سورية

المفتاح اعتبر أن التطبيع مع العدو الإسرائيلي هو استسلام وركوع … ناجي لـ«الوطن»: صمود سورية ومحور المقاومة سيشكل صفعة لكل المطبعين

| مازن جبور

بينما أكد مدير مؤسسة القدس الدولية، خلف المفتاح، أن التطبيع الذي تقوم به دول خليجية مع العدو الإسرائيلي يبين أن هذه الأنظمة تقوم «بدورها الوظيفي المخالف للإرادة الشعبية» مما يعني أنها «ساقطة شرعياً»، اعتبر الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، طلال ناجي، أن صمود سورية وكل محور المقاومة سيشكل صفعة لكل المطبعين.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال ناجي على هامش فعالية الملتقى الوطني والقومي لمناهضة التطبيع ومواجهة مشاريع تصفية الحقوق الفلسطينية، في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق: «تعلمون أن الشعب الفلسطيني هذه الأيام يتعرض لعدوان جديد من قبل العدو الصهيوني حيث تمكن أهلنا في قطاع غزة من إفشال العدوان ومخططاته». ولفت ناجي إلى أن «نتائج هذا العدوان وتداعياته أدت إلى استقالة وزير حرب العدو الصهيوني أفيغدور ليبرمان، وأن الحكومة الصهيونية تعيش الآن في خلافات داخلية جراء هذا الفشل وهي مهددة بإجراء انتخابات مبكرة ونتنياهو يتحسب لنتائج هذه الانتخابات خشية أن يفشل في الحصول على أغلبية مناسبة لتشكيل الحكومة وهذا دليل على صمود الفلسطينيين وصمود محور المقاومة ونهج المقاومة».
وأضاف: «نعتز بأننا جزء من محور المقاومة الذي أثبت ويثبت يوما بعد يوم رغم تكالب كل قوى الامبريالية العالمية وأتباعها عليه، أنه قوي وصامد وأهم أسباب قوته امتلاكه وتمسكه بإرادة المقاومة إرادة الصمود والتحدي».
ورأى ناجي، أن سورية ثبتت بصمود جيشها وقائدها الرئيس بشار الأسد الذي صمد بوجه المؤامرة على سورية ثماني سنوات ونجح بدحرها وتحرير معظم أراضي سورية.
وقال: إن «أي نصر في سورية أو لبنان أو فلسطين أو غيرها هو نصر لنا جميعا فنحن محور واحد هو محور المقاومة».
وحول التطبيع القائم بين عدد من دول الخليج وكيان الاحتلال، قال ناجي: إن التطبيع الذي كان يجري تحت الطاولة أصبح يجري فوق الطاولة، ومن المهم أن يعلم العالم كله حقيقة أن هذه الدول تقيم علاقات مع كيان الاحتلال الذي يغتصب فلسطين وينكل بالشعب الفلسطيني وتهديده عدداً من الدول والشعوب العربية وأطماعه بثرواتها.
وأعرب عن اعتقاده، بأن صمود فلسطين وسورية والعراق ولبنان وغيرها من البلدان العربية سيشكل صفعة لكل المطبعين ولكل من يقيم علاقات مع الكيان الصهيوني ويطبع معه ضاربا عرض الحائط بالعذابات والظلم التي يتعرض له شعب فلسطين. وأضاف: صمود سورية وانتصارها هو انتصار لفلسطين كما أن انتصار غزة هو انتصار لسورية، كذلك فإن انتصار أي طرف في محور المقاومة هو انتصار لكل المحور».
وتابع: نحن في محور المقاومة صامدون وسنستمر بتصدينا للمخططات الامبريالية التي تستهدفنا جميعاً، ونحن في دفاعنا في هذا المحور وتصدينا للمؤامرة الامبريالية التي تعرضت لها سورية ومحور المقاومة ندافع عن العرب جميعا ونحميهم جميعا وانتصارنا يقطع الطريق على المخططات التي تستهدف هؤلاء العرب الغافلين».
بدوره، وفي كلمة له خلال الفعالية التي أقامتها «اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني» و «مؤسسة القدس الدولية – فرع سورية» وفصائل المقاومة الفلسطينية، قال المفتاح: إن العداء متشكل في الوعي الجمعي للصهاينة تجاه أبناء هذه الأمة، وحتى لو أراد المطبعون أن يوصفوا الحالة على أنها تطبيع فإن الأمر مختلف بالنسبة للصهاينة، فالصراع ذو وجهين، الصهيوني ينظر إلينا كأعداء ونحن بالمقابل يجب أن ننظر إليه كعدو.
وأضاف: التطبيع كلمة مدسوسة في الخطاب لكي تعطي انطباعاً أن الأمر طبيعي ويجب أن يعود إلى وضعه، إلا أن التطبيع يكون بين دولتين بينهما علاقات شهدت توتراً والتطبيع يعيدها إلى وضعها الطبيعي مثل التطبيع بين العراق وإيران، أما التطبيع مع «إسرائيل» هو تطبيع مع العدو والطبيعي مع العدو هو القتال، وإلا فإن التطبيع هو استسلام وركوع.
ولفت المفتاح إلى أن دس هذه المصطلحات ومحاولة إخراج مفردات أخرى من الخطاب السياسي مثل الاستعمار والرجعية وغيرها وزرع مفردات جديدة مكانها، كل ذلك بهدف تشكيل وعي جديد.
وبين أن العداء لـ«إسرائيل» متشكل من سلوك الآخر أي كيان الاحتلال الذي يقوم بالقتل واستلاب الأرض والحقوق وليس العداء لـ«إسرائيل» قائم بفعل طبيعي.
واعتبر مدير عام «مؤسسة القدس الدولية»، أن «التطبيع ليس قراراً سياسياً وإنما هو إرادة شعبية، وأن الورقة الفلسطينية ليست ورقة للمساومة وليست بيد سياسي وإنما بيد إرادة شعبية والدليل ما يجري اليوم في غزة والجولان، وبالتالي أي حاكم أو سياسي يحاول أن يلعب على هذه الورقة سيفقد شرعيته الشعبية، ولذلك العبث بها والمساومة عليها هي عبارة عن حبل المشنقة الذي سيلتف على رقبة هذا الحاكم أو السياسي».
وأضاف: ما يجري اليوم في دول الخليج واضح في هذا الاتجاه، فمحاولات كسر الحاجز مع العدو وإقامة العلاقات معه يبين أن هذه الأنظمة تقوم بدورها الوظيفي المخالف للإرادة الشعبية مما يعني أن هذه الأنظمة معزولة شعبياً وبالتالي ساقطة شرعياً».
وشدد المفتاح، أنه مما سبق تتأتى أهمية «وجود خطاب عابر للحدود يقوم بتوصيف حالة التطبيع ويشكل رافعاً ومانعاً من أي خطوات في هذا الاتجاه».
وقال: «لا نريد أن نعيد خطاباتنا ونكرر بكائيات من قبيل أن نبكي على بلفور وسايكس بيكو وهرتزل وغيرها دون أن نركب موقفاً واضحاً مما يجري اليوم في المنطقة وعلى الساحة من صمود رائع لسورية لجيشها وشعبها وقائدها، بل يجب أن نكرس الإمكانيات وان ننتج الخطاب القادر على التأثير في الشارع والذي تعقبه ممارسة قابل للانتشار والنمو».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن