سورية

الرئيس الروسي يجدد التأكيد على دعم بلاده لسورية.. ومساعي موسكو متواصلة لإنجاز «المعجزة»…بوتين يشدد أمام السيسي على أهمية تشكيل جبهة لمحاربة الإرهاب تضم سورية

الوطن – وكالات : 

يبدو أن ملامح «النجاح» الجديد للدبلوماسية الروسية بدأ يتبلور شيئاً فشيئاً مع توالي جولات اللقاءات التي تصب في إطار تحقيق «معجزة» الرئيس فلاديمير بوتين لإيجاد صيغة لتحالف إقليمي دولي يتجاوز الخلافات بين دول المنطقة ويضعها في خندق واحد في مواجهة الخطر والعدو المشترك وهو الإرهاب.
مساعي الروس الإقليمية باتت تركز بشكل أكبر على نسق إقليمي ثان يكون هو البوابة لتليين تعنت دول رأس الحربة في الحرب على سورية، كالسعودية وتركيا، لذلك سجلت الجهود الروسية خلال اليومين الماضيين على هامش معرض «ماكس 2015 الجوي» في موسكو جولة لقاءات جمعت الرئيس بوتين بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي أمس، وذلك بعد لقائه الملك الأردني عبد اللـه الثاني وولي ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد آل نهيان أول من أمس، وفي الوقت نفسه وفرت موسكو فرصة لهذه الشخصيات للقاء بعضها البعض، ما شكل مناسبة جيدة لتنسيقها -ربما- آلية عمل تترجم المساعي الروسية، التي أكد الرئيس بشار الأسد في لقائه مع قناة «المنار» أول من أمس أن سورية ستسير مع هذه «المعجزة» فيما لو حصلت.
الجهود الروسية لم تكتف بـ«معجزة» بوتين بوابة لعملها لتغيير المشهد السياسي لعلاقة وموقف دول المنطقة مع سورية، بل تسير بالتوازي مع جهودها لإيجاد حل سياسي يبلوره السوريون عبر فتح الأبواب لجولة لقاءات مع شخصيات معارضة سورية لم تقف عند وفد «الائتلاف» و«تيار قمح» المعارضين ولا لقاءات بوفد لجنة متابعة الحوار الوطني المنبثقة عن مؤتمر طهران، بل لتكمل السلسلة بزيارة مقررة نهاية الشهر الجاري للمنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم وشخصيات من تيارات معارضة أخرى، لتكون روسيا بذلك التقت مجمل الشخصيات والتيارات المعارضة، مع مواصلتها التنسيق مع الدولة السورية مترجمةً بذلك كلام الرئيس الأسد عن ثقة سورية بروسيا ومساعي الأخيرة لإيجاد قاسم مشترك بين السوريين عبر مؤتمر موسكو3 يكون سبيلا لإنجاح جنيف3.

مصر وروسيا..
ضرورة تفعيل مكافحة الإرهاب
وفي هذا الإطار، جدد الرئيس الروسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري موقف بلاده الداعم لسورية مؤكداً أن روسيا ومصر، «اتفقنا على ضرورة تفعيل مكافحة الإرهاب وخاصة تنظيم داعش الإرهابي، وشدَّد بوتين على أهمية بناء جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب بمشاركة اللاعبين الدوليين الأساسيين ودول المنطقة، بما فيها سورية».
وأوضح الرئيس بوتين وفق ما نقلت قناة «روسيا اليوم»، أنه تناول مع نظيره المصري مسائل التصدي لمساعي التنظيمات الإرهابية، وبالدرجة الأولى تنظيم داعش، مؤكداً وجود «مواقف متطابقة فيما يخص ضرورة تكثيف مكافحة الإرهاب الدولي، وهي مهمة تزداد أهميتها نظراً للمساعي العدوانية التي تبديها التنظيمات الراديكالية، وبالدرجة الأولى، داعش».
ووصف بوتين محادثاته مع السيسي بأنها جرت في جو بناء وودي، إذ تبادل الطرفان الآراء حول مجمل العلاقات الثنائية التي كانت تحمل دائماً طابعاً ودياً ومتبادل المنفعة. وسبق للرئيس الروسي أن أكد على دور مصر في ضمان أمن منطقة الشرق الأوسط.
وقال بوتين في مستهل مباحثات القمة الروسية المصرية في الكرملين، «أعول كثيراً على أنه سيتسنى لنا خلال زيارتكم بحث مسائل اقتصادية، وبالمناسبة، فإن التبادل التجاري بين بلدينا زاد خلال العام الماضي بمقدار 86%، وكذلك مناقشة الوضع بالمنطقة بشكل عام والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية ومكافحة الإرهاب. ومصر في كل هذه القضايا تلعب بالطبع دوراً محورياً».
من جانبه قال الرئيس المصري: إن اللقاء الحالي هو الرابع بين رئيسي البلدين، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد الطابع الخاص للعلاقات الثنائية بين مصر وروسيا.
وأضاف: إن الشعب المصري ينظر بأمل إلى آفاق تطوير العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي وكذلك في مجال مكافحة الإرهاب خاصة في تلك المنطقة التي تواجه مشاكل كبيرة تتعلق بالإرهاب والتطرف.
وتابع: إن الحكومة المصرية تكافح هذا الشر ليس فقط من خلال استخدام القوة، بل وكذلك بتنمية البلاد اقتصادياً واجتماعياً، وأعرب عن شكره للقيادة الروسية لحضور رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف في افتتاح قناة السويس الجديدة.

الأردن يثمن المساعي الروسية
وأول من أمس، ثمن الملك الأردني، الدور الذي تلعبه موسكو في تسوية الأزمة في سورية، معتبرا أنه «دور مهم».
وقال عبد اللـه الثاني، خلال الاجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين: «علينا أن نجد حلاً بشأن مسألة سورية، وهنا دور مهم لكم ولبلدكم بجمع كل الأطراف المتحاربة حول طاولة المفاوضات».
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وملك الأردن وولي عهد أبو ظبي قد شهدوا افتتاح معرض «ماكس للطيران والفضاء 2015» في ضواحي موسكو، الثلاثاء، فيما يبدو أن «العطايا» الروسية موجودة لكل من مصر والأردن لإعادة تشبيك بشكل أكبر مع الاقتصاد الروسي يعيد طرح مفهوم جديد موازن للتفرد الأميركي بـ«المساعدات» لكلا الدولتين وإن كان ذلك لا يعني الاستغناء عن هذه المساعدات، فمصر والأردن تبحثان اليوم عن إقامة مفاعلات كهروذرية روسية على أراضيهما، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي والعسكري والتقني.

موسكو فرصة للقاءات عربية
في الاتجاه الصحيح
إلى ذلك شكلت موسكو فرصة جيدة للقاء الزعماء العرب الثلاث، فصباح أمس التقى الرئيس السيسي بالملك عبد الله، واتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر التطرف والإرهاب والتنظيمات الإرهابية.
وتباحث الجانبان وفق ما نقل موقع «اليوم السابع» المصري، بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية، حيث أكدا على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية.

المسار السياسي لحل الأزمة
في سورية حاضر
وبالتوازي مع الجهود الإقليمية والدولية الروسية تعمل موسكو على خط التحضير لمؤتمر موسكو3 لجمع السوريين وإيجاد قاسم مشترك يعطي فرصة لإنجاح مؤتمر جنيف3، وفي هذا الإطار التقى نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي إلياس أوماخانوف الثلاثاء وفد لجنة متابعة الحوار الوطني المنبثقة عن مؤتمر طهران الذي يزور موسكو. وأكد المسؤول الروسي ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة في سورية وبالدرجة الأولى الجيش العربي السوري الذي يتصدى للإرهاب ويستحق كل الدعم والتأييد.
وقال: إن «الأزمة في سورية حالياً هي نتيجة السياسة غير المشروعة لعدد من البلدان الأجنبية وخاصة تلك التي ترعى الإرهاب حيث تنطلق أعداد كبيرة من مواطنيها إلى سورية للانضمام للإرهابيين»، مؤكداً أنه «من أجل أن تجري العملية السياسية في سورية بشكل منتظم وفعال ينبغي توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب المتجسد أولاً بما يسمى تنظيم داعش الذي هو في الحقيقة تجمع إرهابيين دوليين، إضافة إلى المجموعات الإرهابية الأخرى مثل جبهة النصرة». وشدد أوماخانوف على التزام روسيا باستمرار التعاون التقني العسكري مع سورية وتنفيذ الالتزامات في مجال تعزيز القدرات الدفاعية لها ومساعدتها في محاربة الإرهاب، إضافة إلى التعاون في المجال الإنساني.
وبين نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، أن بلاده استقبلت جولتين من المشاورات السورية السورية والتزمت بدور الوسيط وهي مهتمة بجمع كل أطياف القوى السياسية الساعية لإيجاد لغة مشتركة من أجل تحقيق السلم والاستقرار في سورية.
وقال: «إن الطيف الواسع للمعارضة وخاصة الداخلية يجب أن يمثل في كل اللقاءات الخاصة بتسوية الأزمة وهذا ليس منة بل تنازل من الغرب يجب أن يقدم لأنه من دون التمثيل الواسع للقوى السياسية فإن الوصول إلى حل سياسي سيكون صعباً جداً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن