رياضة

بعد خسارتي الصين ونيوزيلندا.. سلتنا سقيمة ونتائجها مهينة والحلول برسم رئيس مكتب الألعاب

| مهند الحسني

لم يخرج منتخبنا الوطني بكرة السلة من دائرة التوقعات بخسارته أمام منتخبي الصين ونيوزيلندا ضمن مباريات الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم الصين 2019، ولكن ما لم يكن في الحسبان والخارج عن مستوى أعلى درجات التشاؤم تلك الصورة المهينة التي ظهر فيها الأداء الفردي والجماعي للاعبين، وإن كان مستوى التحضير الرديء الذي وفّره اتحاد كرة السلة متواضعاً، وخصوصاً المباريات الترفيهية مع فرق مغمورة، ورغم ذلك عجزنا عن الفوز عليها رغم المطالبات السابقة والحالية والمستمرة الموجهة لاتحاد كرة السلة بضرورة الدعوة إلى جلسة مصارحة يكشف فيها الاتحاد أسباب إخفاق قيادته لدفة كرة السلة السورية، ومنتخباتها خلال السنوات السابقة، رغم وجود أسماء كبيرة من أعضاء الاتحاد مع وقف التنفيذ، فلم يسمح لأحد الأعضاء بالإدلاء بدلوه حتى في ندوة تلفزيونية لأسباب كثيرة.

غياب الإستراتيجية
أصبح اتحاد السلة اليوم عاجزا، وهذه حقيقة، عن توفير أبسط مقومات التمثيل اللائق، وظهر جلياً أن الضعف مرده أمران، الأول يكمن في وجود خلل في الرؤية الإستراتيجية انعكست تخبطاً في بناء المنتخب، إضافة إلى أن المنافسات المحلية باتت غير ملبية، فالمنتخب مرة خليط بين الخبراء والشباب، ومرة أخرى للشباب، ومرة بمجنس، وأخرى من دون مجنس، ومرة نهتم بالنتائج، ومرة نلتفت للأداء، هذا التخبط انعكس سلباً على كل تفاصيل عملية الإعداد الهزيلة التي كانت تدل على أن المنتخب لن يكون بأحسن حال في ظل الرؤية الإستراتيجية الضبابية للاتحاد.

أخطاء إدارية
الأمر الآخر الذي يدل ويؤكد خلل التحضير والإعداد، وعجز الاتحاد عن قيادة دفة كرة السلة، هو تكرار الأخطاء الإدارية التي باتت علامة مسجلة لجميع مشاركاتنا، رغم وجود جيش كبير من الإداريين ضمن فريق عمل الاتحاد، فمرة يسقط تسجيل لاعب سهواً، ومرة نتأخر في تثبيت مشاركة منتخب فتفوتنا فرصة المشاركة بعد عملية تحضير طويلة، ومرة يحضر اللاعب، وننسى هويته، ومرة أخرى تحضر الهوية، وننسى اللاعب، والأخطر من ذلك أن الاتحاد ورغم تكرار الأخطاء لم يكن شفافاً في تحديد مسؤولية هذه الأخطاء، ومحاسبة المخطئين، ومن المؤكد أن أخطاء كثيرة أخرى لم تخرج إلى العلن بسبب التعتيم المتعمد عليها.

وماذا بعد يا ماتيتش؟
أنت أيضاً تريد أن تتعلم الحلاقة برأس سلتنا، نرجو أن تجيبنا بلغة فنية، لأننا لم نعد نقبل منك التصريحات الرنانة، والوعود المتفائلة، فهل ترضى بهذا المستوى الهزيل للمنتخب منذ توليك لمهامك، وهذا هذا هو الدفاع القوي الذي تحدثت عنه طويلاً، وهل هذا هو التناغم والانسجام اللذان سعيت إليهما بين اللاعبين؟ وهل هذه هي الناحية الهجومية الخارقة التي أتحفتنا بها؟ وهل هذه هي اللياقة التي عملت عليها؟ وهل هذه هي المجموعة الأنسب القادرة على تمثيل المنتخب؟ وهل يرضيك ألا تجد في جميع مباريات المنتخب لأفكارك التكتيكية الجهنمية وجوداً، ويرضيك أن يتجاهلها اللاعبون؟ وهل يرضيك أن نلعب أمام الصين ونيوزيلندا في الربع الأول، وكأننا منتخب في دوري للأحياء الشعبية؟
عفواً ماتيتش لم تعط الإضافة وامتهنت التنظير أكثر مما قدمت من تكتيك وحان أوان رحيلك.

برسم رئيس مكتب الألعاب الجماعية
الدكتور ماهر خياطة المحترم نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام، ورئيس مكتب الألعاب الجماعية:
ندرك مدى حرصكم على مصلحة السلة السورية، وما سبب مناشدتنا لحضرتكم إلا لأنكم من أبناء اللعبة قبل أن تكون مسؤولاً، وأن هموم، وشجون السلة السورية ضمن أولوياتكم، وأن ما يحصل في منتخب السلة من فوضى لا يرضيكم، ولا يلبي طموحاتكم بسبب غيرتكم الكبيرة على رياضتنا الوطنية بشكل عام، وسلتنا على وجه الخصوص، ثم إننا نعرف مدى حرصكم الكبير على عدم هدر أموال المنظمة، وعلى أن تصرف وتوظف بالمكان المخصص لها بعيداً عن الإسراف.
لقد مضى أكثر من عام على تولي المدرب الصربي قيادة منتخب السلة، ونعتقد أنها مدة كافية لبيان مدى نجاحه في مهمته من عدمها، فالمدرب لم تظهر له أي لمسات فنية جيدة على أداء المنتخب فردياً وجماعياً، وبات المنتخب في عهده الحلقة الأضعف بين جميع المنتخبات التي استباحت سلته من كل حدب وصوب، فمني بخسارات علقمية لا يمكن أن ننسى مرارتها، وبأرقام فلكية، كل ذلك يجري أمام أعين اتحاد السلة الذي لم يحرك ساكناً تجاه هذه الفوضى، لذلك لابد من إعادة النظر في وضع المدرب، والعمل على استبدال أي مدرب وطني به، ما دامت آمالنا بالتأهل لأبعد من الدور الثاني باتت شبه مستحيلة.
أملنا كبير في تحرككم الصحيح في وضع أيديكم على مكامن الخطأ الفاضح بإعداد المنتخب، وإيجاد الحلول الجذرية لها من أجل اجتثاث كل ما قد يعكر صفو منتخبنا في المرحلة المقبلة.
طبعاً نحن لا نريد لجاناً، ولا وعوداً، ولا اجتماعات خلبية لأن التاريخ لم يعد يرحمنا، والمطلوب خطوات واضحة وجرئيه لمشاكل السلة السورية.

خلاصة
منتخبنا المريض بات يتعالج بطريقة الوخز بالإبر الصينية، إبرتان مؤلمتان واحدة في الصين وأخرى في نيوزيلندا، والحبل على الجرار في ظل اتحاد كهذا، وفي النهاية يخرج منتخبنا من غرفة الإنعاش مع وصفة دائمة لا تصرف في الصيدليات، (فالج لا تعالج).
سلتنا في هذه المرحلة باتت على مفترق طرق وعليها أن تختار من دون أن تحتار أحد هذين الطريقين: إما أن تغلق الباب على نفسها، وتبدأ من أول وجديد على أسس علمية وواقعية، ومعنى ذلك أن نصبر عليها ثلاث سنوات على الأقل، ونرفع وفق ذلك شعار الحلم السلوي المؤجل، وإما أن تستمر بالمشاركات والخسارات المريرة، وكل منتخب نصرف عليه الملايين، ونبني عليه آمالاً ثم نكتشف أنها من رمل وطين، وبعدها نجد أحلامنا تتبخر، وحتى نجد من يقرر اختيار أحد هذين الطريقين بعد طول عناء، سنظل نذرف الدمع على نتائج منتخباتنا الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن