رياضة

المدارس الصيفية بين المنافع والمصالح…مشروع تجاري بثوب رياضي والفوائد متفاوتة

 ناصر النجار : 

مع نهاية هذا الشهر تغلق أغلب المدارس الصيفية الرياضية أبوابها معلنة نهاية موسم رياضي جميل أمضاه الأطفال بين الملاعب والصالات والمسابح فرحين مرحين.. المتابعة الجادة لـ «الوطن» لبعض المدارس الصيفية التي أقامتها أنديتنا جعلتنا نضع بعض النقاط عليها، فهل حققت هذه المدارس الغاية منها، أم إنها كانت تجارية بثوب رياضي فقط؟
نقاط عديدة نوردها بين الموجب والسالب على أمل أن تلقى ملاحظاتنا هذه صدى إيجابياً لدى إدارات الأندية فتقوم بتعزيز الإيجابيات وتفادي السلبيات وصولاً إلى مدارس أكثر فائدة على كل الصعد في الموسم المقبل.

فوائد
العديد من الفوائد التي حملتها هذه المدارس على صعيد الأطفال المشاركين، في طليعتها أنها منعت تسرب الأطفال إلى الشوارع ليمارسوا نشاطهم ووقتهم من سوء الشارع وما فيه، ومنها أيضاً أنها عملت على تفريغ الطاقات السلبية للأطفال بالملاعب والصالات، وهو أمر مفيد على جميع الصعد وخصوصاً الأسروية والاجتماعية، وفي الأمر الأهم فإنها علقت الجيل الشاب بالرياضة، ليكون لديه رياضة محببة يتعلق فيها ويمارسها ويتابعها وهو أفضل بكل الأحوال من تعلق هذا الجيل بتسليات وأمور سلبية تنعكس عليه وعلى أسرته وعلى المجتمع بالسوء.
وعلى صعيد الأندية فقد حققت أنديتنا عوائد ربحية وافرة من هذه المدارس، ولا شك أن هذه الإيرادات وفرت موارد مالية، بعضها جعل هذه المدارس مصدراً من مصادر الدخل الرئيس في الأندية.
أيضاً ساهمت هذه المدارس بتشغيل كوادر النادي الإدارية والفنية، وهو أمر مهم لأنه ساهم برفع الدخل المادي لهذه الكوادر، ولاحظنا أن العديد من المدارس منحت المدربين الجدد الشباب الفرصة للتدريب، وهي خطوة إيجابية تساهم برفع المستوى الفني للجيل الجديد من الفنيين وتضعهم أمام مسؤولياتهم بعمر مبكر، ولا شك أن إشراف المدربين الكبار على هذه المدارس بشكل مباشر ساهم بصقل موهبة مدربينا الجدد.
من ناحية أخرى فإن هذه المدارس كانت فرصة جيدة للبحث عن المواهب والخامات الواعدة التي لا تظهر إلا في هذه المناسبات، أما مستوى الفائدة من هذه الفرصة فكانت متفاوتة بين الجدية واللامبالاة، فبعض الأندية كان لها اهتمام جيد عبر مراقبة اللاعبين والعناية بهم وبعضها الآخر لم تستغل هذه الفرصة كما يجب لاعتبار المدارس وقتاً للمرح والتسلية.
وما وردنا من أغلب الأندية أنها استقطبت لفرقها الصغيرة عدداً معيناً من اللاعبين المميزين من هذه المدارس، وهذا الكلام يبقى نظرياً لأنه بحاجة إلى إثبات عملي وذلك عندما نرى بعضاً من هؤلاء يمارس الرياضة في الأندية قولاً وفعلاً.

مدارس متفاوتة
المدارس الصيفية كانت متفاوتة بشكلها ومضمونها من ناد لآخر، فأندية اعتمدت الاختصاص بالألعاب كنادي الوحدة الذي ضمت مدرسته كرتي القدم والسلة والسباحة، وناد فتح المجال لأكثر من عشر ألعاب كنادي بردى، وناد اقتصر على لعبة واحدة متخصص بها كنادي الثورة، والإضافة المعتادة بعض النشاطات الأخرى كالرسم وألعاب الكمبيوتر والقليل منها اعتمد نشاطات ترفيهية أخرى.
ومن خلال استقرائنا لهذه المدارس ومتابعتنا لها فإننا وجدنا التميز بمدارس ناديي الجيش وبردى كأندية مارست الكثير من الألعاب في مدارسها، وبنسبة أقل أندية الوحدة والثورة والفيحاء والمجد.

السلبيات
العديد من السلبيات حملتها هذه الأندية ونحن نضعها برسم فرع دمشق وغيره من الفروع ليتم تفاديها مستقبلاً وصولاً لحالة أفضل، في مقدمة هذه السلبيات أن الرسوم في الكثير من هذه المدارس كانت باهظة جداً، لذلك ضمت أبناء الميسورين القادرين على الدفع، أما أصحاب الدخل المحدود (وما أكثرهم) فلم يجدوا لأبنائهم مكاناً في هذه المدارس.
ثاني السلبيات أن هذه المدارس نالت القسط الأكبر من الاهتمام على حساب بقية الألعاب التي نامت في الأشهر الثلاثة الماضية ولم تلق أدنى الاهتمام، وهذا لا يجوز لأنه يقف عائقاً أمام التطور المفترض لأي لعبة، فتوقف النشاط والاهتمام به لمدة ثلاثة أشهر يعني إلغاء دورة رياضية مهمة والعودة بما تم إنجازه للوراء.
ثالث السلبيات أن زحمة الألعاب لم تكن مجدية وخصوصاً في بعض الألعاب التي لم تحقق الحضور والفائدة، وهذا يعود لعدة أسباب منها عدم جماهيرية هذه الألعاب، أو عدم الجدية في التعاطي مع هذه الألعاب فانحسر عدد المشاركين فيها، وفي طليعة هذه الألعاب الدراجات والشطرنج وكرة الطاولة، أما أهم الألعاب الغائبة عن هذه المدارس فهي الكرة الطائرة وكرة اليد التي على ما يبدو أن أنديتنا شطبتها من اهتمامها، فضلاً عن ألعاب كالريشة الطائرة وكرة المضرب وألعاب القوى التي باتت أنديتنا تعتبرها اختصاصية فقط.
ما ذكرناه غيض من فيض، وهذه ملاحظاتنا نقدمها بكل محبة على أمل أن نستفيد منها مستقبلاً لتكون المدارس الرياضية الصيفية أفضل وأكثر جدوى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن