قضايا وآراء

خلفية المجازر الأميركية شرقي الفرات؟

| ميسون يوسف

بات واضحاً أن التحالف العدواني الأميركي الذي يدعي أنه يحارب داعش، يكثف اليوم عملياته العسكرية العدوانية في شرقي سورية وتحديداً في شرقي الفرات من أجل تحقيق أهداف لا تمت بصلة إلى الحرب على داعش ولا علاقة لها بأي هدف أميركي معلن.
فأميركا التي تزعم أنها جاءت إلى المنطقة ودخلت إلى سورية من أجل مكافحة الإرهاب المتمثل بداعش وسلالاتها، لم تنفذ أي عملية عسكرية تؤذي داعش أو تمس بها بأي قدر من الأضرار، لا بل إنها في كثير من المواقع والواقعات قدمت أميركا الدعم العملاني واللوجستي لداعش سواء في العراق أو في سورية ولو شاء المرء إحصاء تلك المساعدات لأنشأ لائحة طويلة تتضمنها.
اليوم وفي الوقت الذي انحسرت فيه داعش إلى مناطق محصورة على الحدود العراقية السورية وبشكل مكشوف وواضح، ما يمكن أميركا إن رغبت أن تستهدفها لو كانت صادقة في محاربتها وتشن عليها الغارات التدميرية التي تشل قدراتها وتمكن القوى البرية الكردية ممثلة بـ«قوات سورية الديمقراطية – قسد» من الإجهاز عليها، لكن أميركا تعمل عكس ذلك وتؤمن الحماية الجوية لداعش وتمنع أياً كان من المس بها، أما ضرباتها الجوية التي تستعمل في بعضها الأسلحة المحرمة دوليا كالفسفور الأبيض وسواه، فإن ضرباتها هذه توجه ومن دون أي سبب ظاهر أو مبرر مقنع وتستهدف المدنيين السوريين الأمنيين استهدافاً من المؤكد أنه مخطط ومقصود حيث إن الخطأ غير ممكن في المناطق المستهدفة تلك كما حصل مؤخراً في هجين حيث ارتكبت الطائرات الأميركية مجزرة بحق المدنيين كانت قد سبقتها قبل 48 ساعة مجزرة أخرى ذهب ضحيتها 26 مدنيا تبعتها مجزرة أفظع بعد يومين في شرقي دير الزور أيضاً ذهب ضحيتها 60 مدنيا أيضاً.
لقد قتلت أميركا من السوريين وبعمل هادف وممنهج 100 مدني في 4 أيام ويبدو أنها ماضية في مخططها الجهنمي الرامي إلى إحداث التغيير الديمغرافي في المنطقة لجعل الفئة الكردية التي تدعمها وتتخذها أداة في مشروعها الانفصالي، أكثرية في المنطقة المنوي اقتطاعها خلافا لحقيقتها ما يمكنها من إرساء قواعد هذا المشروع الأميركي التقسيمي الذي لن تسمح به سورية كما أكدت بصراحة أكثر من مرة.
في الخلاصة فإن سورية ممثلة بوزارة خارجيتها وعبر رسائلها إلى الأمم المتحدة أكدت المرة تلو المرة على رفض الوجود الاحتلالي الأميركي ورفضها المطلق للمشروع الأميركي مع إبداء الاستعداد لمواجهته بكل السبل محملة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن