ثقافة وفن

«كويرس موطني الصغير» يوثق بطولات الجيش العربي السوري … د. بثينة شعبان: هذا الفيلم يبرهن أن الإنسان الذي يؤمن بأرضه ووطنه لا يمكن أن يقهره أحد

| وائل العدس

تحت رعاية وزير الدفاع العماد علي أيوب ووزير الثقافة محمد الأحمد، وبمشاركة المؤسسة العامة للسينما واتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية والإدارة السياسية في الجيش العربي السوري، عُرض في قاعة الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون الفيلم الإيراني الوثائقي «كويرس موطني الصغير».
وحضر العرض المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، ونائب وزير الدفاع العماد محمود شوا، ومدير الإدارة السياسية في الجيش والقوات المسلحة اللواء حسن حسن، والسفير الإيراني في دمشق جواد ترك آبادي، ومدير المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي الإيراني وحشد من الإعلاميين والمهتمين.

وروى الفيلم قصة بطولات الجيش العربي السوري في قاعدة كويرس الجوية العسكرية الواقعة شرق مدينة حلب، وتحدث عن قصة 1500 طالب وضابط من الكلية العسكرية الجوية حاصرتهم الجماعات الإرهابية التكفيرية على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة، وبرغم الحصار تمكنوا من إحباط جميع الهجمات ومحاولات الاستيلاء على القاعدة.
واعتمد الفيلم تقديم قصة حقيقية لأحد أبطال الحامية وهو الملازم محمد شاليش الذي كان الراوي لأهم أحداث الفيلم، إلى جانب استضافة ضباط مقاتلين من الحامية تحدثوا عن أحداث وتفاصيل مروا بها خلال سنوات الحصار، وفي الوقت ذاته كنا نشاهد والدة الضابط شاليش وهي تحكي عن أيام انتظارها لعودة ابنها وفك الحصار عنه وعن رفاقه المقاتلين.

نوع مختلف
وألقى مدير المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين كلمة قال فيها: هذا تعاوننا الثاني لهذا العام مع الأشقاء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونحن نطلق العرض الخاص للفيلم الوثائقي الطويل «كويرس موطني الصغير» لمخرجه سعيد صادقي الذي له الكثير من الدلالات والرسائل الإنسانية العظيمة مع أن الفيلم ذو طابع حربي وثائقي بامتياز.
وأضاف: لعل من أهم هذه الدلالات هي الدرجة الكبيرة من التواصل والإخاء والاتحاد والرؤية المشتركة التي وصلنا إليها مع أشقائنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بفعل وضوح الرؤية لطابع هذه الحرب منذ بدايتها لكلا البلدين، فقد أمسى همنا مشتركاً ووجعناً مشتركاً، ونصرنا المؤزر بإذن اللـه مشترك وبات مستقبلنا الموحد في المقاومة والدفاع عن السيادة والاستقلال واضحاً وضوح الشمس، فلم يعد هناك مجال للمتعامين السذّج التشكيك في صدق هذا التآخي وعمق روابطه مع الشقيقة إيران، هذا التآخي الذي بني على أسس إستراتيجية حقيقية قائمة على الاحترام المتبادل والحرص المتبادل على حرية واستقلال كلٍّ من البلدين، هذا التآخي الذي حققه بعمق بصيرته القائد المؤسس حافظ الأسد ورعاه ووطد أواصره سيادة الرئيس بشار الأسد.
وأكد أن «كويرس موطني الصغير» فيلم من نوع مختلف، تمتزج لديك من خلاله كل الأحاسيس مجتمعة بعضها مع بعض من إباء وعزة وغضب وحقد وعنفوان وحزن ورغبة عميقة في الاستمرار بالحياة، مكونة بذلك بوتقة عميقة من العصف الذهني يصل بك الفيلم من خلالها إلى ضرورة حقيقة الصمود، ويرسم لك خريطة واضحة ويلقنك بطريقته بأن الطريق الحقيقي للحياة المجيدة الملأى بالعزة والكرامة يكون فقط بمقاومة الأفكار الرجعية وشخوصها ومشغلي هذه الشخوص ورواسب الرجعية القميئة في المجتمعات كافة، وخصوصاً أن الفيلم يوثق بشكل واقعي تماماً واحدة من حالات الصمود الأسطوري التي حققتها قوة من قوات جيشنا الأبي في واحدة من أكثر المناطق تعقيداً في حكاية هذه الحرب البغيضة التي فرضت علينا، هذا الجيش الذي مهما قلنا فيه وعنه وله فلن نستطيع في يومٍ من الأيام أن نعطيه حقه ونكافئه على فضله على الأمة في ضمان استمرار وجودنا السوري والذي يمثل حقيقة الحفاظ على ماضينا الممتد من عبق قدم جذور الحضارة السورية الضاربة في جذور التاريخ وعمقه».

دروس للأجيال القادمة
وفي تصريح خاص شددت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان على أهمية الفيلم، مشيرة إلى أنه يوثق للأجيال القادمة أهمية الصمود والشعور بالعزة والكرامة والانتماء للأرض والتحالف بين قوة المقاومة في المنطقة.
وأضافت: هذا الفيلم يبرهن أن الإنسان الذي يؤمن بأرضه ووطنه لا يمكن أن يقهره أحد، مؤكدة أنه يجب أن يكون هذا التوثيق دروساً للأجيال القادمة لكي تتعلم من هذه البطولات وتدافع عن الأرض بالتصميم والإرادة ذاتها.

إرادة الصمود والانتصار
بدوره قال نائب وزير الدفاع العماد محمود شوا: يسرني أن أمثل السيد العماد علي أيوب نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع، لافتتاح العمل الفني المتميز الذي يرصد بطولات الجيش العربي السوري بمواجهة الحرب الكونية الشرسة التي تشنها القوة الاستعمارية على سورية والمنطقة، وفي ملامحهم البطولية التي يسطرها كل يوم في معركته ضد الإرهاب الدولي، مؤكداً أن معارك جيشنا الباسل كانت تجسيداً لبطولات وانتصارات نهج المقاومة والصمود في مواجهة المشاريع الاستعمارية والمخططات التقسيمية، وأبطال مطار كويرس نموذج لإرادة الصمود والانتصار التي دامت لأكثر من ٣ سنوات والتي لم تأخذ من عزيمة الرجال الميامين المدافعين عن حصن من حصون العزة والكرامة، وقدموا في سبيل ذلك التضحيات، مقدمين أرواحهم ودماءهم كي لا ينال المعتدون وأدواتهم من تنظيمات إرهابية مآربهم في السيطرة على هذا الصرح الشامخ، ودوّن بالمعجزات التي سطرها انتصاراً مجيداً بالشجاعة والتضحيات والإقدام والبسالة.
وتابع: أشد على أيدي الأصدقاء الإيرانيين وكل من ساهم في إنجاز الفيلم على ما بذلوه من جهد في هذا العمل الفني الرائع الذي يكرس في أذهان الأجيال القادمة صور البطولة ومعنى التضحية والفداء.
ووجه شكره لأبطال جيشنا الباسل المدافعين عن عزة الوطن وكرامته، وخص منهم أبطال مطار كويرس، كما وجه تحية لشعبنا الأبي الذي كان حاضناً لجيشه الباسل والرحمة لشهدائنا الأبرار أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، متمنياً الشفاء العاجل لجرحانا الشجعان، ومؤكداً أننا على يقين بالنصر العاجل والقريب بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.

بادرة خير
وفي كلمته، تمنى مخرج الفيلم سعيد صادقي أن يكون هذا الفيلم بادرة خير للأفلام الوثائقية في المستقبل، مؤكداً أن ما حدث في مطار كويرس هو نموذج عن مقاومة الجيش العربي السوري في جميع الجبهات في سورية، وهو نموذج عن البطولات التي حققها في جميع الأراضي السورية بمواجهة الإرهاب التكفيري الداعشي.
وقال: خلال السنوات السبع من الحرب على سورية، دأبت وسائل الإعلام الغربية وبعض الوسائل العربية على تضليل الجمهور والرأي العام وقدمت حقائق غير واقعية وأخباراً كاذبة عما يجري في سورية بشكل عام.
وأضاف: كما قدم شباب سورية دماءهم وأغلى ما عندهم للدفاع عن وطنهم سورية، فإن مخرجي الأفلام الوثائقية بدورهم حاربوا الإرهاب بطريقتهم الخاص.

صفحة جديدة
يذكر أن مطار كويرس تحرر يوم 11 تشرين الثاني عام 2015، بعد حصار استمر ثلاث سنوات، ليكتب الجيش العربي السوري صفحة جديدة في سجل بطولاته الطويلة، بكسر إرادة المشروع الإرهابي التكفيري في المنطقة.
إن صمود وتضحيات أبطال حامية مطار كويرس وتشبثهم بالمطار لمنع اقتحامه من الإرهابيين كان الأساس والمنطلق والحافز الرئيسي لوحدات الجيش التي خاضت اشتباكات عنيفة على مدى أسابيع حتى وصلت إلى فك الحصار.
وفي المحصلة عودة المطار إلى العمل كان إنجازاً يضاف إلى سلسلة لا تنتهي من انتصارات الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوى المؤازرة خلال حربه على الإرهاب التكفيري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن