رياضة

صناع التاريخ

| مالك حمود

ذاكرة الزمن الجميل، تحرض الأشواق لدى أبناء الماضي الأصيل للعودة إلى نفحاته الجميلة من خلال اللقاءات المنتظرة وما أحلاها بعد عقود من الزمن!
كم كانت الصورة جميلة لنجوم كرة السلة بنادي الغوطة وهم يجتمعون بعد عشرات السنين في لقاءات محبة ومودة، بعدما صاروا على أبواب السبعين من العمر، ومنهم من تخطى حاجز السبعين.
اللهفة لتلك اللقاءات كانت مقروءة في عيون أجيال الماضي وبشكل لافت، لكن اللافت أكثر وجود تلك اللقاءات في مطاعم عامة، وبعيداً عن البيت الذي خرجوا وتخرجوا فيه، وصنعوا تاريخه وطالما حلموا برؤيته كبيراً وواسعاً ورحباً!
لقاءات القدامى في رياضتنا ورغم قلتها تقوم على المبادرات الفردية والشخصية، ولكن ماذا يمنع من قيامها في النادي الذي لعبوا له وقدموا له وضحوا لأجله؟!
أليس وجود هؤلاء الكبار (بركة) لرياضتنا التي لا تزال بحاجة لأهل الخبرة والحكمة والمعرفة.
مصيبة رياضتنا عموماً أنها لا تتذكر كبارها القدامى البارزين إلا عند المناسبات والانتخابات، أو لدى التكريم (اللهم إذا وجد من يفكر بتكريمهم) أو عند الوفاة (أطال اللـه بأعمار الجميع).
أليس من الحكمة كسب القدامى ضمن مجلس استشاري كنوع من التقدير لعطاءاتهم وكسباً لخبراتهم الطويلة، بدلا من نسيانهم أو تناسيهم.
لن أتحدث عن ناد محدد، ولن أوجه سهام التقصير لإدارة معينة، لأن نادي الوحدة الذي يعتبر امتداداً لنادي الغوطة لم يتوان رئيسه أحمد قوطرش عن إقامة حفل استقبال لنجوم السلة القدامى في المطعم الرئيسي للنادي وبكل ترحاب ومحبة ووفاء.
لكن الحديث يتوجه لكل الأندية السورية التي لا تحسن التعامل مع نجومها القدامى وتكسب وجودهم ولو بفكرة أو بكلمة أو ببسمة تجبر خاطرهم، ومنهم من دار به الزمن وأنهكته الحياة وآلامه دون أن يجد من يتذكره!
فهل نرى من يفكر بطريقة حضارية، ويؤسس منتدى لرواد النادي ضمن منشأة النادي، فمن ليس له ماض ليس له حاضر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن