الكونغرس اتهم تركيا بـ«تعزيز قدرات» داعش … أنقرة ترغب «بإجراءات أميركية ملموسة» في محاربة التنظيمات الكردية في سورية!
| وكالات
أعلنت تركيا، أمس، أنها تنظر بإيجابية لقرار واشنطن تقديم مكافآت مقابل معلومات عن ثلاثة من كبار أعضاء «حزب العمال الكردستاني» الكردي التركي، لكنها أبدت رغبتها بدعم هذه الخطوة بإجراءات ملموسة في سورية.
في الأثناء، أكد تقرير للكونغرس الأميركي أن احتلال تركيا لعفرين والهجمات التي تشنّها على تل أبيض من شأنها أن «تعزّز قدرات» تنظيم داعش الإرهابي.
وقالت وزارة الخارجية التركية، أمس، وفق وكالة «رويترز» للأنباء: إن تركيا تنظر بإيجابية لقرار واشنطن تقديم مكافآت نظير معلومات عن ثلاثة من كبار أعضاء «حزب العمال الكردستاني» المحظور، مضيفة أنها «تتوقع أن ترى خطوات ملموسة في الحرب على المتمردين».
وعرضت الولايات المتحدة الثلاثاء تقديم مكافآت تصل إلى خمسة ملايين دولار للحصول على معلومات عن ثلاثة من كبار أعضاء «حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضد الدولة التركية منذ عقود.
وأضافت الوزارة في بيان: «نتوقع دعم هذه الخطوة بإجراءات ملموسة في سورية والعراق فيما يتعلق بالحرب ضد حزب العمال الكردستاني والأذرع التابعة له».
وأغضب دعم الولايات المتحدة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية، تركيا، التي تعتبر «الوحدات»، امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني». و«الوحدات» هي العمود الفقري لـ«قسد» المدعومة من الولايات المتحدة.
ووفق «رويترز» فإن تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصنف «حزب العمال الكردستاني»، بأنه «تنظيم إرهابي».
وقال المتحدث باسم النظام التركي، إبراهيم كالين، وفق «رويترز»: إن تركيا ستتعامل مع الخطوة الأميركية بحذر وتتوقع أن تقطع الولايات المتحدة جميع العلاقات مع «وحدات الحماية».
ويأتي العرض الأميركي بتقديم مكافآت في وقت بدأت فيه ملامح تحسن في العلاقات بين أنقرة وواشنطن بعد أن أصدرت محكمة تركية الشهر الماضي حكماً بالإفراج عن القس الأميركي آندرو برونسون الذي كان موضوعاً قيد الإقامة الجبرية.
وفي الأسبوع الماضي رفع البلدان عقوبات فرضت على مسؤولين حكوميين في آب بسبب قضية برونسون.
وأعلنت واشنطن الأسبوع الجاري أن تركيا ستحصل على إعفاء مؤقت من العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على إيران.
وبدأت القوات الأميركية والتركية المحتلة الأسبوع الماضي دوريات مشتركة في منبج، وسيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره التركي خلال قمة بباريس في مطلع الأسبوع القادم.
في سياق متصل، نقلت وكالة «هاوار» الكردية للأنباء، تقرير ربع سنوي مقدّم إلى الكونغرس الأميركي، أشار إلى أن «غزو تركيا واحتلالها لمقاطعة عفرين أعاق الحرب ضدّ تنظيم داعش»، موضحاً أن التنظيم «استغلّ فترة توقّف القتال لمدة شهرين في شمال سورية لتجنيد أعضاء جدد والحصول على الموارد والقيام بهجمات»، حيث إن «وحدات حماية الشعب تركت ميدان القتال لمحاربة القوّات التركيّة في عفرين».
وتحدّث التقرير، الذي أصدره المفتّش الرئيسي في الكونغرس عن «الحكم السيّئ» في المناطق التي تسيطر عليها «جماعات متمرّدة مدعومة من تركيا، مثل تلك الموجودة في عفرين»، مؤكداً أن هذا الوضع «عزّز» قوّة تنظيم داعش وأعطت لمسلحيه «الملاذات الآمنة» في المناطق الواقعة خارج نطاق سيطرة «قوّات سورية الديمقراطيّة- قسد».
وأوضح التقرير، أن «عمليّة غزو عفرين، التي بدأت في 20 من شهر كانون الثاني 2018، أدت لنزوح أكثر من 200000 شخص وأغرقت المنطقة الهادئة نسبيّاً في الفوضى»، مضيفاً: إن «المليشيات المسلّحة المدعومة من تركيا قامت بنهب ممتلكات المدنيّين، بالإضافة إلى الاستيلاء على المنازل والشركات والمباني العامّة لأغراض عسكريّة، كما قامت باختطاف مدنيّين للحصول على فدى ماليّة».
وأشار التقرير إلى ما ذكرته صحيفة الإندبندنت البريطانيّة بأن «تركيا قامت بتجنيد مسلحي داعش السابقين للقيام بهذه العمليّة (احتلال عفرين)، حيث أوقفت وحدات حماية الشعب عمليّاتها العسكريّة ضدّ تنظيم داعش في دير الزور، بسبب الحاجة الملحّة للدفاع عن عفرين من العدوان التركي».
وأشار التقرير إلى «تحذيرات القادة المحلّيين من أن غزو عفرين سيساعد تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابيّة على استعادة موطئ قدم لهم في سورية».
ولفت إلى أن «الجولة الجديدة» من هجمات الاحتلال التركي على شمال سورية تؤدّي إلى «تعطيل حملة محاربة داعش مرّة أخرى»، وأضاف: «إن الجيش التركي بدأ بقصف القرى الحدوديّة بالقرب من تل أبيض وعين العرب، الأمر الذي حدا بقسد إلى إعلان وقف القتال ضدّ داعش» في جيبه الأخير شرق الفرات».