سورية

تحركات روسية تركية لتأهيل طريق حلب– دمشق.. وأنقرة تنقل إرهابيين من عفرين إلى مناطق مقابلة لشرق الفرات … الجيش يفرض الهدوء في «منزوعة السلاح» بريف حماة الشمالي

| حماة- محمد أحمد خبازي – دمشق- الوطن

حاول الإرهابيون تعكير الهدوء الذي ساد المنطقة «المنزوعة السلاح» التي حددها «اتفاق إدلب»، إلا أن الجيش كان لهم بالمرصاد واستهدف مواقعهم في ريف حماة الشمالي، في وقت اندلعت اشتباكات بين تنظيمي «جبهة النصرة» و«حراس الدين» الإرهابيين.
ووسط أنباء عن تحرك روسي تركي لتأهيل طريق حلب دمشق الدولي، نقل النظام التركي نحو 1200 مسلح موالين له إلى محاور مقابلة لشرق نهر الفرات، بريف حلب.
وفي التفاصيل، فقد استهدفت وحدات الجيش العاملة في ريف حماة الشمالي برمايات مدفعية نقاط تمركز لمجموعات إرهابية من «النصرة» في اللطامنة ومحيطها، وأوقعت العديد من مسلحيها صرعى وجرحى، على حين سيطر الهدوء شبه التام على المنطقة «المنزوعة السلاح» التي حددها اتفاق إدلب بقطاعي حماة وإدلب، لليوم الثاني على التوالي بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة المذكورة.
وأوضح مصدر إعلامي لـ«الوطن» أن الجيش يراقب الوضع العام في «المنزوعة السلاح» رغم الأمطار الغزيرة، لرصد أي تحركات لـ«النصرة» والميليشيات المسلحة المتحالفة معها باتجاه نقاطه العسكرية في محاولة لاستغلال الظروف الجوية لصالحها كما هي عادتها، وللرد على أي خرق أمني أو محاولة تسلل قد يُقدم عليها الإرهابيون.
من جانبه لفت «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، إلى أن قصف الجيش طال (معاقل الإرهابيين) في مناطق في محيط قرية الزكاة ومنطقة اللطامنة بريف حماة الشمالي، وفي منطقة زيتان في القطاع الجنوبي من ريف حلب والمنصورة في ريفها الغربي، وعلى محاور في جبل الأكراد، بريف اللاذقية الشمالي، وفي محيط قرية سكيك بريف إدلب الجنوبي الشرقي ضمن المنطقة «منزوعة السلاح». وبيّن المصدر الإعلامي لـ«الوطن» أن اشتباكات عنيفة بين تنظيم «حراس الدين» الفرع الجديد لتنظيم «القاعدة» الإرهابي في سورية، و«هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«النصرة» شهدتها المنطقة «منزوعة السلاح» في شرق إدلب، وقتل فيها العديد من إرهابيي الطرفين.
في المقابل، تحدث «المرصد» المعارض عن تواصل التوتر والاستنفار بين الطرفين ضمن منطقة سراقب، بالقرب من المنطقة «منزوعة السلاح»، وسط مخاوف المواطنين من عودة الاقتتال بين الطرفين بعد الجولة التي دارت عند حاجز الجسر الشمالي لبلدة سراقب، ترافقت مع استنفار بين مسلحي الطرفين في تلك المنطقة، ولفت إلى أن «حراس الدين» سيطر على الحاجز التابع لـ«الهيئة» الذي دار عليه الاقتتال.
جاء ذك بعد نحو 72 ساعة من اقتتال دار بين ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» و«النصرة» في منطقة كفر ناصح ومحيطها بالقطاع الغربي من ريف حلب.
من جهتها أكدت مواقع إعلامية معارضة، أن تنظيم «الحزب الإسلامي التركستاني» الإرهابي فرض مبالغ مالية (إتاوات) على صيادي السمك في قرية القرقور بريف حماة الغربي، ترتبط بفتح بوابات سد القرقور، إذ يفرض «التركستاني» مبلغ 72 ألف ليرة سورية على كل باب سد يتم فتحه.
وفي شان منفصل، ذكر «المرصد»، أن المخابرات التركية ستنقل في وقت لاحق من يوم أمس أكثر من 500 مسلح من الميليشيات التي تدعمها كدفعة جديدة من مناطق سيطرتها في الشمال السوري إلى داخل الأراضي التركية على أن يتم نقلهم لاحقاً إلى محاور مقابلة لشرق الفرات، بعد أن كانت قد نقلت قبل يومين أكثر من 700 مسلح محملين بالسلاح الخفيف، بالطريقة نفسها من منطقة عفرين شمال حلب وعلى متن حافلات تركية عبر لواء إسكندرون والأراضي التركية، إلى مناطق تقابل منطقة سيطرة «قوات سورية الديمقراطية– قسد» في شرق نهر الفرات، أو في الضفاف الغربية لنهر الفرات ضمن مناطق سيطرة الميليشيات الموالية لتركيا.
في الأثناء ذكرت مواقع معارضة أخرى، أن طريق دمشق – حلب الدولي الذي يمر من معبر «مورك» لم يفتح بعد أمام حركة حافلات النقل البري، إلا بعض السيارات الخاصة التي تعبر من مناطق سيطرة الجيش إلى مناطق سيطرة الإرهابيين في الشمال السوري وبالعكس.
وبحسب المواقع سيعمل الجانب التركي على إصلاح الطريق الدولي الخاضع لسيطرة الإرهابيين من المنطقة الممتدة من مورك بريف حماة إلى مدينة سراقب بريف إدلب ليصبح جاهزاً أمام حركة الشاحنات وحافلات الركاب، وأن الجانب الروسي سيعمل على إصلاح الطريق الدولي من مدخل مدينة حماة من الجهة الشمالية الخاضعة لسيطرة الجيش.
ولفتت المواقع إلى أن الجانب التركي سينتهي خلال أيام من إعداد خطة انتشار في المنطقة وتحديد خط تسيير الدوريات التركية في المنطقة «المنزوعة السلاح»، مرجحة أن يقوم كذلك بنشر نقاط عسكرية فرعية في كل من بلدة اللطامنة وتل هواش وقلعة المضيق.
أما في معبر الراعي الحدودي مع تركيا شمال مدينة حلب، فذكرت المواقع أن حركة العمل عادت بشكل جزئي إليه، بعد إغلاقه من تركيا إثر مهاجمته من ميليشيا «فرقة السلطان مراد» التابعة لما يسمى «الجيش الحر».
وافتتحت تركيا المعبر منتصف كانون الأول الماضي، بعد أن احتلت مع ميليشياتها مساحات واسعة شمال وشرق حلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن