سورية

دو شاريت: آن الأوان لكي تعود فرنسا إلى سورية ومفيد إعادة فتح سفارتها في دمشق

| الوطن

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، هيرفيه دو شاريت، أنه «آن الأوان لكي تعود فرنسا إلى سورية»، وأنه «من المفيد التفكير بإعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق».
وقالت صحيفة «لو بوان» الفرنسية إن دو شاريت اعتبر في مقابلة أجرتها معه حول تحليله لدبلوماسيّة فرنسا الشرق أوسطيّة لعام 2018 «أن إعادة فتح سفارة فرنسا في دمشق بات أمراً ضرورياً لإسماع صوتها».
ونقلت الصحيفة عن دو شاريت قوله رداً على سؤال: هل فرنسا خارج اللعبة فيما يخص الملف السوري، لمصلحة اللاعبين الثلاثة روسيا وإيران وتركيا؟ «لقد آن الأوان لكي تعود فرنسا إلى سورية. وربّما سيتطلّب هذا الأمر وقتاً، لكن يجب الشّروع في هذه العمليّة من دون تأخّر. لقد بادر رئيس الجمهورية كثيراً من أجل إعادة إقحام فرنسا في اللعبة، وبالرغم من ذلك، الوضع ليس على ما يُرام، لكننا بدأنا نأخذ دوراً في هذا الملف، ومن المفيد التفكير بإعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق».
ورداً على سؤال إن كانت فرنسا تملك الثّقل اللازم لإنجاز ما أنجزته منذ 22 عاماً من انتصارات دبلوماسية تمثلت بحل العديد من أزمات المنطقة؟ قال دو شاريت: أعتقد أن الرئيس ماكرون يمتلك تأثيراً دوليّاً أكثر ممّا كان عليه الرئيسين السابقين. وهذا يمنحه هيبة وسُلطة، وانطلاقاً من هذا الرّأي، قد يُسهم ذلك في النّفوذ الدولي لفرنسا. بالمقابل، كنت متحفّظاً دائماً إزاء سياسة العقوبات خارج إطار مجلس الأمن، والتي يمارسها الغرب بكل إرادته. وأنا مع أن تعيد فرنسا موقفها بخصوص هذا الموضوع.
ورأى دو شاريت أنه في الوقت الحالي، يجب على فرنسا تعزيز علاقتها مع إيران ضمن حدود إمكاناتنا، مشيراً إلى أنه «لا يوجد سفير فرنسي في إيران ولا سفير إيراني في فرنسا».
وأعرب عن اعتقاده بأنه «من الأفضل وجود سفير فرنسي في إيران بأسرع وقت ممكن. ينبغي أن نتكلّم ونعمل بشكل مفيد، لا ينبغي علينا بناء علاقات على أساس الفائدة لنا فقط، بل المساهمة أيضاً في إيجاد حل للأزمة بين الرياض وطهران».
وإن كانت فرنسا تصرفت بحذر إزاء مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية باستنبول، ولماذا كان ردّ فرنسا خجولاً، خصوصاً في مسألة الدور المشتبه به لوريث العرش محمد بن سلمان؟ قال دو شاريت: لا أعتقد أن فرنسا تصرّفت بخجل، صحيح أن الحادثة كانت مأساويّة، لكنني واثق أن أحداً لا يملك بحوزته جميع العناصر. ولا نملك سوى قناة اتصال واحدة ألا وهي تركية. والحال أن أنقرة في هذه القضيّة قاض وشريك. على أي حال، نحن نعيش للأسف في عالم يوجد فيه الكثير من الأنظمة التسلّطيّة، لا بل الديكتاتوريّة، بعضٌ منها عنيف جدّاً. المملكة السعوديّة، من هذه النّاحية، لديها تطوّر مُقلق».
وأضاف: «رأينا إلى أي حدٍّ قد اتّخذ النظام إجراءات صارمة ضد بعض المواطنين السعوديّين. أعتقد أنه على فرنسا أن تحترم استقلالية الدول التي تتعامل معها وتُبدي شيئاً من التّحفّظ عندما يخرج عن هذه الدول تصرّفات خطيرة. ليس علينا إعطاء دروساً أخلاقيّة حول العالم».
وقال «المسألة الأهم بالنسبة لنا عندما يُتحدّث عن المملكة السعودية هل حل أزمة اليمن؟ يجب ممارسة كل الضّغوط الممكنة لوضّع حدٍّ لها. القضيّة هي قضيّة حرب أهلية تتدخّل فيها عدّة دول خارجيّة. علينا التصرّف بحزم، وهذا ما يُفعل بالمناسبة، لكننا لم نبذل الجهود الكافية لكي ينعم هذا البلد بالسلام. الفوضى والجوع والأزمة الإنسانية التي تمرّ على اليمن حالياً تستلزم تدخّلاً دبلوماسياً أكثر حزماً. والأمر يخص كل الدّول المعنيّة بموضوع اليمن، ونحن طرفٌ منهم».
وإن يمكننا التّحدث اليوم عن اصطفاف فرنسا إلى جانب السعودية، وخصوصاً في مواقفها المتناقضة جداً؟ قال دو شاريت: «لا أظن ذلك. أعتقد أن على فرنسا أن تهتمّ بوضع المنطقة ككل، والتي تمارس فيها السعودية دوراً مهمّاً بكل تأكيد مع إيران وتركيا. أكثر من ذلك، يجب علينا إيلاء مزيداً من الأهمية للعلاقة، المتدهورة جداً حاليّاً- وهو أقل ما نستطيع قوله- بين إيران والسعودية. لهذا السبب يجب علينا امتلاك علاقة متوازنة فيما بينهما. يجب أن نتحدّث مع الإيرانيين كما نتحدّث مع السعوديين».
وإن كان يؤمن صراحةً بإمكانية قيام دولة فلسطينية يوماً ما؟ قال دو شاريت: «لا أظن مطلقاً أن الكيان الصهيوني سيقبل بقيام دولة واحدة تجمع الشعبين (حيث يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون معاً) لذا لا يوجد حلٌ آخر لقيام السلام سوى بقيام دولة فلسطينية. عدا ذلك، سوف نجد أنفسنا مشاركين في وضع متأزّم يكون ضحيّته الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مالا نهاية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن