الأولى

خروقات الإرهابيين مستمرة شمالاً واتفاق «سوتشي» على المحك … حمّى البحث عن الذهب تجتاح الأميركيين والفرنسيين في منبج

مع مضي فترة الاستمهال التي منحتها موسكو لتركيا، لتنفيذ تعهداتها وفق ما نص عليه اتفاق «سوتشي»، ومع ازدياد الخروقات التي تفتعلها التنظيمات الإرهابية المسيطرة على المناطق شمالاً، والتصدي المستمر لها من قبل وحدات الجيش السوري، ارتفعت وتيرة التوقعات بقرب نعي «اتفاق إدلب» الروسي التركي، وذهاب الجيش وحلفاؤه تجاه خيارات ميدانية أخرى.
المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم «النصرة» الإرهابي أطلقت أمس عدداً من القذائف الصاروخية على نقاط عسكرية للجيش في محور سهل الغاب الغربي، اقتصرت أضرارها على الماديات، فيما رد الجيش باستهداف نقاط انتشارهم في تل الصخر ومحيط مورك وأراضي اللطامنة الزراعية ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وإصابة آخرين إصابات بالغة وتدمير عتادهم.
كما دك الجيش بصليات نارية كثيفة من رشاشاته الثقيلة تحركات لمجموعات إرهابية من «النصرة» في أطراف قرية جسر بيت الراس بريف حماة الغربي، ما أدى إلى مقتل العديد من أفرادها وجرح آخرين، بعد محاولات الإرهابيين خرق «اتفاق إدلب».
من جانبه، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن عربة مدرعة لقوات الجيش بثت بياناً تضمن تحذيرات للإرهابيين، ولفت «المرصد» إلى تناقص قدرة الضامنين لـ«اتفاق إدلب» في الحد من خروقاته.
على صعيد آخر يتابع الجنود الأميركيون والفرنسيون الموجودين في منطقة منبج بريف حلب الشمالي والشرقي أعمال التنقيب عن اللقى الأثرية، ويتسابقون في نبش مواقع جديدة بحثاً عن الذهب الذي وجدت كميات لا بأس بها منه داخل المدينة.
وروت مصادر أهلية وأخرى مقربة من ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، التي تسيطر على منبج، لـ«الوطن» أن مجموعة من الجنود الأميركيين نجحوا الشهر الفائت في استخراج «كنز» من الذهب عبارة عن سبائك ومشغولات ذهبية خالصة عن طريق عمال محليين مأجورين، تناوبوا على الحفر في أحد المواقع الأثرية في طرف المدينة، والذي يحوي مدافن تعود للعصر الروماني، وهو ما أكده صياغ ذهب في منبج حيث قال أحدهم لـ«الوطن» إنه فحص بعض القطع للتأكد من ماهيتها.
وأوضحت المصادر أن بعض المواقع الأثرية في المدينة القديمة، والتي تضم أوابد أثرية تعود للعصرين الهلنستي والروماني، جرى نبشها من قبل عناصر في «قسد» التي باعت الكثير من اللقى الأثرية للقوات الأميركية بعشر ثمنها الحقيقي، وتم تهريبها إلى تركيا عبر سماسرة محليين ثم إلى أسواق أوروبا الغربية.
ولفتت إلى أن احتمال وجود كميات من الذهب داخل الشواهد الأثرية، ضاعف من جهود التنقيب البادية للعيان عن المعدن الثمين في الآونة الأخيرة، حتى في التلال الأثرية في أطراف منبج، إلا أن أولوية السبق بقيت للأميركيين وبتسهيلات من «قسد»، وأضافت المصادر بأن احتمال تنفيذ «خريطة الطريق» التي اتفقت عليها واشنطن وأنقرة في منبج في أيار الماضي، جعل عملية البحث عن الذهب بمنزلة «الحمى» التي أصابت الجنود الأميركيين والفرنسيين وحتى عناصر «قسد».

| خالد زنكلو- وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن