ثقافة وفن

دراسة منهجية مقارنة بين ابن مالك وأبي حيان

| سارة سلامة

صدر عن دار البشائر كتاب بعنوان شرح التسهيل بين ابن مالك وأبي حيان وهو دراسة منهجية مقارنة، للدكتور خلدون حسن مروة، والكتاب مستطرف في بابه، مستظرف في إهابه، تكمن أهميته في أنه دراسة علمية منهجية، تقوم على الموازنة بين الشرحين: شرح التسهيل لابن مالك، والتذييل والتكميل لأبي حيان، وعملت هذه الدراسة على تقديم عصارة فكر الرجلين وزبدة آرائهما، فهما صاحبا نظرات في النحو والصرف ومسائلهما.
وحسب هذا الكتاب أنه سينشر آراءهما مجدداً، وسيطرق الأسماع بأسماء كتب عفا على بعضها الزمن، وضاعت فيما ضاع من تراثنا، وفي تقديم الكتاب قال الكاتب: «إن الله منّ علي من عنده، إذ جعلني واحداً من خدمة (مغني اللبيب لابن هشام)، وشروحه، إذ كنت واحداً من ثلة من طلاب جامعة دمشق الذين أوكل إليهم تحقيق شرح مغني اللبيب الموسوم بـ(منتهى أمل الأريب من الكلام على مغني اللبيب) للشهاب أحمد بن محمد الملّا الحصكفي المعروف بابن الملا، المتوفى سنة (1003هـ)، وكان من نصيبي تحقيق الجزء الرابع وفق تقسيم جامعة دمشق للنسخة الخطية التي تشتمل على: الباب الثاني: في تفسير الجملة وذكر أقسامها وأحكامها، الباب الثالث: في ذكر أحكام ما يشبه الجملة، الباب الرابع: في ذكر أحكام يكثر دورها بين المعربين.
وفي أثناء عملي وقفت على ظاهرة الشروح عامة، وشروح التسهيل لابن مالك خاصة، حيث كان التسهيل وشروحه من مصادر ابن الملا، ولشد ما اعتمدت على الأصل وشرحه للمصنف، ومن ثم «التذييل والتكميل» لأبي حيان فعملت على إعداد بحث بعنوان: (شرح التسهيل.. بين ابن مالك وأبي حيان- دراسة منهجية مقارنة).
وتكمن أهمية ما قمت به أنني قدمت دراسة علمية منهجية، تقوم على المقارنة بين الشرحين، ومن خلال ذلك قدمت عصارة فكر الرجلين، وزبدة آرائهما.
وكم كنت أتمنى لو وسّعت دائرة بحثي لتشتمل على الشروح الأخرى، كـ(شرح الدماميني) و(ابن عقيل)، و(ناظر الجيش)، و(المرادي)، و(السمين الحلبي) و(الدلائي)، غير أن ذلك يستغرق شطراً من الدهر، ووقر بعير من القرطاس. وهو ما لا يسمح به منهج البحث، ومن أجل الإيجاز، وكي أقدم من الزهر باقة، ومن البحر قطرة، قصرت بحثي على هذين الشرحين، وجعلته مشتملاً على: مقدمة وتمهيد، وخمسة فصول، وخاتمة، ثم أتبعت ذلك بفهارس فنية توضح البحث وتنشره من دون أن تقيده وتثقله.
وبذلت ما فيه الوسع والطاقة، ولكنني مع ذلك لا أدعي لهذا العمل بلوغ المستوى المأمول، فمن وقع فيه على ما يروقه فقد وقع على ما أتمنى، ومن وجد غير ذلك فرحم الله من سد الخلل، وتجاوز عن الزلل، وأهدى إليّ عيوبي، فأنا أحق الناس بتبصرها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن