ثقافة وفن

الحسكة وفعاليات ثقافية وفنية احتفاءً بيوم الثقافة

| الحسكة - دحام السلطان

استضاف المركز الثقافي العربي في مدينة الحسكة الاحتفالية الوطنية بمناسبة يوم وزارة الثقافة، التي تناولت فعاليات لفقرات ثقافية وفنية منوعة، تضمنت إقامة معرض فني وآخر لبيع الكتاب، وتقديم فقرات فنية وغنائية تراثية من الموروث الشعبي الجزري، إضافة إلى تكريم نخبة من الأدباء والشعراء المميزين في المحافظة.
واحتوى المعرض الفني التشكيلي على لوحات فنية لستة عشر فناناً تشكيلياً من أبناء محافظة الحسكة من مقتنيات الفنان التشكيلي حسن حمدان العساف، التي تناولت في عناوينها ومضامينها من خلال المدارس الفنية التي تنتمي إليها، مجموعة من الموضوعات تندرج بين الوجدانية والتعبيرية والواقعية والتجريدية، على حين تناول معرض الكتاب الذي ضم ما يقرب من الـ150 عنواناً وبأسعار مخفّضة حتى النصف لسعر مبيع الكتاب.

وقدمت فرقتا مديرية الثقافة و«أورناشا» الفنيتان على خشبة مسرح المركز الثقافي مجموعة من اللوحات الفنية الغنائية الوطنية والتراثية وعدداً من الرقصات والدبكات الفلكلورية المنتمية لتراث الجزيرة السورية الشعبي وغناه الاجتماعي المتوارث عبر العصور.
كما قامت مديرية الثقافة في الحسكة ضمن صلب فعاليات المناسبة بتكريم عدد من الأدباء والشعراء والكتّاب والباحثين من أبناء المحافظة، وهم إلياس ميرو وجازية الشيخ علي وأحمد الحسين والدكتور أحمد الدريس وإيفيت تانو وهدى يونان ومحمد باقي محمد، على الجهود الثقافية الإبداعية التي ثابروا على إنجازها وإنتاجها على مدار العقود الماضية، في رفد مسيرة الحراك الثقافي وتنامي دوره والارتقاء به، ولدورهم المميز في إغناء المكتبة العربية بعشرات الكتب والأبحاث والدراسات في مختلف المجالات والاختصاصات الثقافية والفكرية.
وأكد معاون مدير الثقافة عبد الرحمن السيد أن أبناء سورية اليوم يحتفلون بيوم وزارة الثقافة التي جاءت متزامنة مع الاحتفالات بأفراح النصر النهائي على الإرهاب وداعميه ومموليه التي عمت أرجاء الوطن بفضل بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري ودوره الوطني في إعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من أرض سورية دنسه الإرهاب، مبيّناً أن الاحتفال بيوم وزارة الثقافة السورية هو تقليد ثقافي سنوي يتم الاحتفال به من خلال إقامة النشاطات الثقافية والفنية والأدبية وتكريم العلامات الإبداعية المميزة في مختلف المجالات والاختصاصات.
وأوضح السيد أن احتفالية الحسكة التي ستستمر لغاية نهاية الأسبوع الجاري، التي ستتناول العديد من الفعاليات الأدبية والفنية والأصبوحات الشعرية والقصصية والعروض المسرحية إضافة إلى إقامة معرض فني لمقتنيات الفنان التشكيلي حسن حمدان العسّاف، ومعرض آخر للكتاب يحتوي على العديد من العناوين المختلفة وبأسعار تشجيعية، إضافة إلى العديد من النشاطات الفنية والغنائية الفلكلورية، التي ستقدمها فرقتا مديرية الثقافة وفرقة «أورناشا» الفلكوريتان.
وأكد الأدباء والشعراء المكرّمون أهمية التكريم ودوره التحفيزي للاستمرار في حمل رسالة الوطن الثقافية والفكرية الإنسانية، وتعزيز محتواها الإنساني والحضاري وفي حمل لواء التصدي للغزو الثقافي والأفكار الظلامية التكفيرية السوداء التي سعى الإرهاب إلى نشرها بين أبناء الوطن.

النتاجات الإبداعية
لنخبة من الفنانين
وتناول معرض الفنان التشكيلي حسن حمدان العساف الذي احتضنته صالة المعارض في المركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة، ضمن برنامج فعاليات احتفالية محافظة الحسكة بيوم وزارة الثقافة، والذي سلّط الضوء على النتاجات الإبداعية لنخبة من مبدعي اللوحات الفنية لأعمال نخبوية أيضاً بتوقيع ولمسات رواد الحركة الفنية التشكيلية في المحافظة، التي اقتناها الفنان التشكيلي العساف على مدار السنوات الفنية الماضية، والتي أصبحت اليوم بمنزلة الأرشيف الفني الوثائقي لإبداعات عصر الرواد الفني التشكيلي في الحسكة، الذي أخذ على عاتقه توثيق البدايات التي شهدها الحراك الفني الحديث، لتكون مرجعاً فنياً اطلاعياً لأبناء المحافظة.
وتناول المعرض 25 عملاً فنياً من نتاج الفنانين الرواد، شكّل كل منها مزجاً فنياً متناغماً وهادفاً انتمى في سماته الأساسية إلى نتاجات مختلف المدارس الفنية التشكيلية «الوجدانية والواقعية والتعبيرية والتصويرية والتجريدية» من خلال واحة غناء متكاملة الألوان ضمت مواضيع متعددة عالجها الفنانون وفق رؤيتهم الفنية التي استطاعت أن تترك انطباعاً لدى كل من تابع المعرض واطلع على ما يحتويه من لوحات فنية.
وأكد الفنان العساف: أن المعرض تناول مجموعة أعمال فنية لمجموعة من الفنانين الرواد خلال عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وهي الفترة التي شكّلت بدايات الحراك الفني التشكيلي في محافظة الحسكة، لافتاً: إلى أن عدداً من هؤلاء الفنانين قد رحل عن الحياة والبعض الآخر منهم قد هاجر إلى بلاد الاغتراب، ومن هنا فإن المعرض كان فرصة مناسبة لاستذكار إبداعات أولئك الفنانين الفنية، وإطلاع أبناء المحافظة على أبجديات الأعمال الأولى للفن التشكيلي فيها.
وبيّن العساف أن الحركة الثقافية والفنية أصبحت تتعافى اليوم تدريجياً وبالتزامن مع تعافي الوطن وتضميد جراحه، داعياً جيل الشباب إلى التمسك بالفن والتشبّث بالأدب والفكر، اللذين من خلالهما يستطيع المبدع أن يزرع الحب والسلام والخير في وطن المحبة والخير، لكي يكمل بناء مسيرته الإنسانية والحضارية الموغلة في عمق التاريخ.
وقال الفنان التشكيلي حسن حمدان العسّاف: إن المعرض الفني ضم 25 عملاً فنياً تشكيلياً لعدد من رواد الفن التشكيلي المؤسسيين الذين قاموا بإنجازها خلال فترتي عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بهدف إطلاع جماهير المحافظة على الأعمال الأولى للمبدعين الذين رحل البعض منهم قبل أن يترك وراءه إرثاً وأثراً فنياً خالداً يفخر فيه أبناء المحافظة جميعهم.
وأشار المسؤول عن معرض بيع الكتاب طه العيسى إلى أن المعرض حفل بما يقرب من 150 عنواناً لكتب في مختلف المجالات مع التركيز على الجانب الأدبي والثقافي فيها وبنسبة حسم 50 بالمئة من سعر الكتاب، مبيناً أن مديرية الثقافة عانت، خلال فترة سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة على الطرق التي تربط المحافظة بالمحافظات الأخرى من خلال عدم القدرة على توريد الكتب من المركز وإلى المحافظة، لافتاً إلى أنه في ظل تحسن واقع الظروف اليوم، ستصل خلال الفترة القريبة القادمة كمية من الكتب ذات العناوين الحديثة وفي جميع الاختصاصات وسيتم عرضها للبيع في مكتبة المركز الثقافي في مدينة الحسكة.
وأبدى زوار المعرض انطباعهم وإعجابهم بما تناولته اللوحات الفنية التي أرخت للبدايات الأولى في الفن التشكيلي في المحافظة ومنهم الفنانة التشكيلية سجى سليمان التي وجدت أن في كل لوحة من لوحات المعرض قصة خاصة تحكي بداية مسيرة إبداع فني أسس لحركة الفن التشكيلي وأضاف إليها الكثير، لتصل إلى مرحلة النضج، وقالت إن كل من تابع المعرض شعر بالإعجاب والتقدير لإنجازات أولئك المبدعين تخليداً لإبداعاتهم في ذاكرة أبناء المحافظة.
وقال الفنان التشكيلي عيسى النهار: إن المعرض كوّن كرنفالية احتفالية جمعت في جنباتها أعمالاً فنية جميلة ومؤثرة، وهي منتقاة من أعمال أغلبية رواد حركة الفن التشكيلي في المحافظة، في ضوء سمو قيمتها الفنية الكبيرة التي تكمن في العمل نفسه وفي دلالاته التاريخية والمكانية.
يُشار إلى أن المعرض ضم نتاجات العديد من الفنانين، من أمثال عمر حسيب وزهير حسيب وصبري روفائيل وعزو الحاج ونبيل دولماية وخضر عبد الكريم وجوزيف وحسن عبد اللـه وخليل عبد القادر وأبو موسى ومحمد مطلق وبرصوم برصوما وعبد الخالق وزهير ملا علي وأحمد الأنصاري إضافة إلى بعض أعمال صاحب المعرض الفنان التشكيلي حسن حمدان العساف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن