رياضة

كان اللـه في العون

| غانم محمد

بعد أيام قليلة فقط من حضوره بيننا، وفي أول ظهور للمنتخب تحت قيادته مع منتخب العراق في دورة الصداقة انهالت (المدائح) على المدرب الألماني بيرند شتانغه، وبصماته كانت جليّة ومنتخبنا انتقل من فكر إلى آخر.
وصلنا إلى وديّة أوزباكستان فحلّقنا بأحلامنا وكأن منتخبنا هو منتخب (كرواتيا) الذي لا يُشقّ له غبار، وبعد ثلاثة أيام انهار كل شيء بخسارتنا أمام قيرغزستان ولم يعد بإمكان أي (عطّار) أن يصلح ما يفعله شتانغه!
قبل يومين كنّا في الظهور المحيّر ذاته أمام منتخب عُمان، والنتيجة التي يبحث عنها شتانغه دائماً (التعادل) حضرت من دون أن تحمل معها أياً من مفردات التفاؤل المطلوبة جداً هذه الأيام، لتبدأ المطالبة جهاراً بإقالة شتانغه ولتبدأ عملية طرح البدائل (وبعضها مبكٍ مضحك)!
نحو خمسين يوماً يحين الامتحان، والحديث عن تغيير مدرب أمرٌ مرفوض ولا يحدث مثل هذا الأمر إلا في حالات قصوى واضطرارية، ولا أعتقد أننا وصلنا إلى هذه المرحلة أو أننا سنكون قادرين على تدارك الموضوع مع أننا عشنا هذه التناقضات المرّة قبل النهائيات الآسيوية 2011 عندما أتينا بـ(تيتا فاليري) بدلاً من فجر إبراهيم قبل بضعة أيام فقط من السفر إلى الدوحة، لكن لماذا مكتوب علينا أن نعيش مرارة التقلّب والأرق قبل أي استحقاق رسمي؟
دعونا نتفق على أمر ما وهو أن الوديّات ليست مقياساً دقيقاً دائماً ومن غير المنطقيّ أن نبني عليها قرارات مصيرية، وأتوقع شخصياً أن لدى هذا العجوز الألماني ما يقدّمه لمنتخبنا مع اكتمال الجاهزية والاقتراب أكثر من النهائيات الآسيوية ووصول اللاعبين إلى أعلى درجات التركيز الذهني وصفاء الوقوف الجماهيري خلف المنتخب، وتوحيد اتجاه البوصلة نحو ما سيفعله المنتخب في الإمارات، عندها سيرتاح (تفكير) شتانغه، وسيكون بإمكانه تقديم المنتخب بعيداً عن ضغوط ردّة الفعل الجماهيرية وامتطاء لحلم كبير بين أقوياء الكرة السورية.
لا يوجد أمامنا سوى دعم المنتخب وتحفيزه ومساعدته على تجاوز ضعفه وأماكن خلله أما الحديث عن مدرب جديد فليس وقته الآن.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن