اعتداءات النظام التركي شرق الفرات تحرج الاحتلال الأميركي!
| وكالات
أكد باحثون أميركيون أن الولايات المتحدة «تشعر بالحرج» من اعتداءات النظام التركي على الأراضي السورية في مناطق شرقي الفرات لأنها إذا تنازلت لتركيا، «فلن يعد بإمكانها الاعتماد على الأكراد» ضد تنظيم داعش الإرهابي، مشيرين إلى أن تعليق «قوات سورية الديمقراطية- قسد» القتال ضد داعش «رسالة واضحة» بهذا الأمر إلى «التحالف الدولي».
وأشارت وكالة «أ. ف. ب» إلى أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان هدد بشن هجوم جديد لطرد الأكراد من مناطق شمال شرق سورية المحاذية لبلاده، حيث للقوات الأميركية المحتلة تواجد بارز، لافتة إلى تزامن تهديدات أنقرة مع استهداف القصف التركي خلال الأيام الأخيرة مواقع لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبر العمود الفقري في «قسد» والتي تقاتل تنظيم داعش الإرهابي إلى جانب واشنطن.
وذكرت الوكالة أن واشنطن سارعت لاحتواء التوتر، «في إطار سعيها للحفاظ على المقاتلين الأكراد، الذين يشكلون شريكاً رئيسياً لها في قتال التنظيم». ويسعى أردوغان من خلال قصف المناطق الكردية في الشمال، بحسب التقرير، «إلى اختبار مستوى تقبل الولايات المتحدة لهجوم محتمل».
ونقلت الوكالة عن الباحث في مركز الأمن الأميركي الجديد نيكولاس هيراس، أنه «يحاول معرفة إلى أي مدى يمكنه المضي في عملية عسكرية (تركية) شرقي الفرات قبل أن تعترض الولايات المتحدة»، على حين أشارت الوكالة إلى تناقض وجهة النظر بين أميركا وتركيا حيال «وحدات حماية الشعب» الكردية، فبينما تصنفها تركيا على أنها جماعة إرهابية، تعتبرها واشنطن حليفاً استراتيجياً في الحرب ضد داعش.
ورأت الوكالة أن تصاعد اللهجة يسبب إحراجاً للولايات المتحدة، وخاصة أن «قسد» تسعى لإنهاء هجومها على آخر جيوب التنظيم في شرق سورية، لكنها علقت عملياتها بعد القصف التركي.
وقال الباحث في مركز «سنتشوري فاونديشن» الأميركي آرون لوند: «إن الولايات المتحدة تشعر بالحرج فهي تريد إنهاء الهجوم على التنظيم»، لافتاً إلى أن اعتماد الأميركيين على «القوات الكردية» في القتال ضد داعش يعطي هذه القوات «تأثيراً كبيراً على القوة العظمى» الأميركية.
وبعد أيام قليلة من إعلان «قسد» تعليق عملياتها العسكرية، قام الجنود الأميركيون بتسيير دوريات للمرة الأولى في المناطق الحدودية التي قصفها الجيش التركي، كما سيرت القوات الأميركية والتركية أيضاً دوريات مشتركة قرب مدينة منبج الشمالية في إطار «خريطة طريق» وضعها الجانبان في حزيران الماضي.
من جهته اعتبر الباحث في الشؤون السورية فابريس بالانش، أنه «إذا تنازلت الولايات المتحدة لتركيا، فلن يعد بإمكانها الاعتماد على الأكراد»، على حين رأى الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفير أوغلو أن تعليق القتال «رسالة واضحة» من «قوات سورية الديمقراطية – قسد» إلى «التحالف الدولي».
وأشار جيفير إلى أنهم (الأميركيون) يقولون لهم (للأكراد) «نحن نقاتل معاً، ونحن شركاء، وعندما نواجه تهديدات عليكم صدها».
وقال جيفر أوغلو: إن العديد من مقاتلي «قسد» المرابطين على جبهة دير الزور ينحدرون من بلدات يسيطر عليها الأكراد على الحدود التركية، مبيناً أن «منازلهم وعائلاتهم تعرضت للهجوم» وفي هذه الظروف «من الصعب التركيز على القتال، الصعب أساساً».
وبعدما تمكنت «قسد» من التقدم في مناطق عدة، تعرضت لنكسة في نهاية تشرين الأول الماضي بسبب الهجمات التي قام بها داعش وسوء الأحوال الجويّة.
واعتبر الباحث في المعهد الأطلسي أرون شتاين، أن التنظيم سيخسر في نهاية المطاف وإن منحته التوترات مهلة، مشيراً إلى أن «التنظيم هٌزم عسكرياً ولو استمر بالمقاومة، وأن الولايات المتحدة ستنهي المهمة في نهاية الأمر».