سورية

صالح: تصويت أميركا ضد القرار الخاص بالجولان مقدمة للاعتراف بسيادة «إسرائيل» عليه

| مازن جبور

ندد مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء مدحت صالح، بالموقف الأميركي بالتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار الاعتراف بالقوانين السورية على الجولان العربي السوري المحتل واعتباره أرضاً سورية، واعتبر أن هذا الموقف مقدمة لاعتراف أميركي بسيادة «إسرائيل» عليه، وشدد على أن هذا الموقف بحاجة إلى رد حازم وكبير. وفي تصريح لـ«الوطن»، قال مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء مدحت صالح: هذا الموقف الأميركي بالتصويت لأول مرة ضد قرار الاعتراف بالقوانين السورية على الجولان المحتل واعتباره أرضاً سورية، أعتقد أنه مقدمة لاعتراف أميركي بسيادة «إسرائيل» على الجولان العربي السوري المحتل، وهذا يشكل خطراً وخرقاً للقوانين الدولية».
وأضاف: بعد الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» هناك سعي من قبل كل من «إسرائيل» وأميركا لإصدار اعتراف رسمي أميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وهذا الموقف يدل على سياسة أميركا بضرب القوانين الدولية بعرض الحائط والذهاب باتجاه تصفية القضية الفلسطينية وتصفية قضية الجولان، وعدم إحقاق الحقوق الفلسطينية والسورية، بعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية وعودة الجولان إلى الوطن الأم سورية». وشدد مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء، على أن هذا الموقف الأميركي «أصبح بحاجة إلى رد حازم وكبير من كل الشرفاء»، لافتاً إلى أن «هناك انبطاحاً من قبل أغلب الدول العربية أمام أحذية المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين»، ومؤكداً على أن «الشعب الفلسطيني في غزة لقن الاحتلال الإسرائيلي درساً قاسياً، وأن أهلنا في الجولان لقنوا الاحتلال أيضاً درساً كبيراً، برفضهم للانتخابات ودخولهم في المواجهات الأخيرة مع الاحتلال». وأضاف: «من هنا فإن المراهنة هي على الشعوب الرافضة للتطبيع ولكل القرارات الأميركية والإسرائيلية، وأملنا في أن يستمر هذا الرفض ويتصاعد ويكبر».
وجددت الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس، مطالبتها «إسرائيل» السلطة القائمة بالاحتلال بأن تمتثل للقرارات المتعلقة بالجولان المحتل ولاسيما القرار رقم 497 لعام 1981 الذي يعتبر قرار «إسرائيل» بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها على الجولان لاغياً وباطلاً وليس له أي أثر قانوني دولي.
جاء ذلك خلال اعتماد لجنة المسائل السياسية الخاصة وتصفية الاستعمار «اللجنة الرابعة» للقرار المعنون «الجولان السوري المحتل» وقد صوت لصالح القرار 151 وفداً من أصل 193 في حين صوتت «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية وحدهما ضد القرار وامتنع 14 وفداً عن التصويت هم: «أستراليا، الكاميرون، كندا، ساحل العاج، غواتيمالا، الهندوراس، جزر المارشال، المكسيك، مكرونيزيا، بالاو، بنما، بابوا، غينيا الجديدة، رواندا، التوغو». وطالب القرار «إسرائيل» بأن تلغي قرارها بضم الجولان على الفور، واعتبر أن جميع التدابير والإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذتها بهدف تغيير طابع الجولان المحتل ووضعه القانوني، لاغية وباطلة وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب وأن ليس لها أي أثر قانوني.
كما طالب القرار «إسرائيل» أن تكف عن فرض الجنسية الإسرائيلية وبطاقات الهوية الإسرائيلية على المواطنين السوريين في الجولان، وأن تكف عن التدابير القمعية التي تتخذها ضد سكان الجولان المحتل. وشجب القرار انتهاكات «إسرائيل» لاتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب، مجدداً الطلب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عدم الاعتراف بأي من التدابير والإجراءات المخالفة للقانون الدولي التي اتخذتها إسرائيل في الجولان المحتل.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، خلال الاجتماع الثامن والعشرين لـ«الجنة الرابعة» في الجمعية العامة بجلستها الثالثة والسبعين، بحسب «سانا»: إن تصويت الأغلبية الساحقة لمصلحة مشروع القرار يرسل رسالة واضحة لا لبس فيها إلى إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال مفادها بأن احتلالها للجولان السوري أمر مرفوض وينتهك أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي وأن عليها إنهاء احتلالها لكل الأراضي العربية المحتلة وأن تتوقف فوراً عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949. وأضاف الجعفري: لم نتفاجأ على الإطلاق بتصويت الولايات المتحدة ضد مشروع القرار لأن واشنطن نفسها شريك أساسي لكيان الاحتلال الإسرائيلي في حروبه وعدوانه على المنطقة وفي حمايته من أي مساءلة في مجلس الأمن على جرائمه على مدى عقود وتشارك في نهب ثروات الجولان.
وأوضح الجعفري، أن التصويت الأميركي السلبي على مشروع القرار الذي صوتت لمصلحته أغلبية دول العالم رسالة واضحة إلى العالم بانتهاء الدور الذي تدعيه واشنطن بأنها راعية لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وفي رده على مندوب كيان الاحتلال الإسرائيلي قال الجعفري: «عندما يقول السفير الإسرائيلي إن «إسرائيل» لن تنسحب من الجولان فليفهم إذا أمامكم بأن «إسرائيل» إن لم تنصع للقرارات الدولية بإعادة الجولان المحتل إلى سورية فإنها تفتح الباب أمام خيارات أخرى وهي خيارات الحرب وسنستعيد الجولان سلماً أو حرباً.. هذه هي رسالتنا لـ«إسرائيل» ولسفيرها».
يذكر أن الولايات المتحدة، امتنعت في السنوات السابقة عن التصويت على القرار السنوي بشأن «الجولان السوري المحتل» الذي يعتبر قرار «إسرائيل» فرض سلطتها على المنطقة «باطلاً ولاغياً» لكن هذه هي المرة الأولى التي تصوت فيها ضد القرار.
وكان السفير الأميركي في «إسرائيل»، ديفيد فريدمان، صرح في أيلول الماضي بأنه «يتوقع أن تحتفظ «إسرائيل» بالجولان إلى الأبد».
وتضغط «إسرائيل» منذ بداية رئاسة دونالد ترامب من أجل موافقة الولايات المتحدة رسمياً على سيطرتها على الجولان.
واعترف ترامب بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» مخالفاً الدول الكبرى الأخرى على الرغم من أن مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، قال في آب الماضي: إن واشنطن لا تفكر في اتخاذ خطوة مماثلة بشأن الجولان.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن