ثقافة وفن

وزارة الثقافة تحتفل بذكرى تأسيسها … محمد الأحمد: نصرّ على أن تكون إنتاجاتنا الإبداعية متفاعلة مع البلد والناس

| سارة سلامة- تصوير طارق السعدوني

برعاية رئيس مجلس الوزراء عماد خميس وتحت شعار «يوم الثقافة لارتقاء الإنسان» وبمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس وزارة الثقافة، افتتح وزير الثقافة محمد الأحمد احتفالية يوم وزارة الثقافة في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق بحضور عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق مهدي دخل الله ووزير الإعلام عماد سارة ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريما القادري، وأعضاء من مجلس الشعب، وأعضاء من السلك الدبلوماسي وكوكبة كبيرة من الإعلام.
انطلقت الاحتفالية بمشهد ثقافي متكامل بدأ من مدخل الدار وضم مجموعة معارض «الكتاب، الفن التشكيلي، الآثار، الطفل» وركناً مخصصاً للمسرح وآخر للسينما إضافة إلى معرض توثيقي عن أهم الفعاليات التي أقامتها الوزارة في عام ٢٠١٨. وتضمن أيضاً مقطوعات موسيقية ومشاهد مسرحية.
وعلى مسرح الدراما تم تكريم كوكبة من المثقفين هم: الأديبة سهام ترجمان، الشاعر خالد أبو خالد، الباحث المؤرخ عيد سعيد مرعي، المترجم زياد العودة، المخرجان محمد فردوس الأتاسي وباسل الخطيب، الممثلان رضوان عقيلي وصباح الجزائري، المخرج المسرحي الدكتور سامر عمران، الفنانان التشكيليان لينا ديب وموفق مخول، الفنان الموسيقي إياد الريماوي.
وتتضمن احتفالية وزارة الثقافة نشاطات منوعة في جميع مديريات الثقافة في المحافظات حتى الثالث من كانون الأول من عروض مسرحية وسينمائية ومعارض وندوات فكرية وأدبية ونشاطات مخصصة للطفل وحفلات موسيقية.

الحرب في نهايتها

في كلمة ألقاها أمام الحضور أكد وزير الثقافة أن الحرب الكونية الشرسة على بلدنا تقترب من نهايتها، وتقف سورية بجيشها وشعبها وقيادتها، صفاً واحداً، راسخاً ومنيعاً، ضد الإرهابيين المعتدين القادمين من كل بقاع الأرض، ولقد كانت حرباً القلم فيها أشرس من البندقية، والأدمغة فيها أفتك من القنابل، والقنوات الإعلامية أكثر تدميراً من الصواريخ العابرة للقارات، لهذا وجب علينا جميعا، مثقفين وفنانين ومهنيين وكل شرائح الشعب، أن نقف وقفة رجل واحد إلى جانب جيشنا الباسل، نذود عنه مثلما يذود عنا، ونحميه بأقلامنا ولوحاتنا وأغانينا مثلما يحمينا بسواعد أبنائه وصدورهم.
وأضاف إن: الحرب شاملة، والسلاح وحده لا يكفي، والقلم وحده لا يكفي، والصورة وحدها لا تكفي، وينبغي أن يتضافر كل هذا في جبهة واحدة مرصوصة تقف كالطود في وجه كل من يفكر بالاعتداء على وطننا، وهذا جوابنا لكل من يسأل عن أهمية أن ننتج أفلاماً ومسرحيات، ونقيم معارض وندوات، ونحيي حفلات فنية ونحن في أتون هذه الحرب المدمرة.
وبين الأحمد أننا أثبتنا للعالم كله بأنه لا يمكن للمثقف والفنان في لحظات الخطر وتقرير المصير إلا أن يكون مع بلده وإلى جانب شعبه، أما أولئك الذين اختاروا النأي بالنفس، والاعتكاف في مكاتبهم ومحترفاتهم بانتظار أن ينجلي غبار المعركة، فقد وضعوا أنفسهم خارج سياق التاريخ والجغرافيا معاً، والعمل الإبداعي الذي لا يتفاعل مع محيطه ويؤثر ويتأثر به، هو عمل سيظل على هامش الحياة والإبداع واهتمام الناس.
وختاماً قال: إننا في وزارة الثقافة نصر على أن تكون إنتاجاتنا الإبداعية متفاعلة مع البلد والناس، وواقفة في صف أبنائها المخلصين الذين يواجهون هذه الجائحة من الفكر الظلامي التكفيري بأقلامهم وعقولهم، وفي صف جيشها الباسل الذي يبذل جنوده دمهم من أجل الذود عن شعب سورية وحضارتها وازدهارها».

العلم والثقافة

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد مدير عام المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين، أن المجتمعات تبنى من خلال عاملين أساسيين هما العلم والثقافة، وهما متوازيان ويسيران بالوتيرة نفسها، وهذان العاملان كفيلان ببناء الإنسان ومن ثم الوطن، وخاصة أن القطاعات الثقافية هي قطاعات كبيرة ومتنوعة وهناك فعاليات عديدة لكل قطاع، وهذا العام تتميز السينما في العمل الثقافي، وكان هناك مشاركات مؤثرة وفاعلة وبدأنا نحصد أهم الجوائز في المهرجانات وهي جائزة الجمهور، والحصول على جائزة الجمهور دليل كبير على أن الناس في هذه البلدان وخلال 8 سنوات من الحرب لا تعرف ماذا يحدث في سورية، فهي تبحث عن طريق السينما السورية، وهذا واحد من أهم الإنجازات التي حدثت في المجال السينمائي هذا العام، وما زال لدينا العديد من المشاركات المتنوعة والمؤثرة الخارجية والداخلية وفي المحافظات والجامعات والمدارس السورية.

بالثقافة يرتقي الإنسان

ومن جانبها تحدثت الفنانة التشكيلية لينا ديب عن أهمية التكريم بالنسبة لها وقالت إن: «هذا التكريم الدوري والاحتفاء بيوم الثقافة مهم جداً، لأنه بالثقافة وحدها يرتقي الإنسان، وتطور الثقافة هو دليل على تطور الحضارات والمجتمع، وعن طريق الفن انتقلنا إلى كل الحضارات السابقة من خلال الرسومات الموجودة على جدران الكهوف، وعن طريق الرقيم، والفن هو الدليل على رقي المجتمع، واهتمام الدولة به يؤكد أنها تهتم بالبنية التحتية للمجتمع كي يرتقي بعد انتهاء الأزمة».

مهم واستثنائي

بينما قال الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد: «إن التكريم مهم جداً واستثنائي وهو تعبير عن حالة موجودة تقول (إن الأمة التي تكرم مبدعيها ومثقفيها وهم أحياء وما زالوا يعطون هي أمة جديرة بالحياة)».

ظاهرة جميلة

أما الفنان رضوان عقيلي فقال إن: «التكريم ظاهرة جميلة وجاءت بتوقيتها، حيث وصل الفنانون إلى سن معين وقدموا عبر تاريخ طويل الكثير من العطاءات المختلفة، هذه الحالة بحد ذاتها ظاهرة ثقافية جميلة ومعبرة وهي نواة لتطلع ثقافي مستقبلي إلى الأمام، حتى يستطيع الإنسان دراسة واقعه الذي مر فيه».
وبخصوص غيابه عن الوسط الدرامي بيّن عقيلي: «أنا هنا ولست بعيداً عن الوسط الفني، وأي مخرج يريدني في عمل ما يعرف تماماً عنواني».

تاريخ ثقافي

وعبر الفنان التشكيلي موفق مخول عن سعادته قائلاً إن: «التكريم ثقافي يمثل كل المجتمع، ونحن نعلم أن تاريخ سورية تاريخ ثقافي يعود إلى آلاف السنين، حيث دافعنا عن الثقافة وانتصرنا وكانت الحرب حرب فكر، وكان هدف عدونا إلغاء أفكارنا وتاريخنا، وأنا واحد من الفنانين الذين قدموا في هذه الظروف، وأهدي التكريم إلى كل من صمد في هذا البلد ودافع عنها، وفي الحقيقة فإن المشروع الثقافي أهم مشروع يمكن أن نعوّل عليه في بناء المستقبل».

صيغة من التقدير

وأشار المخرج المسرحي سامر عمران إلى أن: «التكريم هو صيغة احتفاء لما أنجزَه المُكرّم، ومن الجميل أن يتم تكريمي وأنا لا أزال أسعى لتقديم كل ما يمكن، والتكريم هو صيغة من صيغ التقدير لما تم إنجازه، وحقيقة تشرفت بأن كرمتني وزارة الثقافة والسيد الوزير، وآمل أن أستمر بالعمل والعطاء علّنا نقدم شيئاً ما، من قلبنا، لهذا الوطن».

انتصرنا على ثقافة الموت

وبينت الفنانة صباح الجزائري عقب تكريمها أن: «سورية انتصرت على ثقافة الموت بالوعي والفن والحضور، وأن السوري بطبعه لا يحب الحروب بل يسعى دائماً نحو السلام والفرح والفن، والتكريم جميل بشكل عام فكيف إذا كان من بلدي سورية فبالتأكيد سيكون له نكهة خاصة، وقدمنا نحن كفنانين العديد من الأفلام التي تتحدث عن الحرب، وكنا نقاتل بالثقافة والفن وهذا أكبر دليل على أن الفنان كان له تأثير وفعالية أثناء الحرب».

تكريم لكل السينمائيين

واعتبر المخرج السينمائي باسل الخطيب أنه: «جميل أن نقدم لوطننا، وأن نحظى بالتقدير من قبله، وحقيقة إن هذا التكريم هو لكل السينمائيين الذين بقوا في سورية وقدموا أفلاماً وأثبتوا أنهم موجودون».

حرف يخلد وطني

ومن جهتها قالت الأديبة سهام ترجمان إن: «التكريم يحمل لي عاطفة مهمة تدعمني وتقويني، وأنا سعيدة جداً في هذا التكريم، وإن وطني شعر بي بعد 50 عاماً من العمل والعطاء، حيث قدمت ووضعت علامة وكتبت حرفاً في هذه الحياة وهو حرف يخلد وطني وقيمه وتراثه وناسه وأهله وطباعهم وعاداتهم، وحقيقة أتفاخر بنفسي أنني سورية وشامية، وأطلب من الجميع التركيز على الثقافة لأن الإنسان من دون ثقافة يحزنني ولا أستطيع التعامل معه، والثقافة هي الفكر النير والتراث الذي أخذناه من عدة مجالات ويعطينا خلفية قوية لنتعلم كيف نتكلم ونتصرف ونعيش ونعطي، والثقافة هي قوة وعقل وقلب للإنسان».

عرض مفكك

ومن جانبه قال الفنان التشكيلي بديع جحجاح إن: «العرض الذي قُدم لم يرتق إلى مستوى التصميم ورؤيته وعمقه، والمفردات التي يحملها، فالمدرج عبارة عن حالة تمثلها الثقافة من موسيقا ومسرح ورواية وشعر وأدب، واخترت البطلة أنثى لأنني أؤمن بها وبالفكر الراقي الذي تملكه، وخاصة أن الأنثى قادرة على خلق جيل واعد ومهم ومتميز، كما أن الشعار يبشر بالفرح والانتصار من خلال الألوان التي يحملها، فهناك من يبذل الدماء لصون الحدود، ومن يصدر الأفكار لبناء العقول، وفي الحقيقة صدمت بالأداء الذي لم يعبر قط عن عمق التصميم وجماليته وعن رؤيتي كفنان تشكيلي، وربما عن رؤية الوزارة، فجاء العرض مفككاً وركيكاً ومتقطعاً».

سورية صامدة وشامخة

بينما قالت الدكتورة أيسر ميداني إن: «الاحتفاء بيوم الثقافة مهم جداً في فترة الانتصارات التي تشهدها سورية، وخاصة أن تركيزنا الأساسي بالحرب كان في التصدي للفكر الظلامي، ومن المهم أن تكريم مبدعينا، الذين بقوا تحت نير الحرب والإجرام، وقدموا أشياء رائعة حصدت الكثير من الجوائز حول العالم، على الرغم من الحصار والعداء لبلدنا إلا أنهم دائماً كانوا يرفعون علم سورية عالياً، وأثبتوا للعالم كله أن سورية ستبقى صامدة وشامخة ومنارة للعلم والمعرفة في العالم».

فعاليات مستمرة

ولفت مدير دار الأسد للثقافة والفنون جوان قره جولي إلى أن: «الاحتفاء بالثقافة ويومها جاء بمناسبة تأسيس وزارة الثقافة قبل عشرات السنين، على حين كان هناك دول كثيرة لا يوجد عندها وزارة للثقافة، وستكون الفعاليات مستمرة على مدار 10 أيام في دار الأسد وكل المحافظات والمراكز الثقافية وكل الاتجاهات الفنية والمسرحية والدرامية والموسيقا والرقص والفنون التشكيلية، وأيضاً في الآثار والمتاحف».

فعاليات اليوم

– قراءة كتاب «قصة إنسان حقيقي» في الثانية عشرة في سجن عدرا.
– معرض فني في ذاكرة المسرح في حلب في الواحدة ظهراً في صالة تشرين.
– الاحتفالية الخامسة «عطر الخالدين»، تكريم الفائزين بمسابقة مديرية ثقافة الطفل لأبناء وبنات الشهداء لعام 2018 في الثالثة عصراً في مدرسة بنات الشهداء بدمشق.
– ندوة «سوريات صنعن المجد» الشهرية العاشرة بعنوان «الأديبة وداد سكاكيني بين البحث والإبداع» في السادسة مساءً في قاعة مكتبة الأسد الوطنية.
– أمسية موسيقية للفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة عدنان فتح اللـه في السادسة مساءً في دار الأسد للثقافة والفنون.
– عرض مسرحي لفرقة «بعمرة صافيتا» لمسرحية «كلب السفير» في السادسة مساءً على المسرح القومي في طرطوس.
– حفلة لطلاب البيانو في معهد صباح فخري في حلب بعنوان «موسيقا الكرتون» في السادسة مساءً في مسرح مديرية الثقافة في حلب – مركز العزيزية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن