سورية

في اليوم الأول لـ«أستانا 11».. وفد دمشق التقى المضيف ووفدي روسيا وإيران.. ومساع لاستقطاب لبنان والإمارات والعراق كمراقبين … لافرنتييف: سيتم توسيع القضاء على الإرهابيين بين شرق الفرات والحدود العراقية

| الوطن - وكالات

انطلقت أمس في العاصمة الكازاخية الجولة الحادية عشرة من اجتماعات أستانا المتعلقة بالأزمة السورية، بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية، وسط تأكيد الوفد الروسي أن العملية العسكرية في سورية سيجري توسيعها للقضاء على الإرهابيين بين شرق نهر الفرات والحدود العراقية.
واستهل وفد الجمهورية الذي يترأسه مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري لقاءاته في اليوم الأول بلقاء مع وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف وجرى خلاله التشاور حول سبل إنجاح هذا الاجتماع.
كما عقد وفد الجمهورية لقاء آخر مع الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سورية رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرنتييف، وتم خلال اللقاء تبادل للآراء حول جدول أعمال اجتماع أستانا الحالي واستمرار التنسيق بين البلدين في مكافحة الإرهاب، وتطبيق اتفاقات أستانا ذات الصلة ولاسيما المتعلقة باتفاق خفض التصعيد في إدلب.
وجرى التطرق إلى الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مدينة حلب بالأسلحة الكيميائية من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة الموجودة في إدلب، وضرورة الضغط على الجهات الداعمة لهذه المجموعات لوقف مثل هذا التصعيد الخطير.
وكان وفد الجمهورية برئاسة الجعفري التقى مساء أول من أمس الوفد الإيراني برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصارى، حيث تناول اللقاء التشاور والتنسيق حول موضوعات اجتماع أستانا الحالي.
وفي وقت سابق من يوم أمس، نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن رئيس قسم آسيا وإفريقيا في وزارة خارجية كازاخستان حيدر بك توماتوف: أن جميع المشاركين في هذه الجولة وصلوا إلى العاصمة الكازاخية، مشيراً إلى وصول وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا ومراقبون عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
من جهتها، نقلت وكالة «إنترفاكس – كازاخستان» عن مصدر في الوفد الروسي مطلع على سير الاجتماعات التي تستمر يومين قوله: «نريد استقطاب مراقبين جدد للمشاركة في المحادثات. أهم شيء بالنسبة لسورية اليوم هو إعادة إعمارها، ونريد أن ندعو لبنان الذي يوجد فيه عدد كبير من اللاجئين السوريين والعراق والإمارات، أي الدول القادرة على تقديم المساعدة».
وأضاف المصدر: «نريد إتمام تبادل 50 شخصاً (موقوفين ومخطوفين) من كل طرف (الحكومة السورية والميليشيات)، وسنحاول تحقيق ذلك قبل نهاية العام الجاري».
بدوره، وفي حديث للصحفيين قبيل انطلاق الاجتماعات، قال لافرنتييف: «سيبحث المشاركون ثلاث قضايا رئيسية هي: تشكيل اللجنة الدستورية، ووضع اللاجئين، وإدلب»، وأضاف وفقاً لموقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «آخر المعلومات تشير إلى نجاح العملية العسكرية في القضاء على الإرهابيين في محافظة السويداء، وسيتم توسيع العملية العسكرية للقضاء على المجموعات الإرهابية في المنطقة بين شرق الفرات والحدود العراقية السورية».
وفيما يتعلق بتطورات تشكيل «اللجنة الدستورية» نقلت «إنترفاكس» عن مصدر في الوفد الروسي قوله: إن «عملية تشكيل «اللجنة الدستورية» تتم بصعوبة من كلا الجانبين. ولا نريد الاستعجال في هذا الأمر، وسنسعى لإقرار قائمة أعضاء «اللجنة الدستورية» مع حلول نهاية العام الجاري».
وأضاف: «لقد تمت الموافقة على 75 بالمئة من قائمة الأعضاء، ويتعين علينا حالياً الموافقة على 15 أو 16 مرشحاً لعضوية اللجنة من ممثلي المجتمع المدني»، على حين أكد المتحدث الإعلامي لوفد الميليشيات أيمن العاسمي في تصريحات تلفزيونية أنه «لن تكون هناك «لجنة دستورية» خلال فترة ولاية دي ميستورا» التي تنتهي مع نهاية العام الجاري.
تجدر الإشارة إلى أن دمشق كانت في غاية الوضوح حين أكدت لدي ميستورا خلال زيارته الأخيرة أنه لن يسمح لأحد بالتدخل في مسألة الدستور، وأن لائحة الأشخاص الممثلين للمجتمع المدني التي تقدم بها مرفوضة من حيث المبدأ، حيث لا يحق له أو للأمم المتحدة التدخل في التسميات والاختيار.
وفي ختام اجتماعات الأمس نقلت «روسيا اليوم» عن لافرنتييف أن إقامة المنطقة «المنزوعة السلاح» في إدلب تحتاج إلى وقت إضافي، مؤكداً استعداد موسكو لمساعدة المعارضة في تطهيرها من «النصرة».
وقال رئيس الوفد الروسي: «إن المجتمعين أكدوا استقرار الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، بما فيها جنوب البلاد على الحدود مع العراق».
وأضاف: «نأمل في أن تتمكن الفصائل (الميليشيات) المسلحة للمعارضة السورية المعتدلة من ضبط الوضع في هذه المنطقة المضطربة بأنفسها، وإذا اقتضت الضرورة، فإننا مستعدون لتقديم مساعدتنا، بما في ذلك مع إشراك القوات الحكومية».
وأشار لافرنتييف إلى وجود أكثر من 15 ألف مسلح من «النصرة» في إدلب، مؤكداً أن محاربة «النصرة» وغيرها من التشكيلات الإرهابية ستتواصل حتى القضاء التام عليها.
ومن المتوقع أن تختتم جولة محادثات أستانا اليوم بجلسة عامة يتم فيها إعلان البيان الختامي لرعاة المحادثات «روسيا وإيران وتركيا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن