الصفحة الأخيرة

ويبقى فن فيروز الخالد وصوتها الرنان

| الوطن

احتفل الجمهور العربي في كل أنحاء العالم بعيد ميلاد السيدة فيروز يوم أمس عندما أطفأت شمعتها الثالثة والثمانين. وفي هذه المناسبة تصدّر اسم فيروز قائمة العبارات الأكثر تداولاً عبر موقع «تويتر» في لبنان وعدد كبير من البلدان العربية.
وانهالت المعايدات من قبل المغردين الذين نشروا صور الفنانة اللبنانية القديرة وأرفقوها بأصدق كلمات الحب والتهنئات، كما تمنوا لها العمر المديد والسعادة الدائمة.
ويشار إلى أن فيروز ارتبطت وصوتها ارتباطاً وثيقاً بدمشق من خلال الأغنيات الرائعة التي شدت بها عن الشام. ‏
بدأت علاقة فيروز بدمشق عام 1953 عندما دعاها الأمير يحيى الشهابي مدير البرامج في إذاعة دمشق لتأتي إلى دمشق مع الرحابنة وفتحت الإذاعة السورية ذراعيها لفيروز مخصصة لها يوم الأحد من كل أسبوع لتحضر إلى دمشق مع عاصي ومنصور الرحباني وتقوم بتقديم أغنياتها عبر أثيرها وتسجيلها لمكتبتها.
‏ولم تكتف دمشق باحتضان فيروز عبر إذاعتها فقط وإنما فتحت لها مسرح معرض دمشق الدولي لتقيم حفلاتها سنوياً على خشبته ولتقدم مسرحياتها، وتعود أولى المرات التي وقفت فيها على مسرح المعرض إلى عام 1956 خلال موسم المعرض وقدمت في حفلتها تلك مجموعة من الموشحات والأغنيات بمرافقة فرقة الرحابنة وفرقة الدبكة الشعبية اللبنانية، وكانت تلك الحفلة بداية حضور سنوي دائم لفيروز على مسرح معرض دمشق الدولي استمر حتى عام 1977.
وقدمت في حفلتها الأولى عام 1956 مجموعة من الموشحات هي «جادك الغيث»، و«لما بدا يتثنى»، ثم مجموعة من ألحان الرحابنة مثل «يا قمر أنا وياك»، «ما في حدا لا تندهي»، واستمرت مشاركاتها مع الرحابنة في حفلات منوعة حتى عام 1962 حين بدأت بتقديم مسرحياتها ومن حفلاتها المهمة حفلة أيلول عام 1961 التي قدمت فيها أغنيتها الرائعة «سائليني يا شآم». ‏
قدمت فيروز على مسرح معرض دمشق الدولي عشراً من مسرحياتها بين عامي 1962 و1977 وهذه المسرحيات هي «جسر القمر» 1962، و«الليل والقنديل» 1963، و«بياع الخواتم» 1964، و«هالة والملك» 1967، و«الشخص» 1968، و«صح النوم» 1971، و«ناطورة المفاتيح» 1972، و«لولو» 1974، و«ميس الريم» 1975، و«بترا 1977»، وفي الأعوام التي لم تقدم فيروز مسرحية كانت تقدم حفلات غنائية.
وكان الصيف الموعد السنوي الدائم لفيروز مع دمشق ومعرضها وهذا ما عبرت عنه في قصيدة «يا شام عاد الصيف» من شعر وتلحين الرحابنة.
إذاً يبقى لنا فن فيروز الخالد وصوتها الرنان الذي سيظل يصدح في سماء الفن، وتبقى فيروز التي تردد دائماً: أنا أقف في الحياة كتلميذة، لأتعلم أكثر من سائر الأشياء، من الطبيعة ومن الناس ومن عيون الأطفال ومن شهقات الأمهات، من الكتب وقصائد الشعر ومن الآخرين، لا أتمنى أن أهاجر من تلمذتي ومن مريلتي وضفائري، ولو فعلت ذلك لصرت عجوزاً شمطاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن