ثقافة وفن

«ناس من ورق» يجمع عدداً كبيراً من النجوم … وائل رمضان: العمل بعيد بشكل كلي عن «الفزلكات» وكُتب بشكل لطيف وإنساني وواقعي

| وائل العدس - تصوير طارق السعدوني

لم يكن مؤتمراً صحفياً بقدر ما كان جلسة حوارية حرص فيها المخرج وائل رمضان على الحفاظ على سرية الحكاية وخطوط شخوصها، بحضور الكاتب وبعض الفنيين وأبطال العمل الذين كانوا منهمكين قبل وصول الصحفيين، ما يسمى «بروفة الطاولة» التي عادت أخيراً إلى الدراما السورية بعد غياب نحو ربع قرن.
اللقاء الودي الذي عقد في المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني تمحور حول الخطوط العريضة لمسلسل «ناس من ورق» الذي أعاد رمضان إلى دفة الإخراج بعد غياب طويل.
اللافت في العمل أنه نجح في جمع عدد كبير من نجوم الدراما، وهي حالة انقرضت تماماً خلال فترة الحرب على سورية، وها هي تعود بأسماء رنانة مطعمة بعديد الفنانين الشباب.

مجموعة نجوم
ويشارك في العمل نخبة من نجوم الدراما السورية، وهم سلمى المصري وفايز قزق وجرجس جبارة وروعة ياسين وأمانة والي وجمال العلي وعاصم حواط ورنا العضم ومعن عبد الحق وولاء عزام وطارق عبدو وسوزانا الوز وعبد الرحمن قويدر والطفل علي رمضان.
ويحل على حلقات العمل كضيوف شرف عدد كبير من النجوم أيضاً، منهم دريد لحام وسلاف فواخرجي وصباح جزائري وديمة قندلفت ونورا رحال وصفاء سلطان ونادين خوري وسليم صبري وثناء دبسي وأندريه سكاف ويزن الخليل وحلا رجب وعبير شمس الدين ووفاء موصللي وبشار إسماعيل وحسين عباس وكرم الشعراني وناصر وردياني وآمال سعد الدين وفوزي بشارة وأسامة السيد يوسف وهدى شعراوي ويحيى بيازي وبلال مارتيني ووئام الخوص.
وسيكون المكان بطل الحكاية المطلق، على أن نشاهد في كل حلقة سكاناً جدداً مستأجرين، ويشارك فيها سكان البناء الدائمون وهم ثلاث عائلات وعائلة الناطور، وهم بمنزلة أبطال كل الحلقات على حين سيكون المستأجرون عبارة عن ضيوف حلقات.

توليفة كبيرة
خلال الجلسة الحوارية قال المخرج رمضان: إن العمل اجتماعي تراجيكوميدي منفصل متصل، يقدم في كل حلقة قصة من الأحداث القريبة لحياة الناس في مجتمعنا وهو من النوع الذي افتقدناه خلال سنوات الحرب على سورية، مبيناً أنه اختار اسم «ناس من ورق» لتلخيص روحه وجوهره، رغم أنه اسم قديم لمسرحية للسيدة فيروز وللأخوين رحباني.
وأكد أن العمل يضم توليفة كبيرة من أهم الفنانين السوريين ما يعطي أهمية لهذا الوجود الضخم من النجوم في عمل واحد، مشيراً إلى أن مؤسسة الإنتاج أمنت كل المتطلبات الإنتاجية رغم صعوبتها ضمن الإمكانات المتاحة، من خلال بناء خاص تم استئجاره خلال أيام التصوير وبعدها تم إكساؤه خصيصاً للعمل، في بادرة هي الأولى من نوعها في الدراما السورية.
وشدد على أن العمل بعيد بشكل كلي عن «الفزلكات» لأنه كُتب بشكل لطيف وإنساني وواقعي، مبيناً أن ما دفعه لإخراج هذا العمل هو النص الذي كُتب بحرفية عالية.
طريقة إنسانية

بدوره كشف كاتب العمل أسامة كوكش أن عمله يتحدث عن الحياة الاجتماعية بطريقة إنسانية مختلفة، مشيراً إلى أن 28 حكاية في العمل ستتمحور حول تمجيد أهمية الإنسان الفرد بكل ما يحمله من خصوصية، مضيفاً إن كل حلقة ستحوي قصة معينة يتم تقديمها للمشاهد باستثناء قصتين سيكون عرضهما عبر حلقتين متتاليتين، مبيناً أن ورشات عمل جمعته مع المخرج والفنانين المشاركين في العمل تم من خلالها الأخذ بملاحظاتهم إيمانا منه بأن الدراما حالة جماعية.
وأكد أن صعوبة العمل في أحداثه التي تدور ببناء سكني يجمع بيوت أبطال العمل تطلب وجود مخرج متمكن قادر على إدارة تصوير حلقات العمل وجهة إنتاجية تتبنى ظروف العمل الصعبة نوعاً ما وتؤمن متطلبات تصويره.

للممثلين آراؤهم
وعبّر الممثل فايز قزق عن سعادته بالمشاركة في كل عمل يعيد الرونق إلى الدراما السورية، مشدداً على أن «ناس من ورق» عمل تحتاجه الدراما السورية اليوم لأنه قريب من حياة الناس، آملاً بوجود أعمال تتحدث عن الفلاحين والعمال السوريين وقضاياهم ومعاناتهم من خلال التلفاز والمسرح والسينما، بل أعمال تحكي عن الإنسان السوري بكل تنوعاته وتحقيق أعمال تعالج هموم الناس وحيواتهم.
وكشفت الممثلة سلمى المصري أن هذا العمل هو التجربة الأولى لها مع المخرج رمضان بعد أن اجتمعا كثيراً في التمثيل، والعمل يجمع عدداً كبيراً من الفنانين المهمين وستكون أجواؤه جميلة بعد أن اشتقنا للعمل مع أسماء لم نجتمع معها لسنوات، وأهمية العمل تكمن في تقديمه قصصاً من الواقع وهذا ما ينتظره الجمهور دائماً.
ولفت الممثل جرجس جبارة إلى جمالية النص الذي يحاكي مشاعر الإنسان الجميلة والنبيلة التي نحتاجها في يومنا الحالي، مشيراً إلى أن مؤسسة الإنتاج تعمل على صناعة أعمال مهمة تجمع أكبر عدد من الفنانين في أعمالها.
أما الممثلة روعة ياسين فرأت أن العمل يحمل المتعة في تنفيذه إلى جانب قربه من الناس.
وبين الممثل معن عبد الحق أن هذا النوع من الأعمال يدعو إلى التفاؤل لكونه عملاً عائلياً مقدماً لمختلف الأعمار ما يجعله مائدة مناسبة للمشاهد في رمضان.
وعبرت الممثلة سوزانا الوز عن سعادتها بالمشاركة في العمل رغم كونها مغنية أوبرا الأمر الذي لا ينفصل برأيها عن التمثيل لتكوين مشروعها الفني.
أما الممثلة وئام الخوص التي تشارك للمرة الأولى بالدراما التلفزيونية فوصفت أجواء التحضير للعمل بالمريحة وخاصة أن المخرج هو ممثل بالأصل ما سينعكس أيضاً على أجواء التصوير.

بروفة الطاولة
من الضروري أن يكون هذا العمل الخطوة الأولى لإشاعة الوعي بالتقاليد الدرامية القديمة، وخاصة وسط الأجيال الشابة.
إن مصطلح «بروفة الطاولة» يقصد به هذا اللقاء الذي يجمع فريق العمل حول طاولة مستديرة ويُقرأ النص بصفة جماعية، ويشارك الجميع في تحليله وتقسيم فقراته وتفكيكها وصولاً إلى رؤية عامة مشتركة حول مضامينه الجمالية والفكرية. ‏
هذه المرحلة تأسيسية في إنتاج العمل الدرامي، ولا يمكن أن تقوم قائمة للعمل بلا أساس متين، وكل فريق العمل وخصوصاً المخرج تهمه هذه الخطوة إذ إنه يختبر الكثير من حلوله وخياراته من خلال ما يثيره النقاش هنا، وأحياناً تأخذ وقتاً طويلاً لاكتشاف جزئيات النص قبل الخوض في أدائه جسدياً من الممثلين.
أيضاً فإن «بروفة الطاولة» تكشف عن كثير من الأمور الخاصة بالعمل، منها أدائية تتعلق بكيفية أداء الشخصية لدورها، وذهنية تتعلق بتقمص الممثل للشخصية التي يريد أداءها، وكل ذلك في إطار ما هو داخل النص ويتعلق بما هو خارج النص من ملابس وديكور إلخ.
وهنا نحن أمام تجمع منفرد في طقوسه ومتعته وجماليته، هذا التجمع المتميز يبدأ في عمل مضن، ولكنه جمالي يفضي بنا إلى الهدف المنشود.
هذه البروفة الساكنة جسدياً والمتحركة حوارياً هي الجامعة لكل عناصر العمل، وعليها يطرح كل عنصر رؤاه وإشكالاته وإمكانات تطوير أدواته، ومن ثم فإن المخرج يحتاج إلى الطاولة لشرح وتسويق إستراتيجيته منذ البداية.

سادسة التجارب
قبل هذا العمل أنجز رمضان أربعة مسلسلات مخرجاً، آخرها قبل ثماني سنوات، وتحديداً مسلسل «كليو باترا» الذي ألفه قمر الزمان علوش وأدى بطولته سلاف فواخرجي ويوسف شعبان وفتحي عبد الوهاب ونضال سيجري وكثيرون.
وتعود أولى تجاربه الإخراجية إلى مسلسل «اسأل روحك» عام 2007 الذي شارك في تأليفه عدد من الكتّاب وأخرج حلقاته عدد من المخرجين أيضاً.
المسلسل الآخر كان «دندرمة» عام 2008 وهو من بطولة عدد كبير من نجوم الدراما السورية والعربية.
في عام 2009 أنجز رمضان مسلسل «آخر أيام الحب»، من تأليف هاني السعدي وبطولة سلاف فواخرجي وياسر جلال وحنان مطاوع وزيزي البدراوي وسليم كلاس وميسون أبو أسعد وفادي صبيح وأنطوانيت نجيب وأمية ملص وميلاد يوسف وآندريه سكاف.
ولرمضان تجربة سينمائية واحدة عبر الفيلم القصير «القيامة» عام 2002 والذي نال جائزتي أفضل إخراج وأفضل ممثلة لسلاف فواخرجي في مهرجان القاهرة الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن