سورية

مسلحوها و«التحالف» سيروا دوريات في الشمال لحمايتها من نظام أردوغان … «قسد» تتعرض من داعش لهجوم معاكس شرق الفرات

| الوطن – وكالات

وسط حالة من الإرباك تعيشها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بين حربها المزعومة ضد تنظيم داعش الإرهابي في آخر جيب يتحصن فيه التنظيم من جهة، واعتداءات النظام التركي على مواقعها قرب الحدود التركية من جهة أخرى، شن التنظيم هجوماً معاكساً ضدها قتل خلاله 12 مسلحاً منها.
وفيما ينذر بارتفاع حدة التوتر بين أنقرة وواشنطن، قام «التحالف الدولي» بتسيير دوريات مشتركة مع «قسد» على الحدود مع تركيا، الأمر الذي يفهم منه أنه يهدف إلى حمايتها من اعتداءات النظام التركي.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أنه كان من المقرر أن يجري أمس اجتماع للقيادة العامة لـ«قسد»، لمناقشة «الهجمات التركية ضد الشمال السوري في المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات، وإمكانية استئناف الهجمات البرية على الجيب الأخير لتنظيم داعش عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور»، لافتاً إلى مواصلة «قسد» الامتناع «حتى الآن (ظهر أمس) عن البدء بهجوم بري، في منطقة ضفاف الفرات الشرقية».
وخلال الأيام الماضية قصفت المدفعية التركية عدة مرات مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ«قسد».
في المقابل بدأ داعش عند الساعة 11 قبيل ظهر أمس هجوماً عنيفاً استهدف «قسد» في منطقة البحرة الواقعة بالقرب من هجين في محيط الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، وفق «المرصد» الذي أوضح أن داعش استغل الأحوال الجوية السيئة وغزارة الأمطار وتشكل الضباب في المنطقة، لتنفيذ هجوم أسفر عن تقدمه في أطراف منطقة البحرة وتراجع الخطوط الدفاعية الأولى لـ«قسد»، بسبب عدم جاهزية الأخيرة لمثل هذا النوع من الهجوم الذي وقع بشكل مفاجئ.
ولفت «المرصد» إلى أن التنظيم في هجومه اجتاز التلة الفاصلة بين مناطق سيطرته في هجين ومناطق سيطرة «قسد» في البحرة، بعدما استهل هجومه بتفجير عربات وآليات مفخخة وتفجير إرهابيين لأنفسهم بأحزمة ناسفة بالإضافة لاستخدام العربات المصفحة في الهجوم.
وترافقت الاشتباكات بين «قسد» والتنظيم، مع قصف مكثف من قبل طائرات «التحالف الدولي»، على مواقع تقدم التنظيم، بحسب «المرصد».
ولفت «المرصد» إلى أن 10 عربات همر أميركية ومدفعيتين دخلوا إلى منطقة البحرة، للمشاركة بعملية صد هجوم التنظيم في المنطقة، على حين لم تفلح طائرات «التحالف» باستهداف المواقع بدقة نتيجة الضباب المكثف، مبيناً أن القتال تسبب بقتل ما لا يقل عن 12 مسلحاً من «قسد»، وإصابة أكثر من 20 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، لترتفع خسائرها إلى 327 على الأقل مقابل 523 قتيلاً من داعش منذ الـ10 من شهر أيلول الفائت.
وفي شأن متصل، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن داعش اعتقل 35 شخصاً من مدينة الشعفة داخل الجيب الأخير للتنظيم بتهمة التعامل مع «قسد» بينهم 15 يحملون الجنسية العراقية، مشيرة إلى أن التنظيم اقتادهم إلى مقره الأمني في قرية الكشمة دون توفر معلومات عن مصيرهم.
في غضون ذلك، سيرت قوات الاحتلال الأميركي أمس دوريات في شمال شرق سورية قرب الحدود مع تركيا، بعد أيام من تعرض المنطقة لقصف شنّه النظام التركي واستهدف مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية، في مدينتي عين العرب بريف حلب الشمالي وتل أبيض بريف الرقة الشمالي وأسفر عن مقتل أربعة مسلحين لـ«قسد»، بحسب وكالة «ا ف ب».
وأكدت الوكالة، أن مراسلها شاهد في بلدة الدرباسية (التابعة لمنطقة رأس العين) الحدودية مع تركيا في أقصى (شمال) محافظة الحسكة، دورية مؤلفة من ثلاث مركبات مدرعة، على متن كل منها أربعة جنود (للاحتلال) الأميركي بلباسهم العسكري وعليه العلم الأميركي.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم «التحالف» شون راين أن تسيير «دوريات أميركية» في المنطقة بشكل «غير منتظم» ترتبط وتيرته بتطور «الظروف» الميدانية، لافتاً إلى أن هذه الدورية (في الدرباسية) هي الثانية التي يتم تسييرها في المنطقة منذ يوم الجمعة الماضي.
وبينما أوضح الناطق الرسمي باسم «قسد» مصطفى بالي للوكالة أنه من المقرر أن تسير هذه الدوريات على طول الشريط الحدودي وصولاً حتى مدينة رأس العين، نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن ناطق آخر باسم «قسد» كينو غابرييل قوله في بيان مصور: إن الدوريات ستتجول بين مدينتي عين العرب «كوباني» بحلب وتل أبيض بالرقة، وبين مدينتي القامشلي والمالكية، ومدينتي الدرباسية ورأس العين في الحسكة.
من جهتها ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن الدوريات مشتركة وتضم جنوداً من قوات الاحتلال الاميركي ومسلحين من «قسد».
وفي الرقة، ذكر نشطاء على «فيسبوك»، أن «قسد» سحبت حواجزها في حي المشلب بمدينة الرقة، وهي «حاجز شارع الجنة، حاجز مقابل ثانوية زكي الأرسوزي، حاجر جامع الحليسات»، وأبقت فقط على حاجزي «باب بغداد والقيس».
وفي ريف الرقة الشمالي، ذكرت تنسيقيات المسلحين، أن عدداً من مسلَّحي «قسد» قتلوا وأصيبوا إثر انفجار عبوة ناسفة بدورية لهم، في قرية حمرة ناصر في ريف الرقة الشرقي، بينما قتل أحد مسلحيها إثر إطلاق مسلحين مجهولين النار عليه، قرب دوار «حزيمة» شمال مدينة الرقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن