لا يختلف اثنان على أن بيليه رجل كرة القدم الأول عبر التاريخ وساعده في تبوؤ هذه المكانة أرقامه المذهلة في كأس العالم التي تعد البطولة الأهم في معايير النقد الكروي، فبيليه هو اللاعب الوحيد الذي أحرز البطولة ثلاث مرات وأحد القلائل الذين سجلوا في أربعة مونديالات وأصغر من سجل الهاتريك وأصغر من سجل في مباراة نهائية وأصغر من فاز باللقب.
لكن بين الحين والآخر يخرج علينا ملك الكرة بتصريح بعيد كل البعد عن المنطق وآخرها قوله:
ما وجه المقارنة بين لاعب يلعب بكلتا قدميه ببراعة قاصداً نفسه ولاعب يعتمد على القدم اليسرى فقط، وعند مقارنتي بلاعب يجب أن يكون مميزاً بالقدمين والرأس مضيفاً: إن مارادونا من أفضل اللاعبين عبر التاريخ وأفضل من ميسي وأثنى على كرويف وبيكنباور.
أعتقد جازماً أن تصريحاً كهذا يدين بيليه وهذا ما قاله أحد أساطير الكرة الإنكليزية غاري لينكر قائلاً لبيليه:
إذا كانت طريقتك للحكم على اللاعبين بهذه الطريقة فمارادونا يعتمد على قدمه اليسرى فقط وما تقوله هراء مطلق!
نعلم العداء التاريخي بين البرازيل والأرجنتين وبيليه سابقاً لم يكن يمتدح مارادونا ويبدو أنه أراد الخروج بتصريح يعيده إلى الأضواء فكان التقليل من ميسي وإمكاناته وهذا ظلم حقيقي لأن القاصي والداني يعرف ملك الكرة الحديثة الذي دخل إلى كل بيت وكان مادة دسمة لوسائل الإعلام معظم سنوات الألفية الثالثة وهو بحق مالئ الدنيا وشاغل الناس بعبقريته الكروية النادرة وفنه الخالد وأهدافه الاستثنائية ومهاراته العالية وجماعيته غير العادية.
ومن يدقق في أهدافه الـ650 التي سجلها مع برشلونة ومنتخبات الأرجنتين، يجد العجب العجاب في الأسلوب والكيفية والمزاج الحاد والومضات العبقرية التي لم يصل إليها بيليه ومارادونا من قبل.
بيليه ومارادونا تنازعا على لقب لاعب القرن العشرين ويستحقان ذلك ومكانتهما مرموقة في عالم اللعبة لكن تجاهل ميسي من بيليه أو التقليل من شأنه لعمري هي خطوة غير محسوبة من ملك الكرة.
بقي القول إن بيليه اعتاد إطلاق تصريحات جوفاء وتوقعاته في عالم المستديرة غالباً ما تحولت إلى سراب.