في تجاوب عميق مع كلام الرئيس الأسد لأبطال سورية…الجيش يتقدم شرق جسر الشغور ويبعد «النصرة» كيلو متراً عن المشفى الوطني
إدلب – الوطن – حماة – محمد أحمد خبازي
وقع كلام الرئيس بشار الأسد لدى مشاركته هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء في تكريمها للمنتسبين منهم للكليات العسكرية وقوله «سيصل الجيش قريباً إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مشفى جسر الشغور» في مكانه الملائم لدى جنود وضباط الجيش العربي السوري الذي شن هجوماً حقق خلاله تقدماً مهماً شرق المدينة، في الوقت الذي نفذ سلاح الجو غارات عديدة على محيط المشفى دفعت بجبهة النصرة، فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، وحلفائها فيما يسمى «جيش النصر» إلى مسافة أكثر من كيلو متر واحد من محيطه.
وأفادت مصادر ميدانية لـ«الوطن» أن وحدة الجيش المتمركزة في قرية فريكة (6 كيلو مترات شرق جسر الشغور) انتقلت من حال الدفاع إلى الهجوم وشنت هجوماً كبيراً على المسلحين المتمركزين في تلة قرطة وحاجز العلاوين المطلة عليه، وتمكنت من السيطرة على التلة الإستراتيجية بعد اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وأسفرت عن مقتل وجرح عشرات المسلحين الذين استقدموا تعزيزات كبيرة لوقف تقدم الجيش بلا جدوى وحال سلاح الجو دون وصول أرتال كثيرة منها.
ومكنت سيطرة الجيش على التلة من تأمين طريق إمداده الواصل بين أريحا وسهل الغاب وعززت موقفه في التقدم باتجاه جسر الشغور للوصول إلى معمل السكر الذي لم يهدأ طيران الجيش في قصف مواقع وتجمعات المسلحين في محيطه، كما استهدفت المدفعية وسلاح الجو في الجيش بلدة السرمانية جنوب جسر الشغور والتي تمهد السيطرة عليها التقدم نحو بلدة اشتبرق فالمشفى الوطني الذي يعد رأس حربة في تقدم وسيطرة الجيش على مدينة جسر الشغور كاملة.
وعزز طيران الجيش من الموقف الدفاعي لميامين المشفى الوطني في جسر الشغور والذين سطروا ملاحم عديدة وصدوا هجمات عدة للإرهابيين بسيارات مفخخة في مسعى للهيمنة على المشفى الذي يقع في منطقة حيوية، وغدت «النصرة» وحلفاؤها من المقاتلين العرب والأجانب في موقف لا تحسد عليه بتراجعها إلى مسافة أكثر من كيلو متر واحد من محيط المشفى بعد أن وصلوا في وقت سابق إلى أسواره وفقدوا العشرات منهم أسفل شرفاته.
كما أكد مصدر إعلامي لـ«الوطن» أن الوحدات المشتركة تقاتل إرهابيي «النصرة» وما يسمى «جيش الفتح» بضراوة بالغة، وتسحقهم في أي قرية أو موقع يتحصنون فيه في طريقها إلى جسر الشغور التي أصبحت شبه ممهدة أمامها، نتيجة الضربات الموجعة التي تلقاها ويتلقاها الإرهابيون منذ بدء المعارك الفاصلة في منطقة الغاب وحتى يوم أمس الذي كانت فيه المعارك على أشدها، وتكبَّد خلالها الإرهابيون خسائر فادحة بالعتاد والأرواح، ما جعلهم يطلبون النجدة من الإرهابيين العرب والأجانب الذين يتدفقون من تركيا إلى جبل الزاوية والريف الإدلبي. وأكد المصدر مقتل العديد من الإرهابيين في تلك المعارك الضارية، في الوقت الذي شن فيه الطيران الحربي عدة غارات على مواقع وتجمعات لهم في ريف حماة الشرقي، وريف منطقة الغاب أيضاً. من جهة ثانية وبمناسبة عيد الشهداء كرمت محافظة حماة صباح أمس 332 أسرة شهيد من أهالي مدينة تل سلحب من المدنيين والعسكريين والمفقودين.
وقال محافظ حماة غسان خلف: «إننا في هذا اليوم الأغر نحتفل بعيد الشهداء رغم ما ألم بالوطن من آلام ومحن، ولكن الأمل قادم في عودة سورية إلى سابق عهدها واحة للأمان والاستقرار بدماء وأرواح شهدائها العظام الذين ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل رفعة سورية وصون وحدتها أرضاً وشعباً.. ومهما قدمنا لأسر وذوي الشهداء لن نفي الشهداء حقهم وتضحياتهم لأنهم شكلوا سياجاً منيعاً لهذا الوطن الغالي ضد اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة»، داعياً إلى ضرورة تعاضد وتلاحم الجميع في سبيل صد هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سورية ودحر الإرهابيين ومنعهم من تدنيس تراب هذا الوطن.
وأكد أمين فرع حماة لحزب البعث العربي الاشتراكي مصطفى سكري أن أمة تقدم قوافل الشهداء ستبقى حية وخالدة، والسوريون الذين سطروا أعظم ملاحم البطولة وقدموا أرواحهم رخيصة على مذبح العزة والكرامة بدءاً من الثورة السورية الكبرى في 6 أيار عام 1916 سيواصلون تصديهم لكل من يحاول المس بسيادة واستقرار وطنهم.
إلى ذلك قالت وكالة «سانا» للأنباء إن 23 مطلوباً من محافظة حماة سلموا أنفسهم أمس للجهات المختصة لتسوية أوضاعهم.