هل تنقل الحروب العصرية إلى الساحات الإلكترونية؟
ثمة خيارات علمية مازالت تتداولها بعض الدول المتقدمة في مجال إدارة الحروب الميدانية بوساطة أجهزة إلكترونية تقوم هذه الأجهزة برصد عمليات السيطرة المركزية الإلكترونية، ويجد علماء الإلكترونيات أن اختيار مثل هذه الأجهزة قد يسهم في توفير الوقت المناسب لمتابعة القيادة والسيطرة الإلكترونية الحربية بين الدول المتحاربة، أضف إلى ذلك الاكتشاف المبكر لبدء الهجمات وإخراجها عن الهدف المراد تدميره، ويحدد علماء الإلكترونيات الحربية أيضاً أن هذه الأجهزة يمكن أن تحمل على متن الطائرات المقاتلة أو ظهر الدبابات العملاقة أو السفن البحرية والأقمار الصناعية حسب أحجامها المختلفة، وتوفير شروط التوقيت والخبرة والوصول إلى الهدف المحدد ضمن توقيتات عسكرية خاصة، ومع تطور تقنيات الحروب العصرية ووسائل الاستخدام فيها، إلا أن بعض العلماء في أوروبا يرون أن استخدام الساحات الإلكترونية قد تنجز العمل العسكري بسرعة للسيطرة على الأهداف المراد تدميرها لدى الطرف الآخر.
إن العلم الحديث في مجال التقنيات العسكرية الإلكترونية أوجد نظاماً ينطلق من التواصل المزدوج بين القيادات العصرية في الميدان والعمق الإستراتيجي لتنفيذ الخطوط العسكرية في أسرع وقت للوصول إلى الأهداف الميدانية عبر العقل الإلكتروني الحربي، ومثال ذلك ما حدث في الحروب الإلكترونية على العراق عام 2003 عبر الأقمار الصناعية والبوارج في عرض البحار، عندما تم استهداف البنى التحتية العسكرية في بغداد، وكذلك استخدام أميركا و«إسرائيل» أجهزة إلكترونية حديثة لتدمير المواقع المدنية والعسكرية في سورية واليمن، وقد تتجلى صورة الأجهزة الإلكترونية الحربية في الميدان بما يلي:
– سرعة تقديم المعلومة العسكرية إلى الساحة القتالية ليطّلع عليها القادة الميدانيون لتنفيذ مهماتهم عبر الرصد والتحليل.
– إن الحرب العصرية مهما بلغت دقة الهدف فهي بحاجة ماسة إلى تقريب هذا الهدف بوساطة الأجهزة الإلكترونية لكي لا يقع خطأ في ساحة الميدان نتيجة التخطيط غير المبرمج، فاعتمدت على التكنولوجيا في تشخيص عوامل النجاح في ساحات الحروب في العالم.
وعلى هذا الأساس فقد وجدت بريطانيا في الوقت الحاضر أن أحد عدم وجود الأخطار العسكرية هو الاعتماد على نقل الحروب العصرية إلى الساحات الإلكترونية، حيث توصل علماء الإلكترونية العسكرية إلى إيجاد برنامج في العلوم العسكرية يسهل مشاركة (علم الإلكترونيات) في نقل المعركة إلى ميادين الحروب وهي صيغة لمعرفة نتائج النصر في الحروب، وهذا ما يؤكد أن هذا العلم سوف يسهم في تبني إيديولوجية الحرب الخاطفة في الميدان بأقل الخسائر، ولا ننسى الدور المهم الذي تبنته التكنولوجيا في تحديث نقل المعلومة الإلكترونية إلى جانب الاتصالات الحديثة في تشويش قوة الدول المراد تدميرها.
لقد أيقنت الدول الصناعية أن الأقمار الصناعية التي تزودت بمعدات إلكترونية ومجسات علمية متطورة هي الأخرى باتت تشكل أداة لنقل هذه التكنولوجيا لترسيخ دور الأجهزة الإلكترونية في ساحات المعارك، وهي جزء من البرامج التي وضعها علماء التصنيع العسكري في العالم.
| د. رحيم هادي الشمخي