رياضة

رئيس نادي الثورة سلام علاوي لـ«الوطن»: عمل الاتحاد مقبول لكنه غير كاف ويجب ضبط الاحتراف

| حاورها مهند الحسني

من منا لا يعرف سلام علاوي، تلك اللاعبة التي سطعت في سماء السلة المحلية والعربية والقارية، وحققت هي وزميلاتها ما نعجز عنه هذه الأيام، ولم تتوقف نجاحاتها عند هذه الحدود بل تابعت مشوار تألقها عبر توليها لمهامها في قيادتنا الرياضية في المرحلة الماضية، فكانت لها بصمات مشرقة، وأبت أن يكون لنجاحاتها نهاية، فوصلت إلى رئاسة نادي الثورة، ونجحت في إحداث نقلة نوعية فيه، وحققت نتائج أكثر من جيدة، وتم تكليفها مهمة رئاسة تحرير جريدة الاتحاد العريقة، فكان التوفيق عنواناً بارزاً لمهمتها الجديدة.
«الوطن» زارتها في مكتبها بنادي الثورة، وأجرت معها الحوار التالي:

استمرارية ونجاح
بعد مضي خمس سنوات على توليك رئاسة النادي هل تمكنتِ من إحداث نقلة نوعية؟
هي تكملة لمسيرة الأستاذ أسعد معلوف رئيس النادي السابق وبالنتيجة نحن حققنا شيئاً جميلاً للنادي على صعيد النتائج، كأس الجمهورية للسيدات لموسم 2016-2017، ووصيف الكأس والدوري لموسم 2017- 2018، وعلى صعيد الفئات العمرية كانت نتائجنا جيدة، وأملنا كبير بالفرق الصغيرة لتكون رافداً قوياً لفرقنا الكبيرة.

ما أخبار منشأة النادي التي وصلت قبل الحرب لمرحلة متقدمة من الإنشاء؟
المنشأة باتت في وضع صعب، وخاصة أنها تعرضت لكثير من النهب والسرقة أيام الأزمة التي مرت بالعاصمة، فسقف الصالة المغلقة أصبح في خبر كان، وتمت سرقة المحولة الكهربائية، وكذلك كامل محتويات الصالة ولولا الأزمة لكانت المنشأة حالياً قيد الاستخدام.

استثمارات وتبرعات
كيف تسير استثمارات النادي في المرحلة الحالية؟
نحن نعتمد على مقر النادي في منطقة القصاع، حيث هناك استثمار الكفتيريا إضافة إلى مركز اللياقة البدنية، وهما يدخلان سنوياً مبلغاً وقدره 18 مليون ليرة سورية، وهو مبلغ غير كاف مطلقاً لتسيير أمور النادي.

ماذا أنتم فاعلون حيال هذا الوضع؟
لا نخفيك بأن هناك بعض المتبرعين من محبي النادي، وهم يسددون جزءاً مهماً من مصروفاته ليبقى النادي واقفاً على قدميه، وما زالت الأزمة الاقتصادية ترخي بظلالها على الرياضة السورية، فلا نجد راعياً حقيقياً للنادي يتقدم للرعاية بشكل جدي للمساهمة في مساعدته.

احتراف غير منضبط
هل تتلقون الدعم من القيادة الرياضية أسوة بباقي الأندية؟
القيادة الرياضية لا تقصر معنا أبداً، وحالياً قدمت لنا مبلغاً قدره مليون ليرة، ومع بداية العام ستعطينا مثله، لكن ما يعكر صفونا هو الاحتراف غير المنضبط الذي يفرض نفسه بقوة على سلتنا، ولم يستطع ضبط الرواتب التي تتم من تحت الطاولة والتي تخالف الأنظمة والقوانين، لدينا في النادي 18 مليون ليرة سنوياً يذهب منها نحو تسعين بالمئة لفريق الرجال والسيدات، وباقي الفرق لا تأخذ نصيبها من توفير مقومات استمراريتها.
من جديد

ما سبب تراجع مستوى فرق القواعد لديكم عن المواسم الماضية؟
هذا الأمر يحتاج لسنوات طويلة، حتى نتمكن من تخريج لاعبين من مستوى عالٍ، حالياً نقوم على تخريج لاعب أو لاعبين اثنين مميزين، وهما لا يمكن أن يشكلا شيئاً على أرض الواقع، منذ سبع سنوات كان النادي عرضة حقيقية لقذائف الإرهاب، وقد استشهد لدينا ثلاثة لاعبين صغار، وتوقف النادي لمدة كبيرة على استقطاب اللاعبين، وخسرنا أيضاً مدرباً يعد من أفضل من قاد فرق القواعد، المرحوم جورج زيدان الذي كانت بصماته واضحة على فرق النادي، إضافة إلى هجرة البعض إلى خارج البلاد وإعادة قوة هذه الفرق لتتبوأ المراكز الأولى حالياً بحاجة لوقت كبير وجهد مضن، لكن بالنهاية قواعدنا ليست متراجعة.
انتماء
هل توافقينني على أننا على حافة انهيار سلوي متوقع؟
لا أقول انهيار سلوي، إنما أقول إن هذا الاحتراف لا يمكن أن يتناسب مع الأندية التي لا تملك استثمارات كبيرة، إنما تمتلك فنيات اللعبة، فالرواتب التي تدفع لبعض اللاعبين بأسعار كبيرة، ومن تحت الطاولة أحياناً كما قلنا تخرج عن المنطق، على حين لا حضور لنا على صعيد المنتخبات الوطنية، ومن الممكن أن يكون اللاعب الذي يتقاضى مبالغ كبيرة في الدوري السوري خارج المنتخب، هذا يعني أنه يفيد فقط الدوري السوري، وهذا مفهوم خاطئ للعبة، فالمشكلة لدينا حالياً هي في تطبيق الاحتراف، فخارج سورية نرى الاحتراف بأندية محترفة بالكامل مع إدارات محترفة، أما لدينا فيسبب تضارباً بين النادي الذي يملك استثمارات والذي لا يملك.

ما سبب غياب الأسماء الساطعة في سلتنا الأنثوية قياساً إلى زمانكم حيث توافر النجمات؟
من قال إنه لا توجد نجمات في هذا الزمن، ولكن لا يوجد اهتمام حقيقي في الرياضة الأنثوية حالياً قياساً لزماننا، في السابق كان هناك العديد من الدورات العربية التي استضافتها سورية، وفي دورة المتوسط عام 1987 في اللاذقية نجحت سلتنا حينها في الحصول على ميدالية برونزية، كل هذا ساهم في أن يكون هناك استعداد طويل واهتمام كبير، حالياً لا يوجد هذا الاهتمام أبداً، ولكن أقول بأنها ليست حجة مقنعة لعدم تشكيل منتخب للسيدات، والعمل عليه بهدوء وترو من أجل أن يكون جاهزاً بالمستقبل.

هل اتحاد السلة نجح خلال الأزمة في زيادة جماهيرية السلة الأنثوية؟
لم يستطع أن يبني فريقاً كاملاً قوياً، ففريق الساحل مثلاً حقق في الموسم الماضي لقب كأس الجمهورية عبر استقطابه للعديد من اللاعبات المحترفات من خارج النادي، لكننا نراه اليوم بمستوى مغاير تماماً، أما النادي الذي أمده بالمحترفات فتراجع، وأصبح في عداد الدرجة الثانية، أما السويداء التي هي معقل أساسي برأيي للرياضة الأنثوية بكرة السلة، فتحتاج لإعادة تفكير جذري.

فوضى
هذا يعني أ ننا نعاني فوضى احترافية؟
نعم إننا نعيش ضمن فوضى احترافية حقيقية، ولا يجوز تحت أي مسمى أن يتعاقد ناد واحد مع أربع أو خمس لاعبات في نفس الموسم على حساب تفريغ باقي الأندية من اللاعبات، ولابد من تنظيم العملية الاحترافية، فعلى الأقل لا يجوز نقل أكثر من لاعبة أو لاعبتين يحتاج لهما النادي الواحد خلال الموسم من أجل أن تكون الفرق متقاربة من حيث المنافسة، وبالتالي تكون مجبرة على الاهتمام بقواعدها بشكل جدي.

ما رأيك في بطولة الناشئين والناشئات التي جرت في الفترة الأخيرة؟
هي بطولات جيدة جداً، ولكن ينقصها تطبيق الآلية المناسبة التي يضعها الاتحاد لهذه الفئات، فمثلاً قيل للأندية إنه ممنوع عليها أن تلعب إلا بطريقة المان تومان في هذه البطولة، لكن بعض الأندية في هذه البطولة لعبت أيضاً بطريقة الزون دون أن يكون هناك أي رقيب أو حسيب أو من يحاسب، وعند سؤالنا للحكام وللمراقبين لم نجد نتيجة في معرفة من المسؤول عن تطبيق هذه الآلية التي وضعت، وبالتالي بعض الفرق لعبت بطريقة (الزون) وأخرى لعبت بطريقة (مان تومان)، وكان هناك اعتراضات كبيرة من بعض مدربي الأندية لم تلق آذاناً مصغية.

الابتعاد
هل ترغبين في العمل ضمن فريق الاتحاد لو عرض عليك؟
لا أبداً، لأنني بعد نادي الثورة أريد أن أبتعد عن الرياضة، لأنني لم أعد أشعر بأنها كما كانت عليه سابقاً، لا أحد يسمع منا لأننا حسب زعمهم متشددون بالفكر، وأنا أحترم جميع الأشخاص، وليس خلافي سوى مع المبدأ ليس أكثر.

زيارة وهموم
ما رأيك بعمل اتحاد السلة؟
غير كاف من جميع النواحي، وعتبي عليه أنني منذ توليت رئاسة نادي الثورة منذ خمس سنوات لم أر أحداً من الاتحاد يزورنا ليسأل عن همومنا ومشاكلنا السلوية، وهناك أيضاً عدم وضوح ببرنامج المسابقات بشكل عام لأسباب عديدة وغير مقنعة في كثير من الأحيان.

في النادي
أين وجدت نفسك في النادي أم في المؤسسة الإعلامية أم في القيادة الرياضية؟
وجدت نفسي في نادي الثورة الذي يأخذ مني كل شيء تقريباً، وأحب أن أقدم له كل شيء لوجود لاعبين مخلصين ولاعبات رائعات، وسوف أبقى فيه في حال لمست تحسناً بالرياضة السورية عموماً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن