المتزوجون أقل عرضة للخرف والسرطان
كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الزواج يساهم بصورة مباشرة في رفع كفاءة وظائف الخلايا الدماغية، إذ ترتفع احتمالات إصابة غير المتزوجين بالخَرَف في الشيخوخة بنسبة 42 بالمئة مقارنةً بالمتزوجين، وترتفع النسبة أكثر بين الأرامل لتصل إلى 62 بالمئة.
واعتمدت الدراسة بالأساس على تحليل 16 دراسةً ضمت 841657 شخصاً، بينهم 29610 ممن لم يعانوا أي نوع من الخرف، و61012 خضعوا للكشف للتعرف على احتمال إصابتهم بالخَرَف، و751035 تأكدت إصابتهم بالخرف.
واعتمد الباحثون على أسلوب «التحليل البعدي» وهو تحليل إحصائي لنتائج عدة دراسات قد تكون متوافقة أو مُتضادّة، لإيجاد علاقة مُشتَركة مُمكِنة فيما بَينها. ويسمح هذا النوع من التحليل بتعميم النتائج على عدد أكبر من السُّكان.
وتبين الدراسة أن «التأثير الوقائي» للزواج قد يكون مرتبطاً على نحو أساسي بنمط الحياة المصاحب للزواج، مثل العيش بنمط حياة أكثر صحة، ووجود التحفيز الاجتماعي نتيجةً للعيش مع زوجٍ أو شريك، لذا فإن نتائج هذه الدراسة تتماشى مع دراساتٍ أخرى تتناول موضوع تأثير الارتباط العائلي في الصحة الجسمية والعقلية.
وتوضح الدراسة أن معظم الدراسات الحديثة خلصت إلى أن غير المتزوجين يكونون أكثر عرضةً لحياة صحية سيئة؛ نظراً لمعيشتهم منفردين، بينما تؤكد الأبحاث أن الحد من خطر الخرف يكون من خلال الانخراط في الحياة العامة وتكوين علاقات اجتماعية مفيدة.
ولم تظهر الدراسة أي فروق بين النوعين (ذكور وإناث) في الإصابة بالخرف على الرغم من اختلاف التركيبة الدماغية والنفسية لكليهما، نظراً لقلة عدد الدراسات التي تناولت هذه النقطة، ومن ثم لم يستطع البحث الخروج بأي استنتاجات واضحة.
وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة بريطانية أخرى، قالت إن الزواج ربما يكون مفتاحاً لحياة أطول، موضحةً أن مَن لديهم أزواج يعتنون بهم، سواء في أوقات المرض أو غيرها، أقل عرضةً للوفاة بسبب ثلاثة من أكثر الأمراض شيوعاً، وهي ارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدلات الكوليسترول ومرض السكري من النوع الثاني، وجميعها من أكثر العوامل تسبباً في أمراض القلب.
وأظهرت تلك الدراسة، التي اعتمدت على تحليل بيانات 929 ألفاً و552 مريضاً بين عامي 2000 و2013، أن مصابي السكر من المتزوجين يتمتعون بفرص حياة تَفوق غير المتزوجين بنسبة 14 بالمئة، على حين يتمتع مصابو ارتفاع ضغط الدم من المتزوجين بفرصة البقاء على قيد الحياة بنسبةٍ تزيد على غير المتزوجين بـ10 بالمئة، مرجعة ذلك إلى أن الحياة الزوجية تشجعهم على أن يكونوا أكثر ميلاً لتناول الأدوية والأطعمة الصحية، وأداء قدر كاف من التمرينات الرياضية.
| وكالات