قضايا وآراء

قمة بوتين أردوغان وواقع حال إدلب

| مصطفى محمود النعسان

 

بالتأكيد سيكون موضوع عدم انسحاب المجموعات الإرهابية من المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب على رأس الأجندات التي سيبحثها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في القمة التي تجمعهما اليوم الإثنين.
والحق أنه زيادة على أن المجموعات المسلحة لم تلتزم بالجدول الزمني لانسحابها من المنطقة المنزوعة السلاح التي أقرها الرئيسان بوتين وأردوغان في سوتشي أواخر أيلول الماضي زيادة على ذلك فإن هذه المجموعات عمدت مؤخراً إلى استفزاز الجيش العربي السوري من خلال الخروقات المتكررة للهدنة وشن هجمات على حواجز القوات السورية في ريف حماة الشمالي وكذلك في ريف اللاذقية.
صحيح أن الجانب الروسي يريد أن يحافظ على الجرة مع الجانب التركي ولا يسعى إلى كسرها حسبما جاء على لسان وزير الدولة لشؤون المصالحة علي حيدر أمام مجلس الشعب في الثاني عشر من الجاري، لذلك تجد روسيا لتركيا مبررات على أمل أن تنفذ أنقرة اتفاق سوتشي ولكن الصحيح أيضاً أن الجانب الروسي ضاق ذرعاً بالخروقات المذكورة مثلما ضاقت بها ذرعاً الحكومة السورية ومن ثم فوضع حد لهذه الخروقات أصبح أمراً واجباً في نظر الجانب الروسي وأصبح وضع حد لمهزلة عدم الالتزام بالجدول الزمني لانسحاب المجموعات الإرهابية من المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب والتي انتهت في الخامس عشر من تشرين الأول الماضي أجدى بكثير وأهم من الحفاظ على سلامة الجرة مع أنقرة.
إن الغضب الشعبي العارم من ممارسات المجموعات الإرهابية في ريف حماة الشمالي واستفزازاتها المتكررة منذ ما يقرب من عشرة أيام للقوات المسلحة السورية وللأهالي أيضاً قد أصبح الأخذ به ومراعاته من أولويات القيادة السورية وبالطبع سيكون من أولويات القيادة الروسية ذلك أن تجاوز الخطوط الحمراء من المجموعات الإرهابية قد تجاوزه الزمن وأصبح من الماضي ولم يعد مقبولاً أبداً.
إن ما تحسبه المجموعات الإرهابية أعمالاً بطولية تتمثل بهجماتها على بعض مناطق الشرعية إنما هي في حقيقة الأمر أعمال صبيانية وحمقى وستكون سبباً رئيساً في الإسراع بتنفيذ مضمون اتفاق سوتشي تنفيذاً دقيقاً وحاسماً وسريعاً وستكون هذه الحماقات السبب المباشر لانقلاب السحر على الساحر.
مجمل تصريحات المسؤولين الروس تؤكد أن بقاء إدلب خارج إرادة الشرعية السورية أمر غير وارد وغير مقبول ويبدو أن وضع هذه التصريحات موضع التنفيذ أصبح أمراً واقعاً وحتمياً ولا مفر منه ولا مجال لتأجيله وأصبح تنفيذ مضمون سوتشي أهم من مراعاة وضع الحفاظ على سلامة الجرة.
الأمر المحتم والأكيد أنه إذا لم يلتزم الجانب التركي ويضع حداً لحماقات المجموعات الإرهابية ويلزمها بالانسحاب إلى المسافات التي حددها سوتشي فإن عملاً عسكرياً من الجيش العربي السوري وبمساندة الحلفاء سيكون كفيلاً بتغيير خريطة القوى في إدلب لمصلحة الشرعية السورية وهو ما تثبته على الأرجح الأيام القليلة التي ستلي قمة بوتين أردوغان ولاسيما أن موسكو مصرة على عودة إدلب إلى الدولة السورية حسبما أكد حيدر في تصريحه المذكور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن