سورية

تحركات تركية مشابهة لسيناريو احتلال عفرين… و«قسد» تحصنت في رأس العين … الجيش يستهدف «داعش» بريف دير الزور.. وتعزيزات جديدة لـ«البوكمال».. و«الحشد» العراقي يؤازر من على الحدود

وسط تحركات تعزيزات تركية مريبة إلى حدود بلدة رأس العين السورية، واستعدادات ميدانية كردية تحسباً لأي خطوة تركية مماثلة لاحتلال منطقة عفرين، واصلت وحدات الجيش العربي السوري قصفها لمواقع تنظيم داعش الإرهابي في ريف دير الزور الشرقي، وسط مساندة عراقية من على الحدود المشتركة وإحباط المزيد من عمليات التسلل هناك. وأفادت مصادر إعلامية معارضة، بأن وحدات الجيش العربي السوري قصفت أمس مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في ريف محافظة دير الزور شرق البلاد، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم، وذلك عقب إرسال الجيش مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى منطقة البوكمال تحسباً لأي هجوم للتنظيم.
من جانبها، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» العراقي، أنها أحبطت تسللاً لمسلحين من تنظيم داعش على الحدود، وتعاملت مع أهداف تابعة للتنظيم داخل العمق السوري. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن الموقع الرسمي للحشد: أنه «بناء على معلومات استخبارية دقيقة عالجت القوة الصاروخية للحشد الشعبي أهدافاً مهمة لداعش داخل العمق السوري»، مضيفاً «قواتنا استهدفت أيضاً مجموعة من عناصر داعش حاولوا الاقتراب والتسلل باتجاه الحدود العراقية».
على خط مواز، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، بأن طائرات «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة، واصلت عمليات قصفها مواقع وجود عربات «الهمر» الأميركية، والتي تركتها خلفها قوات «التحالف» خلال انسحابها في الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها من قبل داعش والذي استعاد خلالها في الـ28 من الشهر الفائت، كامل البلدات التي خسرها في شرق الفرات.
ونقل «المرصد» عن مصادر موثوقة أن العربات تحتوي على تقنيات حديثة يمكن لطائرات التحالف كشف مكانها، وبالتالي استهدافها بشكل دقيق، إلا أنه ورغم هذه الضربات فقد ارتكب «التحالف» عمليات قتل بحق المدنيين بالمنطقة.
هذه المعطيات تأتي على وقع تحركات تركية مريبة على حدود مدينة رأس العين السورية في محافظة الحسكة، حيث أفادت مصادر ميدانية من تلك المنطقة بأن قوات سورية الديمقراطية قسد، قامت بإرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى المدينة الحدودية.
وأوضحت المصادر، أن «التعزيزات العسكرية التي استقدمتها وحدات الحماية الكردية إلى مدينة رأس العين جاءت بعد رصد تحركات مكثفة للجيش التركي على الطرف المقابل من الحدود مع سورية».
وعلى الطرف المقابل، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن تعزيزات عسكرية جديدة للجيش التركي وصلت إلى بوابة «جيلان بينار» الحدودية، وذلك بالتزامن مع اختبار السلطات التركية صفارات الإنذار في مدينة «جيلان» التركية.
وأكدت المصادر، أن قوات «قسد»، تعمل منذ أيام على إنشاء تحصينات وإقامة أنفاق واستقدام تعزيزات عسكرية في مدينة رأس العين، وذلك بهدف مواجهة الهجوم التركي المحتمل على المدينة، لافتة إلى أن قيادة «قسد» تأخذ التهديدات التركية بشأن عمل عسكري ضدها على محمل الجد.
من جهته، رأى رئيس ما يسمى «مجلس السوريين الأحرار» أسامة بشير، أن «التطورات الأخيرة التي تشهدها مدينة رأس العين على الحدود السورية التركية، تؤكد أن تركيا لن تقف عند عفرين، وإنما ستقضي نهائياً على أي حلم كردي بقيام فيدرالية أو ما شابه ذلك في سورية».
وأشار في تصريحات نقلها موقع «عربي21» الداعم للمعارضة إلى أن تركيا تجاوزت الولايات المتحدة الأميركية بعدما تأكدت الأخيرة أن تركيا لن تتراجع عن قرارها بإنهاء أي وجود لـ«قسد» يمكن أن يشكل خطراً عليها، وبالتالي فإن هذه التحصينات لـ«قسد» لن تجدي نفعاً، فقد حصنوا عفرين بأكثر مما يحصنون هذه المناطق التي يسيطرون عليها الآن، إضافة لذلك فإن عفرين تعتبر قاعدة شعبية لهم».
وفي موازاة ذلك لم يستبعد بشير أن «تستهدف وحدات الحماية الكردية المدن والقرى التركية الحدودية في محاولة لها لوقف الهجوم التركي، إلا أن هذا لن ينفع مع تركيا».
ولفت بشير إلى أن «القوات الكردية تتخبط سياسياً وميدانياً، حيث إن سياستها لا تعي الوضع فتوقف نزيف دم شبابها ولا هي قادرة ميدانياً على الوقوف بوجه تركيا، وبالتالي فإن تفكيرهم أحمق عندما يعتقدون أنهم سيواجهون تركيا عسكرياً».
هذه التطورات ترافقت مع خروج تظاهرة نسائيّة في مدينة عامودا بريف الحسكة الشمالي، تنديداً بقصف الجيش التركي لمدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ومنطقة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، وسيطرته على منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.

| الوطن- وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن