سورية

أنقرة تنتقد نشر واشنطن نقاط مراقبة شمال سورية: سيزيد الوضع تعقيداً … اتفاق روسي تركي على استمرار التعاون في إدلب وتل رفعت

| وكالات

بينما اتفقت موسكو وأنقرة، أمس، على «مواصلة العمل بينهما لضمان الاستقرار في مدينتي إدلب وتل رفعت» شمال سورية، انتقدت الأخيرة إعلان واشنطن نصب نقاط مراقبة شمال البلاد لتجنب التوتر بين تركيا والميليشيات الكردية، معتبرة أن ذلك سيزيد الوضع تعقيداً في المنطقة.
وأفادت وكالة «الأناضول» للأنباء، نقلاً عن مصادر في وزارة الدفاع التركية، بأن وزير الدفاع أكار خلوصي ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتفقا خلال اتصال هاتفي على مواصلة العمل المشترك من أجل تحقيق السلام واستمراره في إدلب وتل رفعت.
وذكرت المصادر، أن الوزيرين تباحثا خلال الاتصال في قضايا تتعلق بالأمن الإقليمي، في إطار الاتفاق الموقع في مدينة سوتشي الروسية بين البلدين حول سورية.
وأكدت المصادر، أن الوزيرين حددا التدابير الفنية والتكتيكية الواجب اتخاذها ميدانيا. وكان شويغو بحث مع آكار خلال لقاء جمعهما في مدينة سوتشي الثلاثاء الماضي، مواصلة العمل المشترك بين البلدين حول المنطقة «منزوعة السلاح» في محافظة إدلب وتطور الأوضاع في سورية بشكل عام.
وفي 17 الشهر الماضي تم الإعلان في مدينة سوتشي الروسية عن «اتفاق إدلب» الذي تضمن إنشاء منطقة «منزوعة السلاح» بين مناطق سيطرة الجيش العربي السوري ومناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
ومنح الاتفاق النظام التركي مهلة حتى 10 الشهر الماضي لسحب الإرهابيين والمسلحين السلاح الثقيل من المنطقة «منزوعة السلاح» على أن يلي ذلك انسحاب الإرهابيين من تلك المنطقة حتى موعد الـ15 من الشهر ذاته لتبدأ بعدها دوريات روسية تركية بمراقبة تلك المنطقة، وهو الأمر الذي لم يحصل حتى الآن.
يذكر أن ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية سيطرت على مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي في مطلع 2016.
ويتمركز الآلاف من مسلحي تلك الميليشيا في تل رفعت، إضافة إلى قوة للجيش العربي السوري فيها، وعشرات من أفراد الشرطة العسكرية الروسية.
وفي وقت سابق من يوم أمس، اعتبر أكار في تصريح نقلته «الأناضول» أن قرار واشنطن الأخير نصب نقاط مراقبة شمالي سورية «سيزيد تعقيد الوضع المعقد أصلاً في المنطقة»، مشيراً إلى أن قوات بلاده ستتخذ التدابير اللازمة ضد أي مخاطر أو تهديدات قد تأتي من خارج الحدود.
وأضاف قائلاً: «أبلغنا نظراءنا العسكريين والمدنيين الأميركيين مراراً، انزعاجنا من مسألة إنشاء نقاط مراقبة شمال سورية».
والأربعاء الماضي، أعلن وزير الدفاع الأميركي جميس ماتيس، اعتزام بلاده إقامة نقاط مراقبة في عدة مناطق على طول الحدود الشمالية لسورية، وذلك لتجنب التوتر بين «النظام التركي والميليشيات الكردية المدعومة من تحالف واشنطن»، بحسب قوله.
وأول من أمس، نقلت «الأناضول» عن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قوله: «إن الولايات المتحدة الأميركية، تعقد صفقات مع الإرهابيين حول تقاسم النفط من الآبار الواقعة على الحدود العراقية السورية»، وأضاف: أن أميركا حولت الحدود السورية العراقية إلى «مختبر للإرهاب».
جاءت تصريحات صويلو بالترافق مع تصريحات لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال فيها: «إن على واشنطن تطبيق خريطة الطريق المتفق عليها بين البلدين في مدينة منبج، حتى نهاية العام الحالي».
وتنص «خريطة الطريق» بشأن منبج التركية- الأميركية، المتفق عليها في حزيران الماضي، على انسحاب «وحدات حماية الشعب» من منبج على أن يلي ذلك تولي الاحتلال التركي والأميركي مهمة مراقبة المدينة، وتشكيل ما يسمى «إدارة محلية» فيها.
وكان من المفروض تطبيق الاتفاق بعد 45 يوماً من الاجتماع، لكن المماطلة الأميركية حالات دون ذلك، باستثناء تسيير دوريات مشتركة في شمال منبج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن