عربي ودولي

الكرملين: الاتهامات بضلوع روسيا في الاحتجاجات الفرنسية «افتراء محض» … «السترات الصفراء» تبطئ اقتصاد فرنسا وتهيل الضغوط على ماكرون

| رويترز- روسيا اليوم- أ ف ب

وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير إن فرنسا منقسمة بين من يرون أن العولمة أفادتهم ومن يكابدون نفقات المعيشة ويعتقدون أنها ليست فرصة بل تهديداً، ودور الرئيس هو أن يوحد البلاد.
ويواجه ماكرون انتقادات لالتزامه الصمت إزاء العنف في باريس كما يتهمه معارضوه بتحويل قصر الإليزيه إلى خندق.
وأحجم وزير المالية برونو لومير عن الإفصاح عن تقدير للنمو المتوقع لعام 2018 لكنه توقع أن تتسبب موجة الاضطرابات في خفض الناتج القومي بمقدار 0.1 نقطة مئوية. وتوقع نائبه تحقيق نمو «بما يقرب من 1.5 بالمئة».
وبدوره قال البنك المركزي الفرنسي أمس إن الاحتجاجات التي تعصف بالبلاد ستبطئ النمو لما يقرب من الصفر في الربع الأخير من العام مما يعقد مهمة الرئيس إيمانويل ماكرون للتوصل إلى تنازلات لتهدئة حركة (السترات الصفراء).
وتوقع البنك المركزي أمس أن يحقق اقتصاد فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، نمواً بنسبة 0.2 بالمئة فقط في الربع الرابع انخفاضاً من تقديرات سابقة نسبتها 0.4 بالمئة. وسيثير التباطؤ قلق ماكرون الذي يواجه ضغوطاً هائلة لاتخاذ قرارات خفض جديدة للضرائب ولتكاليف الضمان الاجتماعي حتى تزيد القوة الشرائية للأسر مع إبقاء عجز الميزانية أقل من السقف المسموح به في الاتحاد الأوروبي.
وفي مؤشر على زيادة مخاطر حيازة الدين الفرنسي، ارتفعت عائدات سندات الحكومة الفرنسية أمس ما أدى لاتساع الفجوة بين عائدات السندات الفرنسية والألمانية لأجل عشر سنوات إلى أكبر معدل منذ أيار إذ بلغ حوالي 46 نقطة أساس في التعاملات المبكرة.
وفي ضوء عجز الميزانية وعدم الرغبة في تجاوز قواعد الاتحاد الأوروبي، لن يبقى هناك مجال كبير أمام ماكرون لتلبية طلبات المحتجين برفع الحد الأدنى للأجور وخفض الضرائب وخفض أسعار الطاقة وتحسين ظروف التقاعد.
وتشير أحدث تقديرات للحكومة إلى عجز في الميزانية نسبته 2.8 بالمئة في 2019 أي أقل بقليل من السقف الذي يسمح به الاتحاد الأوروبي وهو ثلاثة بالمئة.
وفي السياق رفض الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الاتهامات بضلوع روسيا في الاحتجاجات الفرنسية، مؤكداً أنها باطلة وافتراء محض.
وقال بيسكوف في تصريحات صحفية أمس الاثنين: «أي ادعاءات بشأن ضلوع روسيا المحتمل (في الاحتجاجات) ليست إلا افتراء».
وحسب المتحدث باسم الكرملين، فإن الاحتجاجات التي شهدتها باريس مؤخراً تعتبر «شأناً داخلياً حصرياً لفرنسا»، وروسيا «لم تتدخل ولا تنوي التدخل في شؤون داخلية لأي دولة أخرى، بما فيها فرنسا».
وشدد بيسكوف، على أن «موسكو تولي أهمية كبيرة جداً لتطوير علاقاتها مع باريس»، وأضاف: «يعمل الطرفان على ذلك بشكل حثيث ونحترم السيادة الفرنسية، ونشعر بالامتنان عندما تعاملنا فرنسا بالمثل».
ورداً على طلب الصحفيين التعليق على تحقيق فرنسا في ضلوع روسيا باحتجاجات باريس، قال بيسكوف: «أود التصحيح، والإشارة إلى أن الحديث لم يذكر ضلوع روسيا، حسب ما سمعت من تصريحات، كان هناك حديث عن تدخل خارجي مفترض، قبل أن يسارع «أصدقاؤنا» إلى إقحام روسيا في الموضوع».
وفي وقت سابق نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية تقريراً يزعم وجود مئات الحسابات «الموالية لموسكو» على مواقع التواصل الاجتماعي، تعمل على تضخيم حركة السترات الصفراء.
وعلق وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على ما ورد في هذا التقرير قائلاً: «سمعت هذه الشائعات، الآن تجري الأمانة العامة للدفاع والأمن الوطني تحقيقاً في القضية، دعونا ننتظر نتائج هذا التحقيق، لن أطلق أي أحكام قبل التحقق من الوقائع».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن