سورية

طعنة أميركية إعلامية لـ«قسد».. ومغازلة لنظام أردوغان! … واشنطن: دعمنا مؤقت.. والتعاون مع أنقرة حول منبج أصبح أنموذجاً

| وكالات

وجهت الولايات المتحدة الأميركية طعنة إعلامية أولية لحليفتها «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، بالتأكيد أن دعمها لها «مؤقت»، على حين تغزلت بنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتشديد أن لا حل في سورية دونه!، والتراجع عن تهديداتها السابقة بنسف مسار «أستانا».
ولم تخف الولايات المتحدة أطماعها بتطبيق «خريطة الطريق» حول منبج المتفقة عليها مع نظام أردوغان في إدلب أيضاً.
وعقب اجتماع فريق العمل المشترك الثالث التركي الأميركي في العاصمة التركية أنقرة الجمعة، وبحثهم الوضع في سورية بدءاً من شرق الفرات، وصولاً إلى محافظة إدلب، قال المبعوث الأميركي الخاص لشؤون سورية جيمس جيفري: إن الولايات المتحدة تجري تدقيقاً أمنياً من خلال وفائها بالتزامها بمغادرة المسلحين الأكراد منبج، وعدم وجودهم ضمن المجالس المحلية والموظفين العسكريين المحليين هناك، بحسب ما نقل عنه الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم». وأضاف جيفري: «حتى نهاية العام، سنتخذ بعض الخطوات للتأكد من أننا نضمن المعايير في أقرب وقت ممكن، بعض الخطوات ستكتمل بحلول نهاية كانون الأول الجاري».
وزعم جيفري، أن التعاون (مع نظام أردوغان) حول منبج أصبح أنموذجاً لإحلال السلام في سورية، حيث «من غير الممكن إيجاد حل نهائي هناك دون تعاون وثيق بين الولايات المتحدة وتركيا»، مشيراً إلى أنه سيجري بحث المناطق الأخرى التي يمكن تطبيق نموذج منبج عليها، خلال مرحلة التخطيط المشترك الذي يتضمن دعم تركيا في إدلب أيضاً.
من جانبها، نقلت وكالة «الأناضول»، عن جيفري قوله: إن «مسار أستانا يعمل، ولا توجد لنا أي مشاكل معه»، نافياً توجيهه أي انتقادات لهذا المسار، بعد أن كان «جيفري» نفسه قال في مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي، إنه «إذا لم يتم تشكيل «اللجنة الدستورية» الخاصة بتعديل الدستور السوري، منتصف الشهر الحالي، فأميركا ستنهي مسار أستانا».
وبينما انتقد السفير الأميركي عدم إحراز أي تقدم في السنوات الثلاث الماضية، حيال تطبيق القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 2254، حاول تبرئة نظام أردوغان من عرقلة الحل السياسي في سورية، معرباً عن اعتقاده «أن المسؤول عن عدم تنفيذ اتفاقات أستانا، هو النظام السوري»، وفقاً لـ«الأناضول».
ودعا «جيفري» خليفة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، غير بيدرسون إلى تحديد الجهة المسؤولة عن تأخير تطبيق قرار مجلس الأمن.
وفي رده على سؤال حول نقاط المراقبة التي تعتزم واشنطن إقامتها على الحدود السورية الشمالية (مع تركيا) شرقي نهر الفرات، لفت جيفري إلى أن «هدف نقاط المراقبة هو الحث على التخلي عن إطلاق نيران التحرش، ولن تنشر لغرض القتال، بل هي نقاط مراقبة». وعن التعاون مع المسلحين الأكراد، قال: «دائماً نؤكد أن عملنا مع قوات سورية الديمقراطية ضد داعش مؤقت، وتكتيكي».
وسبق لوزير وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن طالب واشنطن بعد مباحثات مع جيفري أول من أمس بـ«إنهاء» علاقتها بـ«وحدات حماية الشعب» الكردية و«حزب العمال الكردستاني»، والتخلي عن نقاط المراقبة شمال سورية.
وشملت مباحثات جيفري في أنقرة أيضاً المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، وذكرت «الأناضول» أن الجانبين أثنيا على نجاح قمة اسطنبول الرباعية الشهر الماضي، والتي جمعت قادة كل من روسيا وألمانيا وفرنسا، إضافة إلى أردوغان.
اللافت أن بياناً تركياً أميركياً مشتركاً صدر الجمعة أيضاً، وأكد ضمان تحقيق تقدم ملموس وسريع في تنفيذ «خريطة الطريق» في منبج، بحلول نهاية 2018، بعد انتقادات تركية لواشنطن في هذا المجال منذ الإعلان عن الاتفاق في حزيران الماضي.
الغزل الأميركي للنظام التركي رافقه استمرار القوات الأميركية بنهب الثروات السورية في شمال البلاد.
ووفق مواقع إلكترونية معارضة، فإن قوات الاحتلال الأميركي واصلت عمليات الحفر ليل نهار بمعاول يدوية وجرافات آلية من أجل العثور على اللقى والكنوز الأثرية الدفينة التي تزخر بها منطقة منبج، إضافة إلى الكثير من المواقع والأماكن السورية.
وتوزعت أماكن الحفر والسرقة، في جبل «أم السرج»، الغني بمحتوياته الأثرية، وعلى كم هائل من الكنوز الأثرية، ومنها القلعة وسور المدينة، وكذلك في سوق منبج الرئيسي القديم علناً وفي وضح النهار، إضافة إلى بعض المدافن الأثريّة، في المنطقة الشرقيّة للمدينة بجانب المنطقة الصناعية، ومركز الكنيسة السريانية الأثرية التي تعرض لبعض التخريب، ومواقع أثريّة أخرى تعرّضت للتجريف الكامل بواسطة آليات ثقيلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن