ثقافة وفن

تحت شعار المنتج عليك والتسويق علينا «سوا» يواصل عطاءاته … سامر الدبس: نحرص على حضور الجرحى الأبطال في المهرجانات القادمة ليكونوا شركاء إستراتيجيين

| سارة سلامة

بين حرب خاضوها وقضية آمنوا بها ودفعوا من أجلها أغلى وأثمن ما يملكون، نرى جرحى الجيش العربي السوري، يقفون مجدداً فخورين بإنجازهم ومتطلعين إلى مستقبل مشرق بانتظارهم، ولو كان ذلك بجسد جريح لا يساعدهم وكثيراً ما يخذلهم، ولكنه لن يشكل عائقاً أمام إكمال طريقهم، وهذا ما تهدف له جمعية (سوا) حيث عملت على معالجتهم واحتضانهم وتأمين مستلزماتهم حتى يندمجوا من جديد في المجتمع ويقولوا للمعونات الغذائية كفى، نحن قادرون بعملنا وكدنا أن نعيش.
حيث افتتح رئيس غرفة صناعة دمشق الدكتور سامر الدبس مهرجان التسوق الشهري العائلي «صنع في سورية» الذي تقيمه غرفة صناعة دمشق وريفها في مدينة الجلاء الرياضية، وذلك بمشاركة الشركة السورية للتجارة وجمعية (سوا) لجرحى الحرب.

قدموا الغالي والنفيس من أجلنا
وخلال الافتتاح أشار الدبس إلى أن «المهرجان يمثل التلاحم بين المواطن المستهلك والصناعة الوطنية السورية من خلال منافذ البيع من المنتج للمستهلك من دون أي وسيط، وأشاد الدبس بالمنتجات الخاصة بجمعية الجرحى الأبطال التي يرفع بها الرأس، كما أكد الحرص على حضورهم الدائم في المهرجانات القادمة ليكونوا شركاء إستراتيجيين، حيث قال: «هؤلاء الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل أن نكون هنا في المهرجان، اليوم منتجاتهم تلقى إقبالاً كبيراً ونعدهم بأن أي منتج لا يباع فسنشتريه لنشجعهم على العمل، وسيكون لنا شراكة إستراتيجية مع جمعية (سوا)، حيث كانت هذه المرة مشاركة متواضعة ولكن في المرات المقبلة سيكون لهم مشاركة أكبر، ونعلن أنه في 19 من الشهر القادم سيكون لنا «صنع في سورية» في عمان بالأردن بالتعاون مع المصدرين وبمشاركة أكثر من 300 إلى 400 شركة سورية».

دعم نفسي وإيجابي
ومن جهتها قالت مديرة مركز (سوا) لجرحى الحرب ياسمين شاهين في تصريح خاص لـ«الوطن» إن: «الجناح يضم منتجات من صنع الجرحى غذائية ويدوية وتحف وصوف كروشيه وعسل ودبس رمان والقلادات وغيرها، من خلال مشروع صغير بدؤوا فيه ولكنه يعود عليهم بمردود كبير، ويقدم لهم طاقة ودعماً نفسياً وإيجابياً، حيث بدأنا بالمشروع منذ شهر ببازار (سوا) في مدينة مصياف، ونجح وحقق مبيعاً كبيراً لذلك انتقلنا لنشارك في معرض (صنع في سورية)، وذلك بالتعاون مع الشركة السورية للتجارة وغرفة صناعة دمشق وريفها».
ورسالتنا هي أننا: «كنا معاً في أرض المعركة وسنكون معاً في سوق العمل حتى يعودوا ويكونوا فعالين ويندمجوا في المجتمع ويثبتوا أنهم ليسوا عاجزين أو بانتظار المعونة الغذائية ولتستمر مسيرة حياتهم بالعطاء، وحقيقة نكون فخورين في المركز عند رؤية منتجاتهم، حيث نتكفل بالتغليف ونقل الجرحى وحجز أماكن الإقامة لهم وأماكن لعرض المنتجات، وهي قدمت مجاناً من غرفة صناعة دمشق والشركة السورية للتجارة، وبما أن الجمعية غير ربحية فإن الربح مباشرة يعود إلى الجريح».
ويتميز جناح (سوا) بأن: «الأسعار فيه أقل من السوق وهي منافسة والمنتجات ذات جودة عالية، وحرصنا عند العرض على وجود عدد من الجرحى حتى تصل منتجاتهم بطريقة مباشرة، ونشكل مصدر ثقة بأن هذه المنتجات لم نصنعها نحن، إنما هي من صنع الجرحى، أما الصعوبات التي واجهتنا فكانت في القدرة على إقناع الجرحى بالعمل، أما الآن فقد اختلف الأمر قليلاً وأصبح الكثيرون منهم يتواصلون معنا للمشاركة».
ومطالبنا تتلخص في أن: «تكون الأولوية في أي معرض أو مهرجان لجرحى الحرب حتى يعودوا من جديد ويمارسوا دورهم في المجتمع وسوق العمل بشكل فعال، ونحن في مركز(سوا)، ومنذ 4 سنوات نقدم العلاج وجميع مستلزمات الجرحى بشكل مجاني، ووصل عدد المستفيدين إلى ما يقارب 600 جريح، أما عدد المشاركين اليوم فقد وصل إلى 60 جريحاً، ونعمل أكثر على تقديم ورشات تدريبية احترافية للجرحى».

جراح وآمال وعمل
وفي الحديث إلى الجرحى المشاركين في المعرض قال الجريح محمد شاهين الذي أصيب في جوبر بطلق ناري في اليد اليسرى أنه مشارك من خلال منتج دبس الرمان.
أما الجريح حسام مرهج الذي تلقى 5 إصابات أفقدته القدرة على البصر وأدت إلى بتر قدمه فقال: «شاركت اليوم من خلال العسل حيث بدأت منذ الشهر الرابع بهذا المشروع وأصبح معيلاً لي، وأطمح أن يزداد عندي عدد الخلايا ويصل إلى 25 أو 30 خلية».
والجريح نور سائر الحايك من حماة الذي أصيب في عام 2014 بطلق ناري أدى إلى إصابته بشلل نصفي في الأطراف السفلية قال: «شاركت بصناعة يدوية بمساعدة والدتي وهي الإكسسوار والأشياء الفنية واليدوية».
وتحدث الجريح مدين يوسف من طرطوس الذي أسس مشغل باسم البيت السوري بمساعدة جريحين آخرين قائلاً: « إن المشروع يمثل لي الحياة وعندما أخذت المحل زارني مصادفة محافظ طرطوس وقدم لي عدة النجارة التي أحلم بها بقيمة مليون و300 ألف، وبدأت العمل وحققت حلمي في امتلاك متحف للتحف الخشبية ولكننا نفتقر لتصريف بضائعنا ونأمل الآن من جمعية (سوا) في إعانتنا كي نستطيع متابعة عملنا».
ويشارك بالمهرجان بدورته الحالية 130 شركة صناعية سورية بمختلف القطاعات الغذائية والنسيجية والكيميائية، وتقدم الشركات المشاركة ٤٠٠٠ صنف من المنتجات بعروض وحسومات عالية تصل إلى 50 بالمئة ويستمر المهرجان حتى 20 تشرين الثاني 2018.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن