الأولى

عشرات المصابين والمعتقلين.. ومحتجو «السترات الصفراء»: على ماكرون الرحيل … سبت رابع دامٍ في فرنسا والشرطة تستعين بالمدرعات

| الوطن- وكالات

لم يأخذ محتجو «السترات الصفراء» تراجعات الحكومة الفرنسية عن ضرائبها الأخيرة على محمل الجد، وخرجوا في تظاهراتهم التي كانوا أعلنوا عنها، حاملين المزيد من «المطالب» التي عكست حجم الأزمة الداخلية الفرنسية وفداحتها، لتكون محصلة السبت الرابع من الاحتجاجات عشرات الجرحى والمصابين ومئات المعتقلين في فرنسا وبلجيكا، وسط حالة من الفوضى الأمنية لم تعرفها باريس منذ عشرات السنين.
ولأول مرة منذ اندلاع حركة «السترات الصفراء»، أدخلت الشرطة أمس المدرعات لوقف الاحتجاجات وسط العاصمة باريس، فيما كان لافتاً بالأمس خروج المتظاهرين بمطالبات تدعو إلى استقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، ورفع بعض المحتجين أيضاً لافتات تدعو إلى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، كما أكد المتظاهرون رفضهم الإجراءات الحكومية الأخيرة التي طالت الطلاب الجامعيين غير الأوروبيين، ورددوا هتافات داعمة للطلاب الذين تعرضوا لسوء المعاملة من قبل الشرطة.
ونفذت الشرطة الفرنسية هجوماً ترافق مع إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين في الشانزليزيه، بعد عمليات كر وفرّ بين الطرفين، ودخلت آليات للشرطة الفرنسية شارع الشانزليزيه لإخراج المحتجين، في حين قررت الحكومة الفرنسية نشر نحو 90 ألف رجل أمن، 8000 آلاف منهم في باريس والاستعانة بعربات مدرّعة لتفكيك الحواجز.
وفي ظل هذه الأجواء أغلقت متاجر كبرى في العاصمة أبوابها وهو أمرٌ لم يحدث سابقاً في شهر عيد الميلاد، كما جرى إلغاء العديد من الحفلات والمباريات الرياضية وإغلاق برج «إيفل» ومتحف «اللوفر» أيضاً أمام الزوّار إضافة إلى وقف العمل في العشرات من محطات المترو.
وتضامن سكان العاصمة الفرنسية مع الحركة الاحتجاجية حيث نشروا آلاف «السترات الصفراء» على شرفات منازلهم بدلاً من الغسيل، فيما عبر تجار العاصمة عن خشيتهم من أن تؤدي هذه الاحتجاجات إلى خسائر فادحة في قطاعهم من جراء إغلاق محالهم وتعرضها في بعض الأحيان إلى التخريب. في غضون ذلك، أعلنت نقابة الشرطة الفرنسية إضراباً مفتوحاً بدءاً من «أمس» تزامناً مع الاحتجاجات، وقالت: إن أفرادها لن ينضموا إلى الاحتجاجات لكنهم يريدون تقديم الدعم لها.
ومن جهته اعتبر وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أن «الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن السيطرة» متعهداً أن السلطات الفرنسية «لن تتهاون» مع الأشخاص الذين يحاولون التسبب بمزيد من الفوضى، واستدرك قائلاً: «السلطات أحكمت السيطرة على الاحتجاجات وتصدت لمخربين تسللوا بين المحتجين»، مشيراً إلى أن باب الحوار مع أصحاب «السترات الصفراء» ما زال مفتوحاً.
وعلى حين قدرت السلطات الفرنسية عدد متظاهري الأمس بـ31 ألفاً، أشارت إلى أن هذه التظاهرات عمت كافة الأراضي الفرنسية، وامتدت إلى العديد من المدن الرئيسية، لاسيما مدينة ليون وتولوز، تزامناً مع تحركات في بلجيكا وهولندا، حيث جرى اعتقال العشرات في الأولى وأغلقت الشرطة هناك عدداً من الشوارع الرئيسية بحواجز معدنية وأسلاك شائكة، فيما طالب محتجو هولندا باستقالة رئيس الوزراء مارك روتة، على خلفية زيادة سن التقاعد وغلاء الأسعار ومشكلة اللاجئين.
وأظهرت آخر استطلاعات الرأي تراجع شعبية ماكرون على نحو قياسي لتصل إلى نحو 23 بالمئة منذ مطلع الشهر الحالي بانخفاض بلغ 13 نقطة خلال 4 أشهر.
ووفقاً للاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «إيلاب» بلغت شعبية ماكرون أدنى مستوى لها بعد احتجاجات «السترات الصفراء» خلال 3 أسابيع، كما أشار الاستطلاع أيضاً إلى تراجع شعبية رئيس الحكومة إدوارد فيليب 4 نقاط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن