ثقافة وفن

«شوارع الشام العتيقة» مسلسل شامي من حيث الشكل … رشيد عساف لـ«الوطـن»: الجمهور محق بأنه وصل إلى التخمة من مسلسلات البيئة الشامية والبعض يزايد بتأريخها

| سوسن صيداوي

شوارع الشام العتيقة، فيها من التفاصيل، ما زالت تحمل الذكريات حتى اللحظة، الحيوات التي شهدتها الحواري والبيوت، الهمسات والضحكات، الأفراح والأتراح، الأطفال واحتفالاتهم بصخب لعباتهم المشاكسة، الشباب بالمغامرات، النساء بالحقوق والواجبات، الأوطان في مواجهة الاستعمار، كلّها لم تمرّ مرور الكرام، بل هي حاضرة كتجارب إنسانية متكررة عبر الأزمان والفصول والتواقيت، لكونها حتوتات لجدات روتها وسنرويها للأبناء، كل ما ذكر من صور يجمعها لنا مسلسل البيئة الشامية «شوارع الشام العتيقة» ضمن ثلاثين حلقة كتبها الممثل علاء عساف وأخرجها غزوان قهوجي، من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني ضمن مشروع (خبز الحياة) وبإشراف عام للمخرج زياد جريس الريس، من بطولة: رشيد عسّاف وصباح الجزائري وفاديا خطاب وعلاء عساف ,مرح جبر وولاء عزّام وجوان خضر وعاصم حواط وكفاح الخوص وآخرين.
أحداث المسلسل تمضي ضمن حبكة قصصية إنسانية بامتياز، والنهاية ستكون شكسبيرية مسرحية، ما يميّز المسلسل -بحسب العاملين فيه- بأنه غير استعراضي، لا صراخ فيه، ولا ثرثرات، قريب من البيئة الشامية من حيث الشكل فقط، على حين المضمون يصور حياة واقعية لزمن قامت بتأريخ بعض تفاصيله شوارع الشام العتيقة.
«الوطـن» ذهبت إلى موقع التصوير في اليوم الأخير لتصوير مشاهد الفنان رشيد عساف، والتقته مع مؤلف المسلسل ومخرجه.. وحول المسلسل إليكم المزيد من التفاصيل. ‏

وقفة مع رشيد عساف

في بداية حدثينا مع النجم القدير رشيد عساف أشار إلى أن اسم المسلسل «شوارع الشام العتيقة» يلمس قلبه بشكل كبير ويؤثر فيه، لكونه تربى ونشأ في شوارع القيميرية، وحول هذا الارتباط العاطفي بالشوارع الدمشقية عبّر قائلاً أنا أشبه شوارع الشام العتيقة، وأحملها في قلبي وذاكرتي على الدوام، فتفاصيلها حاضرة حتى اللحظة وذاكرتي نشطة بكل مكنونات حارتي القيمرية القديمة، وهذا الارتباط العاطفي يبدو واضحاً عندما أقدم أعمالا دمشقية، تجسّد فترة معينة أو يكون لها علاقة بطفولتي أو ما قبل، وعمقه سيظهر أيضاً للجمهور من خلال المسلسل الحالي.
وعن دوره في المسلسل تابع: أنا أؤدي في العمل شخصية «أبو عرب» التي تعيش الكثير من الصراعات والمواجهات سواء على صعيد الأسرة أو خارجها، وحاولنا في المسلسل أن نكون منطقيين جداً بالطرح، فالكاتب علاء عساف قدم نوعا من الخلطة التي تجمع بين البيئة الشامية، وبين عمل بيئة شبه روائي، فهناك تركيز كبير على الحكاية الإنسانية الموجودة، وهي محصورة بأسرة«أبو عرب»، وسيكون هناك تطور درامي للشخوص، مع تجلي البعد الإنساني الداخلي النفسي، وصراع الخير والشر داخل الشخص نفسه.
أما بالنسبة إلى تراجع حماسة المشاهد نحو مسلسلات البيئة الشامية، لما يراه البعض فيها من إساءة للواقع عبر نشر وتصوير أمور وعادات مغلوطة بعيدة عن الواقع المعاش والتاريخ الماضي للمدينة، فكان هنا للفنان رشيد الرأي التالي «اعتدنا خلال مسلسلات البيئة الشامية الضرب واستخدام الخناجر وإثارة الصراعات، على حين في «شوارع الشام العتيقة» استخدمنا الحالة – فقط- كي تشدّ المشاهد للفرجة مع التركيز على حكايا إنسانية، وما سيلاحظه المشاهد بأنه لن يتابع الثرثرات، ولن يكون هناك استقبالات للنساء أو تجسيد لما قُدم بالسابق، وحتى أدوار السيدات محدودة، بل أجواء الحارة الدمشقية موجودة ولكنها ليست فلكلورية استعراضية مجانية، بينما الأجواء موظفة بشكل صحيح، هذا إضافة إلى أنني أحب أن أركز على نقطة مهمة هي أن الجمهور محق في أن يشعر أنه وصل إلى التخمة من مسلسلات البيئة الشامية، فهذا بسبب الأعمال الشامية التي قدمت بطريقة أحب أن أعبر عنها بكلمة «فلت» من دون ضوابط أو حدود، هذا ومن جهة أخرى البعض يزايد ويقول إن مسلسلات البيئة الشامية هي تأريخ، طبعاً هذا كلام خاطئ لأن أهم الأعمال المؤرخة للشام كانت: مسلسل حمام القيشاني إخراج هاني الروماني والنص للكاتب دياب عيد، أو مثلا مسلسل «أبو كامل» وهو من إخراج علاء الدين كوكش وقصة د. فؤاد شربجي حيث كان الكاتب ذكياً جداً بالطرح، بدليل أنه في الجزء الثاني جسد الفترة التي كانت تحت حكم المديرين في زمن الاستعمار الفرنسي، وأنا بصراحة أتمنى العودة لتوثيقيات كهذه مع وجود دراما حقيقية، وأصرّ على أن مسلسلات البيئة الشامية التي أتت بعد هذه المسلسلات هي مسلسلات شامية فولوكلورية. على حين في مسلسل «شوارع الشام العتيقة» نحن نجسد حكاية ضمن الإطار الذي أحبه الجمهور العربي الذي يعتبر هذه النوعية من الأعمال وجبة خفيفة في رمضان.
وعن تقييمه واقتناعه بسيناريو المسلسل لأن كاتبه شاب في أول تجاربه، أوضح عساف بصراحة: أنا فوجئت بأن علاء كتب نص المسلسل، لا يمكنني أن أمدح النص وأنا بعيد تماماً عن تقييم الكاتب، بل أترك الأمر من حيث التقييم للجمهور، ولكن ما يجب أن أذكره هنا، أنني بأمانة عندما قرأت النص اقتنعت وأحببت دور «أبو عرب»، وأتمنى أن ينال المسلسل رضا الجمهور واستحسانه، فهو المقيّم الحقيقي للعمل كله.
وبالنسبة للإنتاج والتعاون مع المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني أكد وقوفه إلى جانب مشروع خبز الحياة والمؤسسة بالعموم لأنه ابن المؤسسة والتلفزيون، مضيفاً: مشروع خبز الحياة قائم، ومسلسل شوارع الشام العتيقة ضمن ميزانية المشروع وخططها، ولكننا لم نر النتائج بعد، وبصراحة أنا ضد تسمية المشروع بـ«خبز الحياة» وكأننا نخرج من سنوات عجاف، بل ما أحب أن أتمسك به بقوة فكرة أن الشعب السوري صمد، والشعب السوري ليس بفقير الحال، صحيح أن الأزمة سبّبت الفقر الشديد، بعد أن كنا في مرحلة من الاكتفاء، إلا أننا حتى اللحظة نمتلك الفكر والوعي. أما على صعيد أجور المؤسسة فهناك وعد من خلال دعوات للحكومة بإقرار تعرفة جديدة للأجور، لكونها لا تتناسب مع متطلبات الحياة. وصحيح أن انضمامنا لمشروع خبز الحياة فيه من المغامرة التي لم يقدم عليها الكثيرون من الفنانين، إلا أننا بهذا القرار نحن ندعم المؤسسة فهي مؤسستنا، وبالنهاية التلفزيون العربي السوري هو لكل الفنانين، وأنا شخصيا أدين للتلفزيون بكل امتنان، لأنه سبب شهرتي ونجوميتي وظهوري وانتشاري في الوطن العربي، وبصدق فإنه لو طُلب مني أن أعمل مع المؤسسة مجانا، فلن أتردد، وكلامي هذا من محبتي وامتناني، وهذا موقفي الذي لم ولن يتبدل، ويكفي هنا أن أذّكر بأننا عندما بدأنا بالعمل بالتلفزيون، كان مشروعنا ثقافيا وفكريا، وأتمنى من خلال المؤسسة أن يترسخ هذا المشروع بشكل أكبر.
وفي ختام حديثنا صرح لنا الفنان القدير رشيد عساف بأنه بصدد الانتهاء من تصوير الفيلم السينمائي «خورفكان» في دبي مشيراً إلى أنّ الفيلم يرصد فترة تاريخية مهمة جداً في حياة الإمارات، «وأنا سعيد جداً بمشاركتي في أن نعيد كتابة هذا التاريخ. وفي الحادي عشر من الشهر الحالي سأكون في تونس كي نتابع تصوير المسلسل التاريخي «سيرة الدم» الذي يصور فترة مهمة في حياة الأمة العربية وهو من تأليف الكاتب المصري محمد سليمان عبد الملك، وإخراج البريطاني بيتر ويبر، ودوري هو سلطان المماليك قانصوه الغوري وهو من أهم الأدوار بالعمل والعمل بشكل عام مهم جداً.

رؤية المخرج غزوان قهوجي

في لقائنا مخرج المسلسل غزوان قهوجي حدثنا بأن هناك شبهاً واضحاً بين مسلسل «شوارع الشام العتيقة» مع مسلسلات البيئة الشامية فقط من حيث الشكل، مؤكداً أنه سيكون هناك اختلاف واضح من حيث المضمون، فيقول: «في الحقيقة على مستوى الشكل ما يزال الديكور يظهر الشام بشكلها كما كل أعمال البيئة الشامية، ولكن ما نسعى أن نكون مختلفين به هو المضمون، فالأخير نركز عليه من خلال شخوص دمشق العتيقة، هي شخصيات عاشت في شوارع الشام، وهي ليست خيالية ولا خارقة، بل على العكس تماما، إنها شخصيات بسيطة، من لحم ودم، وبعيدة عن أي استعراض صوتي أو ثرثرة نساء. هي شخصيات عاشت الحب، شعرت بالحزن وجرّبت وذاقت مرارة الغدر، وقاومت المستعمر، وتحدّت وأحياناً انهزمت. إذا الشخوص إنسانية بالدرجة الأولى. والحتوتة هي حتوتة جدّاتنا بإطار توثيقي إلى حد ما، لأننا نسرد أحداثا جرت بزمن1920/1922، ولكن ما سيميّز العمل بأن الحتوتة تحمل إسقاطات على وضعنا الراهن والمعاصر لعامي2018/ 2019».
من جانبه الكاتب علاء عساف أشار إلى علاقة الصداقة التي تربطه بالمخرج قهوجي، الأمر الذي جعل التعاون بينهما مرنا سواء من حيث تقديم الملاحظات حول النص أو في أمور الأداء التمثيلي، ما انعكس أيضاً على التعامل في كل التفاصيل الأخرى لكون المسلسل في النهاية يقوم على مبدأ الشراكة والمحبة، وحول هذا عقب المخرج قائلاً: «عندما عُرض عليّ النص كان مكتوبا، ولكن التقينا في عدة جلسات نقاش سواء مع الجهة المنتجة أو الأبطال والكاتب، والأمر الجميل بأننا جميعنا كنا متفقين على العمل كشركاء وهذا هو أسلوبنا المتبع بالإنجاز، وبقيت استشير الجميع من أول يوم تصوير حتى اللحظة، وبالمقابل أقدم الرؤية التي أراها مع احترام رؤية الكاتب والأبطال، وفي النهاية كلّنا نسعى لأن نقدم عملاً لا يتم «فزلكته» إخراجياً، بل أن يكون المسلسل بسيطا وقريبا من قلوب الناس».
هذا وشدد المخرج غزوان على أن مشروع خبز الحياة هو مشروع منصف لأنه أعاد المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني إلى أبنائها، وأعاد أبناءها من الفنانين والفنيين إليها، متابعاً وبالنسبة للميزانيات فالمشروع أمّن الميزانيات الواقعية، لا الميزانيات الخرافية -في المؤسسات الخاصة- التي كانت تُكتب على الورق وتُوهم بأنها وظّفت في الأعمال، فيمكنني القول: إن القرش المناسب يصرف في المكان المناسب. الميزانية المطروحة للمسلسل أنصفتني، وأنا أؤكد أن المؤسسة هي المكان الطبيعي لوجودنا بعد أن كانت حلماً، بل أصبحت متاحة للجميع، وليس هذا فقط بل إن المسلسل يتم تصويره في الوقت الحالي في الشتاء وضمن ظروف طقسية متبدلة باستمرار، هنا أريد أن ألفت النظر، بأن المؤسسة أمّنت لي في العمل كوادر فنية عالية جداً من تقنيين وفنيين، فتمكنا من تجاوز هذه الظروف وتطويعها حيث تخدمنا والانتقال عبر المشاهد الداخلية والخارجية بشكل سريع ومتقن من خلال تقديم الصورة الجميلة».
وأخيراً أثناء حضورنا صادفنا مشاهد تخللتها تصميم معركة واقتتال، وعن نجاح المشاهد أجابنا المخرج «نواجه في سورية ضعفاً في الغرافيك، لهذا يكون في المشاهد التي فيها اقتتال ومعارك، ضعف في إقناع المشاهد، ولكن ما ساعدنا بأننا قدمنا المعركة كحدث، عبر إيحاءات واشتباكات مع الشخصيات، وفي النهاية مهما كان إنتاجنا ضخماً فسنتعرض لمطبات مقارنة بالإنتاجات العالمية بحكم ضعف الغرافيك في سورية».

الكاتب علاء عساف

من التمثيل توجّه مقدِماً ومرّكزاً على الكتابة. كلاهما يتطلب جهدا وقدراً كبيراً من حضور الإبداع، وعن أسباب هذا الالتفاف يخبرنا كاتب مسلسل شوارع الشام العتيقة علاء عساف: «في الحقيقة إن ما دفعني نحو الكتابة، هو شعوري بالغيرة على الدراما السورية، ففي الأعوام السابقة شهدنا ما لا يليق بما نحمل من قيم وأفكار ومفاهيم، وكانت النتائج لا تتناسب أبدا مع ما يتم تقديمه مقارنة بالطاقات الموجودة، إضافة إلى أن الكتّاب الحقيقيين مغيبون تماما عن الساحة رغم حضور الدخلاء بكتاباتهم البعيدة عن القواعد المعروفة، فانطلاقا من كل تلك الأسباب قمت بكتابة سيناريو مسلسل «شوارع الشام العتيقة» في محاولة كي أقدّم شيئاً مميزاً وقريباً من الجمهور وفي النهاية لكسب رضاهم».
أما بالنسبة للإشكاليات التي تقع بها مسلسلات البيئة الشامية فقد تابع عساف موضحاً أنا لا أفضل أن أسميها «بيئة شامية»، بل أفضل أن أسميها «بيئة دمشقية» كي أبتعد عمّا قُدّم ويقدم وفيه الكثير من المغلوطات والأمور البعيدة عن الواقع الحقيقي للشام، لهذا حاولت- في شوارع الشام العتيقة- أن أكون حقيقيا وواقعيا بتفاصيل الحياة الدمشقية، وقريباً من الإنسانية الكامنة بدواخلنا، بعيداً عما تمّ عرضه من تصوير خاطئ سواء من حيث عدم التقدير للمرأة السورية بالعموم والشامية بالخصوص، من خلال تجسيد أدوار ونشر قصص وروايات وتصدير أفكار فيها الكثير من الانتقاص لحقوق المرأة بطريقة مرعبة، واكتفيت أن أبيّن في المسلسل أنموذجاً حقيقياً للمرأة، نموذجاً يبحث عن الحق سواء في العيش أم في التعلّم، أو في التمرد والصراخ، واجتهدت كي أصور حقيقة المرأة ككائن بشري له حقوق، ويجب أن يكون بعيداً ومحمياً عن قمع الرجل وسلطته، وكنت استشهدت خلال الأحداث بنازك العابد، التي حاربت جنبا إلى جنب مع يوسف العظمة ومُنحت رتبة مثلها مثل أي رجل حاربت إلى جانبه. إذاً ما نسعى إلى تقديمه هو حالة جديدة للمرأة وحالة جديدة لدمشق غير ما قدم من قبل. وأحب أن أضيف هنا إن صفة «الأبضاي» موجودة في المسلسل ولكن جُسدت بطريقة مختلفة عما قدّم، حيث يظهر «الأبضاي» بواقعه كونه يمثل مهنة، مثله مثل المختار والعطوراتي… إلخ، ويقدم خدماته للمجتمع المحيط به».
وفي سؤالنا عن تأريخ المسلسل لحقبة زمنية معينة مرّت بدمشق، أجاب: «المسلسل ليس حمام القيشاني، وبالمقابل ليس فنتازيا بعيدة عن الواقع، بل فيه حتوتة افتراضية من زمن واقعي، عبر التطرق إلى بعض الأحداث التاريخية التي مرّت، ولا يمكن تجاهلها أو إنكارها على الإطلاق، مثلاً: في آخر المسلسل أذكر أن بعض الجماعات الشاغورية بقيادة حسن الخراط قامت بالهجوم على قصر العظم، وقام المندوب السامي «ساراي» بدك دمشق بالمدفعية، ما أدى لإحراق أكثر من ستمئة بيت. عدا أنني سلّطت الضوء على الروايات التي كانت قد نشرت في ذلك الوقت، وأيضاً طرق التعذيب التي كان يستخدمها الاستعمار الفرنسي».
أما بالنسبة لاستقطاب المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني للشباب، وحول أهمية مشروع خبز الحياة، عبر علاء عساف عن سعادته لاختيار المؤسسة لنصه، معتبرا المشروع منصفا للشباب، وقال: «مشروع خبز الحياة منصف، لانتقاء المؤسسة لنصوص جديدة، ولمنحها الشباب فرصا، بالتوافق طبعا مع معايير المؤسسة، في النهاية المشروع جيد لكونه يدعم الفكر الجديد».
وعن مشاريعه الجديدة في الكتابة يضيف: «في الوقت الحالي أقوم بكتابة مسلسل تدور أحداثه في عام2019، العمل عصري وبعيد تماما عن الأزمة، ولن يتطرق إليها إلا من ناحية مخلّفاتها النفسية المشوّهة، بمعنى كلّنا اليوم بقايا أرواح ومخلفات أزمة، إذاً نحن نحاول أن نعالج هذه الصورة وأن نضع يدنا على الجرح، من خلال إصلاح النفوس عبر التوعية المطلوبة والضرورية في ظل وجهات نظر متناقضة لشباب ما بعد الأزمة».
تجدر الإشارة إلى مشاركة كاتب المسلسل- في المسلسل نفسه- بصفته ممثلاً، بتجسيد شخصية «فارس» ابن الزعيم «أبو عرب»، الشاب منطقي، وله فكر معين ويحاول أن يوصله بطريقة ما، كما تحيط به المؤامرات التي تحاول أن تحيّده عن طريقه الأساسي، فيتوجه من الأمل إلى الألم، وتابع: «أنا أجسد دوراً رئيسياً في المسلسل والتمثيل له مكانته الخاصة في قلبي، وشخصية فارس تمثل شاباً شامياً «أبضاي»، شهماً وخلوقاً، متعلماً ومنصفاً للمرأة». وحول التجربة والوقوف أمام القدير الفنان رشيد عساف ختم علاء عساف: «ليس بالأمر السهل الوقوف أمام القامات الفنية القديرة، فكيف إذا كانت القامة للفنان رشيد عساف؟ للأمانة والصدق شعرت بداية بالرهبة والخوف، إلا أن الفنان عساف بخبرته امتص الهالة التي نراها حواليه، باحتوائه لنا جميعاً وبالتعامل معنا بعيداً عن أي حواجز، ما منحنا طاقة وأريحية بالتعامل مع الكاميرا. لقد منحنا من خبرته، فكانت التجربة بالنسبة لي داعمة جداً وملّكتني حافزاً على التقدم نحو الأمام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن