شؤون محلية

اقتراح زراعي: بدل السلل الغذائية توزيع مساعدات إنتاجية

 سومر إبراهيم : 

كشف معاون وزير الزراعة أحمد قاديش في حديث مع «الوطن» أنه منذ بداية توزيع المساعدات الإغاثية العاجلة على المتضررين والفقراء من المنظمات اقترحت الوزارة أن تكون هذه المساعدات مستلزمات للإنتاج الزراعي بدلاً من السلات الغذائية رغبة في تحويل المساعدة من استهلاكية إلى تنموية بما يساهم في استقرار المزارعين في أماكن الإنتاج وتخفيف أعباء الانتقال إلى مراكز الإيواء أو مناطق أخرى، والمساهمة في استمرار دورة الإنتاج في المناطق الريفية الزراعية حيث إن تقديم بذار قمح -على سبيل المثال- كمساعدة لمستفيد واحد يؤمن نشاطاً زراعياً لمجموعة كبيرة من المجتمع المحلي مثل عمال الزراعة والحصادات والجرارات الزراعية والأكياس والنقل وغيرها، وهذا يعني أن المنحة لمستفيد واحد ولكن ساهمت في إيجاد فرص عمل لمجموعة كبيرة، وهذا بدوره يساهم في تحسين الدخل ورفع مستوى المعيشة وزيادة الإنتاج على المستوى الوطني بزراعة أراض جديدة ومن ثم يعني إنتاجاً إضافياً، وتقديم المساعدة لمرة واحدة يساهم في استمرار المزارع السوري بالإنتاج وعدم اتكاله على المعونة الشهرية وخاصة أن المواطن السوري معتاد على العمل والإنتاج وليس على انتظار الإعانة والإحسان.
وصرّح قاديش أن عدد الأسر المستفيدة من المنح الإنتاجية والمساعدات التي تقدمها وزارة الزراعة بالتعاون مع الفاو هذا العام بلغ 29870 أسرة حيث تم توزيع 92600 دجاجة بياضة و463000 كغ علف دجاج على 4630 أسرة في محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا بمعدل 20 دجاجة و100 كغ علف لكل أسرة، وكذلك تم توزيع بذار خضار لزراعة حديقة منزلية على 1100 أسرة في المحافظات نفسها، واستفاد من منح بذار القمح والشعير 24140 أسرة في محافظات حلب وإدلب وحماة ودير الزور والحسكة وريف دمشق بمعدل 200 كغ قمح و200 كغ شعير لكل أسرة، أما من حيث القروض المتناهية الصغر فقد تم استهداف 449 قرية في محافظات القطر كافة حيث بلغ عدد الأسر المستفيدة منها 9828 أسرة ريفية بمبلغ 75 – 100 ألف ليرة يتم من خلالها تأسيس مشروعات صغيرة مدرة للدخل وهي عبارة عن تربية حيوانات (أبقار أو أغنام أو ماعز أو نحل أو دواجن.. إلخ)، إضافة إلى مشروعات خدمية صغيرة على مستوى القرى.
وأضاف قاديش: إن هذه المساعدات تعد بمنزلة منح إنتاجية هدفها تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسرة الريفية وتشجيع المزارعين على إعادة زراعة أراضيهم حيث حزمة الخضار تكفي لزراعة 500 متر مربع في الحديقة المنزلية، وحزمة الدجاج البياض مع علف الدواجن تنتج نحو 12 بيضة يومياً وبذار القمح والشعير تكفي لزراعة نحو 10- 15 دونماً من الأرض. مبيناً أنه من خلال تقارير المتابعة للأسر التي استحقت إحدى هذه المنح تبين أن أغلب الأسر استطاعت أن تحقق بعض الاكتفاء الذاتي وتحسين الواقع الغذائي للأسرة وخاصة بين النساء والأطفال.
وأوضح قاديش أنه يتم تقييم المستحقين لهذه المنح من خلال معايير وضعتها الوزارة بالتعاون مع الفاو تعتمد على أن يكون المستحق من فقراء المزارعين والمربين للثروة الحيوانية في حال استفادته من منحة بذار أو الثروة الحيوانية، وألا يكون لديه أي مصدر للدخل ويكون المعيل الوحيد للعائلة وغير عامل في الدولة وتعطى الأولوية للنساء المعيلات لأسرهم، ولكن وحسب قاديش هناك صعوبات تعترض عملية إيصال هذه المنح، منها صعوبة الوصول إلى القرى والمناطق المستهدفة والاتصال مع اللجان المحلية وكادر الوزارة في القرى التي تقوم بجمع الأسماء المرشحة للاستفادة من المنحة ومن بعدها إيصال المنح لمستحقيها وخاصة في المناطق الساخنة إضافة إلى نقص الموارد الواردة مقارنة بالاحتياجات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن