لافروف وكيري يبحثان تحريك الحل السياسي في سورية وطهران تجدد دعمه
بينما كان رئيسا الدبلوماسية الروسية والأميركية سيرغي لافروف وجون كيري يبحثان سبل تحريك الحل السياسي في سورية، كانت موسكو تعلن عزمها إدخال تعديلات على إستراتيجيتها لحماية أمنها القومي بسبب ظهور تحديات وتهديدات عسكرية جديدة، أبرزها أحداث ما يسمى «الربيع العربي» وخاصة في سورية، وذلك في حين كانت واشنطن تربط حل مشكلة تنظيم داعش برحيل الرئيس بشار الأسد.
وجددت طهران دعمها الحل السياسي للأزمة في سورية مذكرة بأن الحكومة السورية أكدت على الحل السياسي السلمي للأزمة.
وناقش وزير الخارجية الروسي مع نظيره الأميركي الأوضاع في سورية واليمن وأوكرانيا، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما جاء مبادرة من كيري.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن لافروف وكيري بحثا في ثالث اتصال من نوعه خلال أقل من شهر، مهام تحريك التسوية في سورية واليمن، إلى جانب الوضع في دونباس في سياق الأزمة الأوكرانية، وكذلك عدد من مسائل العلاقات الثنائية.
في غضون ذلك، أعلن أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف عن قرار المجلس إجراء تعديلات على إستراتيجية البلاد في مجال أمنها القومي، وذلك بسبب ظهور تحديات وتهديدات عسكرية جديدة.
وفي مقابلة مع صحيفة «النجم الأحمر» الروسية، التي نشرت أمس، أوضح باتروشيف أن الحديث يدور في المقام الأول عن أحداث «الربيع العربي»، وخاصة الأحداث في سورية والعراق، إضافة إلى تطور الأوضاع في أوكرانيا وحولها.
ولفت سكرتير مجلس الأمن القومي إلى أن استخدام «الوسائل غير المباشرة» مثل الاحتجاجات الشعبية والمنظمات المتطرفة والشركات العسكرية الخاصة أصبح أسلوباً نمطياً في صراع دول العالم على مصالحها.
في نيويورك، قالت مندوبة أميركا الدائمة لدى الأمم المتحدة «سامنثا باور» إن «الرئيس (باراك) أوباما على قناعة راسخة بأنه لا يمكن معالجة مشكلة (داعش) بشكل دائم ما دامت مشكلة (الرئيس) الأسد لم تلق حلاً».
وأعادت سامنثا باور في مقابلة تلفزيونية تكرار المواقف الأميركية التي تعتبر أن أفعال الحكومة السورية أسفرت عن تدفق الإرهابيين، متجاهلةً دور حلفائها الأتراك والخليجيين والأردنيين في تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية. وقالت: «من الأسباب التي تجعل المقاتلين الإرهابيين الأجانب يتدفقون إلى سورية أنهم يريدون القتال ضد (الرئيس) الأسد، وأنهم يرونه يشن هجمات بالبراميل المتفجرة والكلور. لا يمكن الفصل بين الأمرين».
وأكدت سامنثا باور على أهمية إقناع روسيا وإيران بوقف دعم الرئيس الأسد. وقالت «على أنصار (الرئيس) الأسد أن يفهموا التحذير بأن النظام غير شرعي، وأن الحرب الأهلية لن تتوقف ما لم يغادر (الرئيس) الأسد السلطة».
وسبق لمصادر دبلوماسية غربية أن كشفت أن بريطانيا تحضر لاستضافة اجتماع لممثلي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي من أجل بحث الأزمة السورية وإمكانيات إيجاد مخارج لها، لكنها قللت من سقف التوقعات بسبب الخلاف الروسي الأميركي، وعدم وجود نية لدى الأميركيين في تغيير مواقفهم حيال الأزمة السورية، وخصوصاً أنهم يعولون على التوقيع النهائي على الاتفاق النووي مع إيران وإمكانية الاستغناء عن فكرة مؤتمر «جنيف 3» لمصلحة فكرة حل شامل للمنطقة يُرغم طهران وكل حلفائها في المنطقة على تغيير كل التوازنات.
في طهران، جددت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم دعم بلادها للحل السياسي في سورية، مذكرةً بأن الحكومة السورية أكدت على الحل السياسي السلمي للأزمة وأن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبله بنفسه.
وفي مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، قالت أفخم أمس: إن «بلادها قدمت منذ بداية الأزمة في سورية سبل الحل السياسي السلمي وتواصل المشاورات والتحضير لذلك، كما أنها عرضت اقتراحها بخصوص الاستشارات التي تتعلق بالحوار السوري – السوري ويتابع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا الموضوع».
ولفتت إلى أن إيران لم تهدد المنطقة وتأمل بأن تتخلى بعض الدول عن تحليلاتها الخاطئة بهذا الصدد.
(روسيا اليوم- أ ف ب– سانا)