اقتصاد

ليون زكي: يا حكومة أوقفي مسلسل كوارث هجرة السوريين

طالب رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني ليون زكي الحكومة السورية باتخاذ إجراءات وتدابير احترازية تحول دون هجرة المزيد من العقول والكفاءات البشرية الشابة ورسم إستراتيجية وطنية لتخفيف حدة الضرر البالغ الذي لا بد أن يلحق بالاقتصاد والمجتمع وبعملية التنمية وإعمار البلاد جراء ذلك.
وقال زكي لـ«الوطن»: إن ملف الهجرة المتزايدة من أهم الملفات التي يجب أن تؤرق الحكومة والمجتمع السوري الذي يفقد وفق خط بياني تصاعدي خيرة المؤهلات والموارد البشرية، وخصوصاً من الفئة العمرية التي تضم خريجي الجامعات ومن الاختصاصات العملية «وعلى الحكومة الإسراع في توفير فرص العمل للخريجين الشباب لامتصاص بطالتهم بدل دفعهم إلى الهجرة غير المشروعة ولو عن طريق المخاطرة بأرواحهم في ظل تنامي مؤشرات تفاقم أزمة الهجرة بالتوازي مع انسداد أفق المساعي السلمية المبذولة وانخفاض وعي الحكومة بضخامة وفداحة أزمة الهجرة التي تضحي بالكوادر الشابة المعوّل عليها في البناء والنهوض بالبلاد من المستنقع الذي غاصت فيه».
وأبدى انزعاجه وألمه من الأرقام المرعبة التي تصدرها منظمات دولية حول أرقام السوريين الذين ركبوا المخاطر في طريقهم إلى بلاد الغربة وحلمهم الموعود أو حتفهم المنتظر: «إذ احتل السوريون ثلث عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا بحراً خلال 2014 والبالغ عددهم 219 ألف لاجئ لقي 3500 منهم حتفهم غرقاً، وهي كارثة إنسانية تضاف إلى سجل كوارث الحرب التي لا تعد ولا تحصى، وستزداد وطأة الكارثة بارتفاع عدد الذين سيصلون إلى أوروبا بحراً نهاية العام الجاري إلى 300 ألف لاجئ بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين».
ودعا زكي المسؤولين المعنيين في الحكومة وكل الفعاليات الاقتصادية والنقابية إلى لعب دورها في هذا المجال بتخصيص مؤتمرات وندوات تتحدث عن مخاطر استمرار مسلسل تدفق النازحين عبر الحدود على مصير القطر «بل حتى الجلوس إلى الفئات والعينات المنتخبة للهجرة بكل جدية ومسؤولية للاستماع إلى همومها ومعاناتها وسبل حل ومعالجة مشاكلها، والتركيز على أوساط الخريجين الجامعيين والخبرات العلمية في جميع الاختصاصات».
وأظهر قلقه العميق من الأنباء التي ترد بشكل شبه يومي وتتناقلها وكالات الأنباء العالمية حول الكوارث التي تلحق بالمهاجرين السوريين مثل العثور على جثث 71 سورياً أخيراً من المهاجرين بشكل غير شرعي بينهم أطفال ونساء داخل شاحنة متروكة في أحد الطرق الخارجية السريعة على الحدود الشرقية للنمسا، وكذلك غرق مئات المهاجرين الكثير منهم سوريون قبالة مدينة زوارة على الساحل الليبي وهو حدث يتكرر أسبوعياً حتى لم يعد يحتل الأولوية في أجندة وسائل الإعلام.
وشدد على أن إقناع الراغبين بالهجرة بعدم استكمال مشروعهم بمغادرة البلاد وإغرائهم على البقاء فيه أسهل بكثير من إقناعهم بالعودة إليه لاحقاً مهما بلغت جاذبية المشاريع التي ستستقطب الخبرات منهم، ولكن كيف يمكن الحد من أعداد المهاجرين السوريين بعد أن وصلت نسبتهم إلى 23 بالمئة من مجموع مهاجري العالم، حسب أرقام المنظمات الدولية، فهل بإمكان المجتمع والاقتصاد السوري تحمل هذه الفاتورة الباهظة التكاليف أم فات أوان إنقاذ ما يمكن إنقاذه»!؟.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن