عربي ودولي

ليبرمان استقال احتجاجاً على «استسلام» إسرائيل لغزة … الفصائل الفلسطينية: وقف العدوان هزيمة للاحتلال

أعلن وزير الحرب في كيان الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استقالته من منصبه أمس احتجاجاً على وقف عدوان كيانه على قطاع غزة، والذي وصفه بأنه «استسلام للإرهاب»، في خطوة تضعف حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الائتلافية.
وفي تسويغ الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة، قال ليبرمان إنها تكمن في إدخال 15 مليون دولار إلى قطاع غزة خلافاً لرغبته كوزير للأمن، وبتعليمات خطية من رئيس الحكومة.
وذكر ليبرمان أن عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس باتجاه إسرائيل كان نحو 500، ولكن الرد الإسرائيلي لم يكن مناسبا ومتناسقا مع هذا الخطر ورؤيته، وإنما اتسق مع رؤية رئيس الحكومة، معتبرا قرار وقف إطلاق النار «خضوعا للإرهاب».
هذا واعتبرت حماس، استقالة ليبرمان نصراً.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس «استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة أمام تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية… وتعكس حالة الضعف لدى الإسرائيليين».
كما قالت حركة «الجهاد الإسلامي» في بيان إن «استقالة ليبرمان هي انتصار لإرادة المقاومة وثبات لشعبنا».
وأكد الناطق باسم «سرايا القدس» أبو حمزة أن المقاومة لم تكتف بردع العدو عسكرياً بل أربكت حساباته السياسية.
وقالت «كتائب الأقصى مجموعات الشهيد أيمن جودة»، إن «استقالة ليبرمان هي انتصار لصمود الشعب الفلسطيني وإرادته وتأكيد على صوابية خيار المقاومة في مواجهة العدو». ولفتت حركة «الأحرار» إلى أن استقالة ليبرمان تؤكد مدى وهن البيت الصهيوني وتخبطه. من جهته دافع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس عن اتفاق وقف إطلاق النار مع فصائل غزة، نظراً لأسباب سرية لا يستطيع كشفها.
وفي كلمة بمناسبة مرور 45 عاماً على وفاة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية الأولى ديفيد بن غوريون، قال نتنياهو: «في وقت الأزمة واتخاذ قرارات مصيرية في مجال الأمن، لا يمكن أن يكون الجمهور شريكا في الاعتبارات التي يجب إخفاؤها عن العدو».
بدورها قالت وزارة الخارجية الروسية، في تعليق لها، إن موسكو ترحب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة وتتوقع أن يكون ثابتاً، ويستمر لفترة طويلة الأجل.
بدوره أعلن مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي، أن المشاورات التي أجراها مجلس الأمن الدولي حول الوضع في قطاع غزة، لم تؤد إلى أي نتيجة. وقال العتيبي خلال مؤتمر صحفي عقب انتهاء مشاورات مغلقة عقدها مجلس الأمن لبحث العنف في غزة: «موقفنا واضح… لقد دعونا مع بوليفيا لعقد هذه الجلسة بمجلس الأمن، وندين الهجوم الإسرائيلي على القطاع، والاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين هناك»، لكن «لم نتمكن من العثور على حل لتسوية الوضع في القطاع».
وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور: إن مجلس الأمن «مصاب بالشلل بسبب موقف دولة واحدة»، في إشارة للولايات المتحدة «التي ترفض دوما أن يناقش المجلس قضيتنا على طاولته».
هذا وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية إفشال الولايات المتحدة إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة مؤكدة أنه يأتي ضمن انحياز واشنطن الأعمى لكيان الاحتلال.
في هذه الأثناء اعتبر المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس، أن النصر على حماس كان سيسبب مشاكل خطرة لإسرائيل حالياً.
وقال روس في حديث لصحيفة «جيروزاليم بوست»: إن إسرائيل تملك ما يكفي من القوة العسكرية لهزيمة غزة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: «وماذا بعد؟».
وحذر روس، من أن اللجوء إلى الحسم العسكري في غزة كان سيفرض على سلطات الاحتلال إما ضرورة تسيير شؤون غزة مباشرة بكل ما يحمل ذلك من أعباء، أو مواجهة خطر سقوط القطاع في أيدي جماعات تفوق حماس تشدداً.
وذكر روس أن إسرائيل ستقع في الفخ إذا قررت اجتياح غزة، إذ إنها لن تستطيع الحفاظ على سيطرتها على القطاع، بينما مغادرته محفوفة بخطر خلق فراغ قد تملؤه جماعات مثل الجهاد الإسلامي أو حتى التنظيمات التي تعتنق الفكر الداعشي، وهي نتيجة لا ترغب حماس أيضاً في أن تؤول الأمور إليها.
وأضاف: إن حرب غزة ستنعكس على الضفة الغربية أيضاً، عبر زيادة التعاطف مع حماس وتوسع قاعدة تأييدها هناك.

| وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن