رياضة

صراع النفوذ

ناصر النجار : 

في رياضتنا إنجازات وإشراقات والعديد من الأمور الإيجابية، وفيها أيضاً الكثير من السلبيات التي تقف عائقاً أمام النمو والتطور، وفي مقدمة هذه السلبيات نجد الصراع القائم في كل المؤسسات مرضاً مزمناً، وهو أمر واقع لا يمكن نكرانه أو الادعاء بعدم وجوده, والصراع هذا يأخذ أشكالاً متنوعة، لكن أخطره هو صراع النفوذ الذي حوّل مؤسساتنا الرياضية الكبيرة إلى مؤسسات هشة وضعيفة، فرئيس النادي (بعض الأندية) يريد أن يفرض رأيه ومشاريعه وأفكاره على الجميع، ويريد أن يهيمن على كل شيء من الاستثمارات والمنشآت إلى الأمور الفنية والإدارية والقانونية، فهو الفهيم العالم القوي الجهبذ المدرك لكل شيء، والقادر على كل شيء, وفوق كل ذلك فلا رأي فوق رأيه ولا صوت يعلو على صوته، ومن هنا يبدأ الصراع، لأن الآخرين لا يقبلون بحالة التهميش هذه، والإبعاد القسري عن الشراكة في الرأي والقرار، وإذا كان التوجه لمثل هذا التفرد بالقرار قانونياً، فلماذا يتم إحداث الإدارات واللجان وما شابه ذلك؟ وعلينا أن نفهم، هل مَنْ هم خارج الرئاسة في أي مؤسسة رياضية موظفون فقط، وما عليهم إلا تنفيذ رغبات صاحب الأمر والنهي؟ في الواقع، هذا هو الشكل الحقيقي لرياضتنا، فأعضاء الإدارة في أي مؤسسة رياضية غير فاعلين، لأنهم أرادوها هكذا، ومن هذا الواقع المظلم، نرى مؤسساتنا الرياضية خالية من أعضائها الفاعلين لأنهم أيقنوا أن عملهم صوري وشكليَ، فبعضهم أثر الابتعاد واكتفى بشرف المنصب هذا الذي بات لا يقدّم ولا يؤخر، وبعضهم الآخر رضيّ بالفتات مما يرمى إليه من منافع هامشية كدوره ووجوده في هذه المؤسسة، والقلة القليلة دخلت الصراع مستمدة قوتها من حقها القانوني.. هذا الواقع موجود في كل مؤسساتنا الرياضية ومفاصلها، وهو بلا أدنى شك يدلّ على أنها قائمة على النفوس المريضة المتحكمة بسلطة القرار مهما وجدت، وما التغني بالانجازات إلا جزء من هذا المرض الذي لا يمكن الشفاء منه.
صراع النفوذ لن يجعل أنديتنا واتحاداتنا الرياضية ومؤسساتنا الرياضية الأخرى تحقق أهدافها أو تبلغ مرادها، ولأن مثل هذا الصراع يغيّب الكوادر ويهدر المال ويقضي على الخامات والمواهب، فإن رياضتنا ستبقى (مكانك راوح) وستستمر باعتمادها على الطفرات وعلى الإنجازات الخلبية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن