سورية

التنظيم انسحب كعادته أمام «قسد» و«التحالف الدولي» … الجيش يصد هجوم داعش على البوكمال ويكبده خسائر فادحة

| الوطن - وكالات

صد الجيش العربي السوري وحلفاؤه هجوماً لتنظيم داعش الإرهابي على مواقعهم في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، في وقت انسحب التنظيم أمام «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من «التحالف الدولي» في معارك الجيب الأخير له بريف دير الزور الشرقي.
وأكدت مصادر أهلية، أن الجيش مدعوماً بقوات رديفة وحليفة تصدى لهجوم شنه التنظيم فجر أمس على مواقعهم في أجزاء من شارع الكورنيش والبساتين القريبة من نهر الفرات، وفي منطقة الكتف في مدينة البوكمال، التي كان استعادها في تشرين الثاني من العام الماضي بعد طرد داعش منها.
وأكدت المصادر أن الجيش وحلفاءه كبدوا المهاجمين خسائر فادحة، بعدما زعمت مواقع إلكترونية معارضة أن التنظيم سيطر على بعض المواقع في هذه المناطق، وأن عدداً من عناصر الجيش والقوات الحليفة استشهدوا في حين أصيب آخرون خلال التصدي للهجوم، مشيرة إلى أن الاشتباكات بين الطرفين امتدت لساعات سيما وأن التنظيم ركز هجومة على منطقة الكتف.
وكما جرت العادة في كل هجمات التنظيم على الجيش في شرق الفرات، جاء هجوم داعش على مواقع الجيش بالترافق مع انسحاب مسلحيه من أمام «التحالف الدولي» و«قسد».
ونقلت المواقع المعارضة عن الناطقة الرسمية باسم عملية «عاصفة الجزيرة» التي تشنها «قسد»، ليلوى العبد اللـه أن «قسد» تقدمت على جبهات هجين شرقي دير الزور، الخاضعة لسيطرة التنظيم من ثلاثة محاور.
وأشارت العبد اللـه إلى أن مسلحي «قسد» تقدموا بشكل كبير في المنطقة، وسط اشتباكات عنيفة مع مسلحي التنظيم، بمساندة طيران «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، الذي شن غارات جوية ضد أهداف ثابتة للتنظيم.
من جهتها، لفتت مواقع كردية إلى أن «التحالف الدولي» استقدم تعزيزات إلى أطراف منطقة هجين، مبينة أن «قسد» استولت على مسجد الفردوس وجزء من منطقة الأسواق في المنطقة، وتحاول تأمين الطريق إلى حقول النفط في الضواحي الشمالية لهجين.
وفي وقت لاحق، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إلى تقدم «قسد» والميليشيات المنضوية تحت رايتها مثل «جيش الثوار» و«لواء جبهة الأكراد» و«قوات مجلس دير الزور العسكري» وسيطرتهم على نحو نصف بلدة هجين، في ظل القصف المكثف من قبل «التحالف الدولي» وطائراته على جيب التنظيم، مشيراً إلى معلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
ولفت «المرصد» إلى ارتفاع عدد قتلى التنظيم منذ مساء الـ3 من الشهر الجاري حتى يوم أمس إلى 28 قتيلاً من ضمنهم 3 انتحاريين، ممن فجروا أنفسهم بعربات مفخخة، فيما ارتفع عدد قتلى «قسد» إلى 9 على الأقل خلال الفترة ذاتها.
وبذلك ارتفعت خسائر التنظيم إلى 820 قتيلاً في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ الـ10 من أيلول الماضي مقابل 473 من مسلحي «قسد».
وبث «المرصد» شريط فيديو أظهر عدداً من شاحنات بيك آب تنقل مدنيين، وأكد أن تلك الشاحنات تنقل عشرات العوائل من مدينة هجين وجيب التنظيم، إلى مناطق سيطرة «قسد»، ضمن الريف الشرقي لدير الزور، من دون إيضاح إن كان القائمون على عملية النقل هم من «قسد» أو من المدنيين.
في المقابل، أكد نشطاء على «فيسبوك»، أن «قسد» اعتقلت أحد المسؤولين في «المجلس المحلي» التابع لها في بلدة البصيرة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، بحجة تصويره المدنيين الخارجين من مناطق سيطرة داعش في الريف ذاته.
وفي جريمة تضاف إلى جرائم التحالف بحق المدنيين، أكدت مواقع إلكترونية معارضة مقتل الطفل عبد العزيز الخابور متأثراً بجروح نتيجة شظية أصابت رأسه بقصف للتحالف السبت على قرية البوبدران في ناحية السوسة ضمن الجيب الأخير للتنظيم.
وسبق أن قتل مدني وجرح ستة آخرون جميعهم نساء وأطفال في 13 تشرين الأول الجاري، بقصف لطائرات التحالف على بلدة السوسة.
وخلال الأشهر الماضية ارتكبت طائرات «التحالف» عشرات المجازر بحق المدنيين تحت ستار استهداف تنظيم داعش.
إلى الرقة، حيث انتشل ما يسمى «فريق الاستجابة الأولية» التابع لـما يسمى «مجلس الرقة المدني» الذي يتبع بدوره لـ«قسد»، تسع جثث من مقبرة جماعية في حي البانوراما جنوبي المدينة.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة عن مصدر في الطب الشرعي التابع لـ«فريق الاستجابة»: أن من بين الجثث واحدة لطفل وأخرى لمرأة، على حين سلمت ثلاث جثث للأهالي والبقية دفنت في مقبرة تل البيعة بالمدينة.
وكان «فريق الاستجابة الأولية» بدأ يوم 4 تشرين الأول الفائت، بانتشال الجثث من مقبرة حي البانورما التي تعتبر أكبر مقابر مدينة الرقة، حيث تمكن من انتشال عشرات الجثث منها حتى الآن.
ومضى عام كامل على سيطرة «قسد» بدعم من «التحالف الدولي» على مدينة الرقة، بعد اتفاق خرج بموجبه داعش من المدينة بأمان، لكن آثار جرائم التحالف ومجازر طيرانه لا تزال تخيم على المدينة، بعدما خلفت آلاف الضحايا وعشرات المقابر الجماعية، إضافة إلى تدمير معظم أحيائها ومعالمها، وفقاً للمواقع المعارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن