عربي ودولي

رئيس جمهورية القرم: لن يسمح لأحد بانتهاك الحدود الروسية … بوتين يحذّر أوكرانيا من القيام بأعمال «متهوّرة» بعد إعلانها قانون الطوارئ

| روسيا اليوم– أ ف ب- سانا

حذرت روسيا أوكرانيا أمس الثلاثاء من القيام بأعمال «متهوّرة» بعد قرار كييف فرض قانون الطوارئ رداً على احتجاز حرس الحدود الروس ثلاث سفن أوكرانية، وطلبت من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الضغط على أوكرانيا، حليفة الدول الغربية.
وصوّت البرلمان الأوكراني في وقت متأخر مساء الإثنين لمصلحة فرض قانون الطوارئ في المناطق الأوكرانيّة الحدوديّة الذي يدخل حيز التنفيذ صباح اليوم الأربعاء.
وفي خطاب متلفز موجه إلى الأمة، برر الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو هذا الإجراء الذي لم يسبق له مثيل منذ استقلال الجمهوريّة السوفييتيّة السابقة في عام 1991، بوجود «تهديد مرتفع للغاية» بإمكان حصول هجوم برّي روسي، حسب زعمه.
وتتهم روسيا التي تؤكد أنها تصرفت «بشكل يتطابق تماماً مع القانون الدولي»، السفن الأوكرانية، وهي سفينتان حربيتان وقاطرة، بالدخول بشكل غير قانوني إلى المياه الإقليمية الروسية قبالة القرم وتعتبر ذلك «استفزازاً» من جانب كييف.
وعبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مع ميركل ليل الإثنين الثلاثاء، عن قلق موسكو «البالغ»، مندداً بـ«انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي» من جانب السفن العسكرية الأوكرانية، وأعرب عن أمله في أن «تتمكن برلين من التأثير على السلطات الأوكرانية وإقناعها بعدم القيام بمزيد من الأعمال المتهورة»، وفق بيان للكرملين.
بدوره دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية لإرسال رسالة قوية إلى كييف تحذرها من مغبة مواصلة الاستفزازات، مضيفاً: إن موسكو لا ترى حاجة لأي وساطة في تسوية أزمة مضيق كيرتش.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في باريس أمس: «عقدنا الإثنين اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي، وأوكرانيا أيدت عقد تلك الجلسة أيضاً. أعتقد أن ذلك كان مفيداً، بحيث يسمع الجميع الحقيقة حول ما حدث. لكن الشيء الأساسي لا يتوقف على مجلس الأمن، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أو أي منظمة أخرى، بل على أن يوجه داعمو القيادة الأوكرانية لها تحذيراً حازماً من مغبة الاستمرار في اللعب بالنار».
وأضاف: إن بلاده لا ترى أي حاجة لجهود الوساطة في تسوية الأزمة الحالية، معتبراً أن السلطات الروسية والأوكرانية قادرة على التسوية بلا وسطاء.
وذكر لافروف أنه أوضح للودريان وجهة النظر الروسية لحادث مضيق كيرتش، مشدداً على أنه «كان استفزازاً مقصوداً».
وقال: «حبذا لو استفادت السفن الأوكرانية من تجاربها السابقة، لاسيما أنها طلبت في أيلول السماح وأبلغتنا مسبقاً بمرورها من البحر الأسود إلى بحر آزوف، وجرى كل شيء بشكل سلس للغاية. لماذا اتبعوا هذه المرة طريقاً آخر؟ هناك تفسيرات كثيرة للأمر، لكن أصحاب المعرفة بحقيقة الأمور المستجدة في الساحة الداخلية الأوكرانية، يمكنهم التوصل إلى استنتاجات (صائبة)».
من جهته، حذر لودريان من أن عسكرة بحر آزوف تنذر بوقوع حوادث خطيرة، ودعا الطرفين إلى التحلي بضبط النفس.
وأثارت هذه الحادثة احتجاجات في أوكرانيا ومن جانب حلفائها الغربيين. فقد أعلنت وزيرة خارجية النمسا التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أمس أن الاتحاد سينظر الشهر المقبل في مسألة فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
وقالت الوزيرة كارين كنايسل لصحفيين بعد محادثات مع نظيرها الألماني هايكو ماس «كل شيء يعتمد على سلوك الطرفين. لكن ستحتاج (المسألة) إلى مراجعة».
وأشار ماس من جهته إلى أن احتجاز روسيا للسفن الأوكرانية يثبت أن «ضمّ روسيا القرم كان مشكلة لأمن الجميع في أوروبا»، ودعا من جديد إلى تحرير البحارة الأوكرانيين، مطالباً كييف وكذلك موسكو «بالتوصل إلى تخفيض للتصعيد».
وفي السياق أعلن رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف أنه لن يسمح لأحد بانتهاك الحدود الروسية، مبيناً أن منطقة القرم محمية بفضل دعم روسيا بالدرجة الأولى وتحولها إلى حصن منيع كما هو الحال في كل المناطق الروسية.
وقال أكسيونوف في تصريح لقناة «روسيا 24» أمس: إن الجمهورية تمتلك ما يكفي من القوات والوسائل للدفاع عن نفسها مشدداً على أنه لن يسمح لأحد بانتهاك الحدود الروسية لأنه سيعاقب بموجب القانون الجنائي.
وأشار إلى أن الأحكام العرفية التي فرضتها السلطات الأوكرانية لمدة شهرين في أعقاب حادث انتهاك ثلاث سفن أوكرانية الحدود البحرية مع روسيا في بحر أزوف لا تؤثر على منطقة القرم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن