الأولى

أنقرة ترفع منسوب احتجاجها وتطالب واشنطن بوقف دعم «حماية الشعب» الكردية … الولايات المتحدة تواصل قصف المدنيين في ريف دير الزور

| الوطن - وكالات

بمزيد من المجازر والدماء، حاولت الولايات المتحدة تمهيد الطريق لأدواتها المتعثرة، وإيجاد سبيل لإحداث تقدم ميداني في مناطق ريف دير الزور الشرقي، بذريعة استهداف «داعش»، لتسجل الساعات الماضية سقوط عشرات المدنيين الأبرياء بقصف أميركي طال قراهم ومنازلهم، ما تسبب أيضاً بتشريد المئات من الأهالي، وسط صمت أممي مطبق.
مصادر أهلية أفادت بأن قصفاً عنيفاً تنفذه طائرات «التحالف الدولي» منذ مساء الجمعة على مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي، وعموم القرى والبلدات التابعة لها، حيث دمرت الصواريخ عشرات المنازل السكنية وشردت مئات العائلات، وقتلت 40 مدنياً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء في قرية البقعان، التي أصبحت شبه خاوية بعد اضطرار معظم سكانها للفرار هرباً من طائرات التحالف التي تنفذ سياسة الأرض المحروقة في عموم ريف دير الزور.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، أفادت المصادر باستشهاد وإصابة عدد من المدنيين جراء مواصلة طيران «التحالف الدولي» استهدافه بلدة الشعفة، محذرة من استشهاد المزيد من المدنيين العالقين تحت أنقاض المنازل المدمرة في القرية، وذلك بسبب صعوبة الوصول إليهم نتيجة العدوان المتواصل والكثيف على القرية.
جاءت مجزرة «التحالف الأميركي» الجديدة لتضاف إلى جملة المجازر التي ارتكبها خلال الأسبوع الماضي في مدينة هجين وقرى وبلدات الشعفة والبوبدران والسوسة استشهد خلالها أكثر من 100 مدني.
وتزامنت الغارات الجوية للتحالف مع اشتباكات وصفت بالعنيفة بين ميليشيا «قسد» ومسلحي داعش، على محاور في حي الحوامة ومنطقة إصلاح هجين، وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن التحركات العسكرية من قبل «قسد» و«التحالف» تواصلت على محاور مناطق التماس مع جيب داعش شرق الفرات، حيث دخل رتل جديد للتحالف مكون من 7 سيارات همر مدعمة بالمدفعية، إلى مناطق التماس، بالتزامن مع قصف مدفعي متقطع على تمركزات التنظيم في المنطقة من قبل قوات «التحالف» و«قسد»، كذلك استقدمت الأخيرة مزيداً من التعزيزات العسكرية الكبيرة، إلى المنطقة، حيث وصل نحو 1700 مسلح من عين العرب ومنبج ومناطق أخرى.
على صعيد آخر، استنكرت وزارة الدفاع التركية، أمس، استمرار الولايات المتحدة الأميركية بتقديم الدعم والأسلحة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، رغم تحييد تنظيم داعش الإرهابي إلى حد كبير، وذلك في إطار الخلاف المتصاعد بينهما بسبب علاقة واشنطن مع الميليشيات الكردية في شرق وشمال شرق سورية.
وأعرب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال لقاء مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في كندا، وفق وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، عن تطلع بلاده لأن تفي الولايات المتحدة بوعودها وتقطع علاقتها مع «الوحدات» الكردية في سورية.
وجدد أكار التأكيد أن بلاده لن تسمح بتشكيل ما سماه «ممراً إرهابياً» على حدودها الجنوبية، وشدد على أن أنقرة لا تستطيع القبول بإمداد الولايات المتحدة لـ«وحدات الحماية» بالسلاح والذخيرة عبر شاحنات وطائرات.
وأشار إلى أن أنقرة تنتظر من واشنطن أن تقطع، كما وعدت، تعاونها مع «قوات سورية الديمقراطية – قسد» التي تشكل «وحدات الحماية» عمودها الفقري، وهي تصنف تنظيماً إرهابياً في تركيا.
واعتبر الوزير التركي أن الصور المتداولة لجنود أميركيين مع مسلحين من «الوحدات» أثارت انزعاج الشارع التركي، و«ألحقت ضرراً بصورة الولايات المتحدة وجيشها في نظر الأتراك»، على حد تعبيره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن