الأولى

محادثات في سوتشي بين شويغو وخلوصي آكار لتنفيذ «اتفاق إدلب» … تعديات وخروقات المسلحين تتواصل على أحياء حلب الآمنة

| حلب - خالد زنكلو

بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ورئيس الاستخبارات حقان فيدان لمدينة «سوتشي» الروسية، لبحث ملف المنطقة، كثفت ميليشيات مسلحة موالية لتركيا ومن داخل «المنطقة المنزوعة السلاح» قصفها لمدينة حلب، في وقت استهدفت تنظيمات «إرهابية» مواقع الجيش العربي السوري في ريف حلب الجنوبي، وذلك في تحد واضح لأنقرة التي تسعى إلى التقارب مع موسكو لتسوية أهم ملف عالق بينهما، بعد أن نقضت عهودها مراراً بتنفيذ بنود الاتفاق الذي وقعه الرئيسان الروسي والتركي في «سوتشي» حول المنطقة.
وتجددت ليل أمس الأول خروقات الإرهابيين المتمركزين في جمعية الزهراء والصالات الصناعية شمال غرب المدينة، والذين استهدفوا حيي شارع النيل والزهراء بـ21 قذيفة تسببت بإصابات في صفوف السكان المدنيين، وخلفت أضراراً مادية جسيمة في ممتلكاتهم، ليرد الجيش العربي السوري بمدفعيته ومنصات صواريخه على مصادر إطلاق القذائف.
كما استهدفت المنظمات الإرهابية التي تشكل غرفة عمليات مشتركة باسم «وحرّض المؤمنين» ومن داخل «المنزوعة السلاح»، وبالتزامن مع ميليشيات تركيا، مواقع تمركز الجيش السوري في الحريشة وتل علوش بريف حلب الجنوبي بالأسلحة الثقيلة، ما استدعى رد الجيش وبشكل عنيف على خروقاتهم وللمرة الثانية خلال أسبوع.
مصدر عسكري جدد لـ«الوطن» تأكيده بأن ثقة الجيش العربي السوري بالحليف الروسي كبيرة، في انتظار ما ستؤول إليه مباحثات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره التركي حول التزام أنقرة ببنود «المنزوعة السلاح» ومواصلة ضغوطها، بشكل جدي على ميليشياتها والتنظيمات «الراديكالية» للانسحاب من المنطقة مع سلاحها الثقيل، ووقف تجاوزاتهم بحق المدنيين ومواقع الجيش السوري بعد نفاد المهلة المخصصة لذلك.
ولفت المصدر إلى أن الميليشيات التابعة لتركيا تنسق وبشكل متكرر خروقاتها وهجماتها مع التنظيمات الإرهابية، في حين تتفرج تركيا على المشهد الذي يسبب صداعاً مزمناً لسكان حلب الآمنين.
يأتي ذلك في ظل تواصل الفلتان الأمني والتوتر في المناطق التي تحتلها تركيا، حيث أفادت مواقع إلكترونية معارضة، بأن حظر التجوال فُرض في مدينة جرابلس شمال سورية، حيث يستعد جيش الاحتلال التركي وبعض الفصائل المتحالفة معه لشن حملة أمنية مماثلة لتلك التي شهدتها مدينة عفرين مؤخراً، وأكد النشطاء أن حظر التجوال بدأ مفعول سريانه اعتباراً من صباح أمس، مشيرين إلى الانتشار الكثيف لعناصر «الشرطة العسكرية» في جرابلس.
وشهدت مدينة «عفرين» منذ أيام اشتباكات عنيفة إثر شن القوات التركية وحلفائها، حملة ضد بعض الفصائل المنتمية إلى قوات «غصن الزيتون»، بحجة ارتكابها مخالفات بحق المدنيين.
وخلفت تلك الاشتباكات 32 قتيلاً على الأقل من الطرفين، وانتهت بالتوصل إلى اتفاق تسوية يقضي بانسحاب عناصر «شهداء الشرقية» إلى محافظة إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن