الوفد الأردني في ضيافة رئيس مجلس الوزراء … خميس: انتصار سورية على الإرهاب صمام الأمان للأمة العربية …. وزير النقل لـ«الوطن»: مستعدون لزيادة ساعات العمل في «نصيب» فور طلب الأردن رسمياً
| محمد راكان مصطفى - محمد منار حميجو
استقبل رئيس مجلس الوزراء عماد خميس أمس الوفد البرلماني الأردني الذي يزور سورية ويضم عدداً من رؤساء اللجان في البرلمان الأردني ويترأسه النائب عبد الكريم الدغمي.
وجرى خلال اللقاء استعراض التعاون بين سورية والأردن وخاصة في المجال البرلماني لما فيه الفائدة المشتركة للشعبين الشقيقين إضافة إلى تطورات الحرب على الإرهاب.
وأوضح خميس أن الانتصار الذي حققته سورية على الإرهاب يمثل صمام أمان للأمة العربية، مبيناً أهمية الدور الذي يلعبه البرلمانيون في إظهار حقيقة الحرب التي تعرضت لها سورية بهدف تغيير مواقفها الداعمة للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية خدمة لـ«إسرائيل» وأطماعها في المنطقة.
حضر اللقاء الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء قيس خضر ورؤساء عدد من اللجان في مجلس الشعب السوري.
وكشف رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشعب السوري العضو فارس الشهابي في اتصال هاتفي مع «الوطن» عن عرض الوفد الأردني لإعادة تفعيل خط الغاز العربي، مع إمكانية استجرار كميات من الغاز الفائض لدينا، منوهين بوجود فائض من الكهرباء لديهم يعادل 400 ميغا يمكن به تغذية الربط الشبكي القديم بين البلدين، على أن يتم تحديد الأسعار وفق ما يتم الاتفاق عليه.
وأكد الشهابي نقل جميع الشكاوى إلى الجانب الأردني الذي يحمل مباركة الحكومة الأردنية لزيارتهم إلى سورية فيما يخص مرور السيارات السورية الخاصة والعامة والشاحنة ونقل البضائع والموافقات الأمنية، لنقلها إلى الوزارات المختصة.
وأشار الشهابي إلى أن البضائع السورية سوف تباع في الأردن وليس العكس كونها أكثر تنوعاً وأرخص سعراً، مضيفاً: تفعيل العلاقات التجارية يحتاج إلى جلوس الخبراء والمعنيين من الطرفين للإسراع التنسيق للتبادل التجاري.
ولفت الشهابي إلى تلقي البرلمان السوري دعوة من الوفد لزيارة الأردن، بانتظار وصول الدعوى عن طريق القنوات الرسمية.
بدوره اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والعربية في مجلس الشعب السوري النائب بطرس مرجانة زيارة الوفد البرلماني الأردني تعبيراً مبدئياً عن الرغبة في إعادة بناء الثقة بين البلدين، معتبراً أن هذا البناء يحتاج إلى تحصينه من أي ضغوط قد تتعرض لها الأردن وهذا ينطلق من أن يكون هناك إرادة سياسية حقيقية في هذا المجال.
وعن المطالبات التي تم طرحها على الجانب الأردني حول معبر نصيب وغيرها من الأمور الإشكالية، بيّن مرجانة أن البرلماني لا يمكن أن يعطي وعداً بحل المشكلات كونها من اختصاص الجهات التنفيذية ولكن وعدنا بأن يتم نقل المواضيع إلى الوزارة المختصة ومتابعتها بشكل جدي لحلها.
النائب صفوان قربي بين في حديثه لـ«الوطن» أن الملفات العالقة كثيرة، وتم النقاش لتذليل العقبات ما أمكن.
وأشار القربي إلى أن الأردن في فترة ما مر بضغوطات كبيرة أدت إلى أسر قراره ودخل في متاهة لم يرضى عنها الأردنيون، ورأى أن معبر نصيب بداية لعودة العلاقات، ويجب أن يعطى حقه بأن يكون بأسس صحيحة ومنظمة، وبشكل يجسد العلاقات الأخوية بين البلدين.
وأكد قربي أن القضايا التي طرحت تحتاج إلى قرارات تنفيذية وإلى اجتماعات مشتركة بين السلطتين التنفيذيتين في البلدين ويجب إعطاء نوافذ مضيئة للاجئين السورين في الأردن تشجع على عودتهم إلى وطنهم.
وأشار قربي إلى كتابة محضر أخوي مشترك بين الطرفين يضم النقاط المتفق عليها وبعض النقاط الضبابية التي تحتاج إلى توضيح للوصول إلى علاقات أخوية نموذجية.
وجواباً على طلب الوفد بزيادة ساعات العمل في معبر نصيب بين وزير النقل علي حمود في تصريح خاص لـ«الوطن» أن الوفد السوري الذي اجتمع مع الجانب الأردني كان جاهزاً لوضع ساعات العمل دون وقت محدد ولكن الجانب الأردني هو من طلب بتحديد ساعات العمل ضمن أوقات النهار، مضيفاً: قمت بالتواصل مباشرة مع زملائي المعنيين وزيري الداخلية والمالية، اللذين أبديا استعدادهما لزيادة ساعات العمل ساعتين إضافيتين.
وعن طلب الوفد بعودة الشركة السورية الأردنية للعمل، أوضح حمود أن الشركة خاسرة تاريخياً ومقرها وإدارتها في الأردن، منوهاً بمحاولة وزراء النقل السابقين تشغيل الشركة إلا أن إدارة الشركة ووزارة النقل الأردنية لم توافق.
وتابع حمود اتخذنا قراراً جريئاً بتشغيل 54 سيارة تعود للشركة موجودة في سورية واستبدال لوحاتها بلوحات سورية مؤقتة، وتم منذ تشغيلها تحقيق أرباح وتسديد رواتب العاملين على مدار السنوات السابقة وشراء وتخزين كميات كبيرة من القطع التبديلية والإطارات في مستودعات الشركة وشراء قطعة أرض، في حين أن 150 سيارة تعود للشركة في الأردن ما تزال خاسرة بامتياز وهناك كسر رواتب 14 شهراً، مضيفاً: وكان الحل الأفضل حل الشركة على وضعها الراهن وإيقاف الخسارة ووافقت رئاسة الحكومة في سورية على مقترح وزارة النقل بحلها.
وتابع حمود: رغم ذلك طلبنا من الجانب الأردني توجيه كتاب بطلبهم لإعادة تشغيل الشركة بشكل رسمي ليصار عرضه من قبل الوزارة على رئاسة الحكومة.
وقال حمود: أكدنا على ضرورة قيامهم بدور إيجابي لدى حكومتهم لجهة التعامل بالمثل مع المواطنين السوريين الداخلين إلى الأردن، وتمت الإشارة إلى وجود 500 سيارة سورية في مصر والسودان قامت الأردن بمنعها من العودة إلى الوطن رغم وجود اتفاقية موقعة بين البلدين في العام 1999 تسمح بمرور السيارات ترانزيت عبر البلدين من دون عرقلة لكون سيارات الترانزيت تعبر مع ترفيق من بداية الحدود إلى نهايتها وبالتالي لا تحتاج إلى موافقات أمنية.
وأكد حمود خلال اللقاء أهمية تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات وخاصة في مجال تفعيل حركة النقل والشحن والترانزيت بعد افتتاح معبر نصيب الذي جاء افتتاحه استجابةً لتطلعات ومصالح الشعبين الشقيقين.
وقدم حمود عرضاً حول إستراتيجية عمل وزارة النقل السورية انطلاقاً من الموقع الجغرافي لسورية وأهميته عالمياً وعربياً وبالنسبة للأردن كخاصرة ومنفذ لها للوصول إلى البحر المتوسط، منوهاً بقوة الدولة السورية وتنفيذها لمشاريع في غاية الأهمية في مجال الطرق والسكك والطيران والسفن والموانئ.
وتحدث حمود عن حجم الأضرار الذي تعرضت لها قطاعات النقل المختلفة والذي بلغت نحو 4.5 مليارات دولار، وخاصةً التخريب الذي أصاب الشبكة الطرقية والجسور الحيوية ومنها الطرق المركزية في المنطقة الجنوبية والواصلة إلى الأردن. حيث خسرت سورية 40 بالمئة من شبكة الطرق و70 بالمئة من الشبكة السككية بسبب الحرب.
من جانبهم عبر أعضاء الوفد عن اعتزازهم بالانتصارات التي حققتها سورية على الإرهاب وعودة الحياة الطبيعية إلى معظم المناطق معربين عن ثقتهم بعودة كل الأراضي السورية إلى كنف الدولة بفضل التفاف الشعب السوري حول قيادته وجيشه، مؤكدين أن انتصار سورية انتصار للعروبة والقضايا المصيرية للأمة العربية.
وأكد أعضاء الوفد أن نبض الشارع الأردني كان على الدوام مع الشعب السوري في وجه الحرب الإرهابية التي يتعرض لها لأن سورية هي خط الدفاع الأول عن كل المنطقة العربية، وانتصارها في هذه الحرب سيكون انتصاراً لجميع الدول العربية في وجه المشاريع الغربية التي تستهدف ضرب استقرارها وتفتيتها خدمة لأمن إسرائيل.