روسيا: من حق دمشق استخدام «إس 300» لحماية مصالحها
| وكالات
أكد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، فلاديمير شامانوف، أمس، أن دمشق تمتلك كل الحق في استخدام أنظمة الدفاع الجوي «إس 300» لحماية مصالحها الوطنية، مؤكداً أن الجنود السوريين قادرون على إدارتها بشكل مستقل.
وقال شامانوف في تصريح للصحفيين، في تعليق على تهديدات أطلقها مسؤول في كيان الاحتلال الإسرائيلي بشأن استهداف المنشآت الخاصة بصواريخ «إس 300» في سورية: إن «أنظمة الدفاع الجوي إس 300 التي زودت موسكو بها سورية تتمتع بحماية عالية ودمشق تمتلك كل الحق في استخدامها لحماية مصالحها الوطنية سواء من الناحية القانونية أم المعنوية».
ولفت شامانوف وفق وكالة «سانا» للأنباء إلى أن «الجنود السوريين مروا بمجموعة كاملة من التدريبات وهم قادرون على إدارة مجمعات صواريخ «إس 300» عالية الفعالية بشكل مستقل»، إلا أنه لم يستبعد إرسال مستشارين روس من أجل هذه الأنظمة.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أكد أواخر الشهر الماضي استكمال تسليم الجيش العربي السوري منظومات «إس300» ومنظومات «بوليانا دي 4» الآلية الخاصة بالتحكم، مشيراً إلى أن المستشارين العسكريين الروس يواصلون تدريب القوات السورية على تشغيل نظام «إس 300».
ودعا المسؤول العسكري الروسي أصحاب الرؤوس الساخنة، في إشارة منه إلى مسؤولي كيان الاحتلال الإسرائيلي، لتقييم الوضع القائم في المنطقة بشكل موضوعي والامتناع عن اتخاذ أي تصرفات استفزازية في الأراضي السورية. جاءت تصريحات شامانوف بعد ساعات قليلة من تأكيد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو حذرت مراراً «إسرائيل» من شن ضربات على الأراضي السورية، معتبراً أن رد بلاده على كارثة «إيل-20» كان «معتدلاً لكنه حاسم».
وقال لافروف، في حديث لصحيفة «El Pais» الإسبانية: «توصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى فهم مشترك لضرورة التنسيق لتجنب الاشتباكات الجوية بين مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية العاملة في سورية من جهة والقوات الجوية الإسرائيلية من جهة أخرى». وأوضح لافروف: «للأسف، لم يطبق الجانب الإسرائيلي التزاماته دائماً بصورة صارمة، لاسيما فيما يخص إبلاغ العسكريين الروس بعملياته العسكرية المنفذة على الأراضي السورية، وفي بعض الحالات عرّض هذا الأمر حياة وصحة عسكريينا في سورية للخطر، كما حصل ذلك، على سبيل المثال، خلال غارات الطائرات الإسرائيلية على مواقع في منطقة مدينة تدمر في آذار 2017».
وتابع: «حذرنا من أن مثل هذا الأسلوب من التعامل يمكن أن يؤدي إلى تداعيات كارثية، وتم توجيه هذه الرسائل عبر جميع القنوات وعلى مستويات رفيعة، وبالتزامن مع ذلك شددنا على أن العمليات العسكرية لا تستطيع حل مباعث قلق إسرائيل في مجال أمنها وإنما على العكس تسهم حصراً في زيادة التوتر الإقليمي».
وأشار لافروف إلى أن «إسرائيل»، وعلى الرغم من هذه التحذيرات، واصلت ممارساتها بشن ضربات عدوانية على الأراضي السورية، ما أسفر عن كارثة طائرة «إيل-20» الروسية ومقتل الضباط الـ15 الذين كانوا على متنها. وأكد لافروف، أنه «لم يكن بإمكاننا أن نبقي الأمور على حالتها التي كانت فيها بعد الحادث الذي وقع في 17 أيلول، ورد روسيا كان معتدلاً لكنه حاسم».
في المقابل، قال وزير شؤون القدس والبيئة والتراث الثقافي الإسرائيلي، زيف إلكين في تصريحات صحفية لوسائل إعلام روسية: «إننا نعتبر نشر منظومات إس-300 في سورية خطأ جسيماً، فتسليم السوريين هذه الصواريخ أمر خطير». وأضاف: «وعند وجود الرغبة في ذلك سيكون بإمكان السوريين استخدام هذه الأسلحة لإسقاط طائرة عسكرية أو مدنية إسرائيلية وبالتالي قد يؤدي توريد إس-300 إلى زعزعة الوضع».
وذكر إلكين استعداد «إسرائيل» لمهاجمة هذه المنظومات حال ضربها أهدافاً إسرائيلية.
وأوضح، أن «إسرائيل» سترد على الهجمات التي تستهدف أراضيها أو طائراتها «ليس عبر الاحتجاجات الدولية وإنما من خلال الإجراءات العملية التي بلا شك ستنفذ في الحال». وفي رده على سؤال توضيحي حول الجهة التي ستعمل «إسرائيل» ضدها حال تعرّض أهدافها لضربات من «إس-300»، قال إلكين: «ضد المنظومات التي سيتم بواسطتها إطلاق النار على الأراضي أو الطائرات الإسرائيلية، وآمل جداً في ألا يكون هناك عسكريون روس».