعترف بأنكن سنده، وبأنكن حافظات ماء وجه كل من يعمل في سلتنا الوطنية.
جردة حساب
جاء منتخبنا في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات كازاخستان، هونغ كونغ، ساموا، والتقى في المباراة الافتتاحية مع منتخب كازاخستان وفاز بفارق وصل إلى 16نقطة وبواقع (56-40) وتابع مشوار انتصاراته وتجاوز منتخب هونغ كونغ بنتيجة (66-47) اختتم مشواره بالدور الأول بفوز مستحق على منتخب ساموا بواقع (44-37) وتأهل للدور الثاني عن جدارة واستحقاق والتقى مجدداً مع منتخب كازاخستان، وفيها قدم منتخبنا أداء ضعيفاً ومستوى باهتاً فردياً وجماعياً ولم تكن تبديلات مدربنا المجتهد موفقة الأمر الذي ساهم في ميلان الكفة لمصلحة منتخب كازاخستان الذي سيطر وسجل وسط ارتباك واضح بأداء لاعباتنا لتنتهي المباراة بفارق عشرين نقطة(56-76) ليتلاشى الحلم الذي داعبنا لأيام قليلة في التأهل للمباراة النهائية، ليلعب منتخبنا مع منتخب هونغ كونغ على تحديد المركزين الثالث والرابع ويحسم النتيجة لمصلحته (75-68).